المسرحية العُمانية «زهرة الحكايا».. انحياز لشجون الأنثى وشؤونها

 

 

 

ضمن عروض مهرجان المسرح الأردني الحادي والعشرين، الذي تقيمه مديرية الفنون والمسرح في وزارة الثقافة بالتعاون مع نقابة الفنانين، عرضت يوم مس الأول، المسرحية العُمانية، «زهرة الحكايا»، التي تتمحور حول «زهرة»، الفتاة التي تصاب وهي في العاشرة من عمرها بحمّى، تتسبب بسقوط شعرها، لتصبح فتاة صلعاء، وخوفا من الناس، الذين قد يجعلونها خرافة يتسلون بها، يؤثر والداها إعلان موتها، وهكذا تظلّ حبيسة غرفتها/ مجتمعها/ السائد والمُكَرَّس من التقاليد والأعراف.وتستسلم «زهرة» لسلطة قاهرة تحرمها حقها في الحرية، وتمنعها من أن تمارس حياتها كما يمارسها شقيقها (أحمد) فتنكفىء على نفسها، وتسترجع بعضا من طفولتها من خلال الدمية التي ترافقها على امتداد العرض وتتحدث إليها مفصحة عن مشاعر الألم والوحدة وانكسار الذات، في إطار صراع درامي، وعلى غرار ما جرت عليه العادة، فإن «زهرة» تحاول المقاومة والتمرد، وكسر قيود المجتمع (الذكوري)، وتصرُّ على الخروج من البيت/ السجن/ المُكَرَّس في الوجدان الجمعي، بيد أن رصاصة والدها تضع حدّا لـ»عنادها».. وتنتهي الحكاية.
تلك الحكاية البسيطة قدمت برؤية سينوغرافية متقشفة، فديكور المسرحية اختزل بـ»سجن»، الذي تحركت دلالته بين غرفة «زهرة» تارة، وبين المجتمع ومعتقداته تارة أخرى، وعلى الرغم من حضور الخطاب المباشر في المسرحية، غير أن البلوشي حرص على تقديم مجموعة من التشكيلات البصرية التي اختزلت الكثير من منطوق النص، بخاصة تلك التي ارتبطت بطفولة «زهرة».
ولعلّ أبرز تلك الشكيلات تمثل بختام المسرحية، حيث تقتل زهرة، وترفع بعد ذلك على النعش من قبل رجال يجسدون المجتمعات الشرقية بصريا، ومن ثمّ تقف «زهرة» وهي فوق نعشها، لتنفتح عليها السماء ضياء ونقاء وبياضا، ويختتم العرض، ويضاء المسرح على المشهد نفسه، في دلالة إلى ديمومته وصيرورته..
المسرحية، التي حملت توقيع يوسف البلوشي، مخرجا، وعباس الحايك مؤلفا، قدمت من خلال: وفاء البلوشي (بدور زهرة)، ومشعل العويسي (الأب)، وزينب البلوشي (الأم)، وعيسى الصبحي (أحمد/ شقيق زهرة). وتشارك في المهرجان نفسه ست مسرحيات محلية وسبع عربية، إذ تقدم العروض يوميًّا الساعة الثامنة مساءً على المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي، والساعة السابعة على المسرح الدائري (مسرح محمود أبو غريب).
عرضا اليوم:
تعرض الساعة السابعة من مساء اليوم مسرحية (الحصالة) من الإمارات، الساعة السابعة مساء، على المسرح الدائري، في حين تعرض مسرحية (ذات الرداء الأحمر) من الأردن، على المسرح الرئيسي.

 

 

نضال برقان

http://www.addustour.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *