«نيرفانا» أفضل عروض مهرجان الكويت المسرحي

قدمت فرقة مسرح الخليج العربي سادس عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي، من خلال مسرحية «نيرفانا» تأليف فاطمة المسلم وإخراج يوسف البغلي.
«نيرفانا» في المفهوم البوذي تعني ابتعاد الإنسان عن كل المؤثرات الخارجية التي تحيط بذهنه وجسده، ويصل إلى هذه الحالة المسماة «نيرفانا» بعد فترة طويلة من التأمل العميق، إذاً عنوان المسرحية يدل على صنفها، مسرحية طقسية تتعلق بالفلسفة البوذية.


انطلق العرض في استهلالة عبارة عن تعبير حركي لمجموعة من مرتادي السوق، وبينهم «يانا» بائع الأصنام أو الآلهة التي لا يؤمن بها فهو من صنعها و»مايا» تلك الفتاة التي وقع في غرامها، تطلب منه أن يصبح راهباً ليأتيها بالوصايا، فيدخل المعبد ويلتقي بالراهب الحكيم الذي يقسو عليه حتى يتجرد من كل الملذات الدنيوية منها الحب ليتجنب المعاناة وكذلك الاكتئاب والحزن والقلق، أما الوصايا الخمس فهي: لا تقتل، لا تسرق، لا تكذب، لا تسكر، لا تقم على دنس.
تتسارع الأحداث بموت والدة «يانا» ثم شرب «مايا» للسم، حتى تعرف مدى صحة تقمص الروح، حيث الاعتقاد في البوذية أن الروح الطاهرة أو الصالحة تخرج من جسد لتعيش في آخر ربما جسد حيوان.
نص المسرحية محبوك جيداً، الفعل الدرامي موجود، والأحداث متصاعدة إلى ان وصلت الذروة، ومن ثم التطهير أو الحل بموت «يانا».
كان المخرج واعياً باستخدام رؤيته الرائعة بتقديم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، كما اجاد تحريك الممثلين وابتكار مشهد يتخيله «يانا» بطلبه الزواج من «مايا» عبر ستارة سوداء تفصله عنها، والتشكيلات الحركية الجماعية في المعبد.
السينوغرافيا تألفت من ديكور عبارة عن عمود بذراعين بقماش مرسوم عليه البيوت ويتحول إلى ألوان خاصة بالمعبد، وقدمت مشهدية بصرية ممتعة ومتنوعة مع الإضاءة وحركات الممثلين.
أداء الممثلين: برهن الفنان عبدالله التركماني على أنه ممثل محترف له حضور لافت من خلال دور «الراهب الحكيم»، وظهور جيد للممثلين ميثم بدر وراوية الربيعة وحضور كوميدي للممثل إبراهيم الشيخلي.
كما يحسب لهذا العمل تأليف موسيقى خاصة للعرض كضرورة درامية، والمكياج المتقن لكل شخصيات المسرحية، والأزياء جاءت ملائمة للموضوع المقدم.
يبقى أن نقول «نيرفانا» حققت الفكر والمتعة والفرجة، وقدمت مخرجاً له مستقبل باهر، وهي من أفضل عروض المهرجان، التي نتمنى أن تمثل الكويت في الخارج.
يشار إلى أن فرقة مسرح الخليج العربي قد تأسست 13 مايو 1963، من مؤسسيها: منصور المنصور، وعبدالعزيز الفهد، وأحمد القطان، ووليد الخالد، عبدالله خلف، وسالم الفقعان، وصقر الرشود، ومكي القلاف، وحياة الفهد، ومساعد الفوزان، وجاسم شهاب، ونورة الخميس، وسعيد الرفاعي، ويوسف الشراح، وحمد المؤمن، وعبدالله الرومي.
وفي سجلها المسرحي العريق الكثير من الأعمال الابداعية بينها «حفلة على الخازوق» و»شياطين ليلة الجمعة» و»بخور أم جاسم» و»ضاع الديك» و»1 2 3 4 بم» و»بحمدون المحطة».

فريق المسرحية

تأليف: فاطمة المسلم، إخراج: يوسف البغلي، تمثيل: عبدالله التركماني، ميثم بدر، راوية الربيعة، إبراهيم الشيخلي، علي بولند، عبدالله البصيري، تصميم الديكور: حسين بهبهاني، الإضاءة: فهد الفلاح، تأليف موسيقي: أحمد القلاف، تصميم تعبير حركي: مشاري الجمعان، مساعد مخرج: فاطمة العامر وفهد البلوشي، مكياج: عبدالعزيز الجريب، منفذ صوت: بدر سالمين.

 

فادي عبدالله

http://www.aljarida.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *