المسرح الشبابي والمرجو من المهرجان القادم

 

ضمن مشهد يكتنفه بعض الغموض الساحر؛ لغياب التفاصيل الخاصة والدقيقة حتى هذه اللحظة، وتحيط به هالة من (الترقب)، الذي تُحبس له الأنفاس تارة، وتتحرر منه تارة أخرى بفضل السباق، الذي يخوضه المسرح الشبابي مع الزمن في سبيل تقديم توليفة تمزج عراقة المسرح بعنفوان الشباب خلال فترة زمنية قياسية من المتوقع بأن يحصد بفضلها المسرح الكثير من الثمار، التي ستنضم إلى حصيلة إنتاج المسرح الشبابي من الأعوام الماضية وتحديداً من المهرجانات السابقة، التي كانت تُحسب حينها على وزارة الثقافة والفنون والتراث، وانتقلت من بعدها؛ كي تنضم لوزارة الشباب والرياضة؛ لتحظى بمتابعة خاصة لا تختلف من حيث الاهتمام والرعاية عن سابقتها، تندمج الشريحة الشبابية بالتحضير الجيد والجاد؛ كي تقدم أفضل ما لديها، في سبيل الكشف عن الطاقات التي تتمتع بها، وتحتاج لمساحة تسمح لها بأن تُعبر عن مكنوناتها ضمن قالب نوعي يدرك طبيعة ما ستُقدم عليه؛ كي تتقدم به وتقدمه، وهو ما قد سُخرت من أجله الجهود على ظهر خشبة هذا الحدث الكبير، ومن خلف كواليسه؛ حرصاً منها على تنظيم مهرجان المسرح الشبابي بحرفية تامة ستقدمه في أحلى حُلة هذا العام (كما هو المأمول)، فهو ما نطمح إليه، ونحلم به؛ ليغدو واقعاً في الغد القريب، الذي كُشفت من أجله السواعد وتكاتفت؛ كي نصل وبسلام تام إلى المهرجان الذي سيبدأ في نهاية هذا العام الجاري، وسينتهي في بداية العام القادم؛ مكللاُ بانتصارات ستغدو من نصيب كل الأطراف المُشاركة به، ولعل للمسرح الشبابي نصيب الأسد منه متى كانت له تلك الانتصارات.

هناك الكثير من الآمال التي نُعلقها حول رقبة مهرجان المسرح الشبابي لهذا العام، والذي وإن تعسرت ولادة الإعلان عنه، إلا أنه أي (ذاك الإعلان) قد جاء؛ ملبياً لرغبة الشريحة الشبابية، التي تُطالب بمساحة وكما ذكرت سلفاً تسمح لها بأن تُعبر عن مكنوناتها ضمن قالب نوعي، يدرك طبيعة ما ستُقدم عليه؛ كي تتقدم به وتقدمه؛ فندرك ماهيته، التي ستُغير ملامح المسرح، والحق أننا نحتاج إلى هذا التغيير، الذي لن يكون ما لم يُسمح لهذه الدماء بأن تكون؛ كي يكون التغيير والتجديد أيضاً، والطبيعي بأن كل ما هو حولنا يتجدد بتجدد الدماء السارية فيه، والمسرح القطري بحاجة لدماء لن نكتفي بأن نقول عنها (شابة)، ولكن متجددة تحرص على إضافة الجديد على أبو الفنون، الذي يخُفي بين طيات ثوبه الكثير من الفنون الأخرى، التي تستند إليه وتقوم عليه؛ لذا فهي بحاجة ماسة إليه؛ كي تكون بقدر ما نحن بحاجته أيضاً؛ في سبيل تطوير المجتمع وإحداث التغيير المرجو من خلالها تلك الفنون ومن قبلها (المسرح)، الذي يحظى باحترام جمهوره وسيظل يفعل كلما قدم الجيد، الراقي، والأنيق.
وماذا بعد؟
إن ما يحمله هذا العمود لهذا اليوم سيتوجه وبكل حب نحو الأطراف، التي نحتاج إلى انسجامها في ظل هذه الظروف المسرحية؛ كي تغزل نسيجاً عالي الجودة يليق بمجتمعنا الإنساني الراقي، الذي يتمتع برشاقة أهدافه القادرة على تحقيق ذاتها بذاتها وبمساعدة حقيقية من القائمين عليها، منها:
1- مهرجان المسرح الشبابي: لا يهم متى تكون بقدر ما يهم بأن تكون، ويكون منك كل ما نرجوه لمستقبل مسرحي باهر يملك القدرة على استلام دفة التوجيه؛ للتوجه بالمجتمع نحو أفضل ما يمكن بأن يكون له، خاصة وأنه يستطيع التوغل إلى كل شرائح المجتمع؛ ليُحدث التغيير المطلوب والمرجو بعيداً عن الصخب الذي يصدر من البعض بنية التغيير للأفضل دون أن يصدر غيره.
2- وزارة الشباب والرياضة: شكراً لمد المسرح الشبابي بمساحة تليق به؛ كي يستعرض على ظهرها كل طاقاته وإمكانياته، إذ ومما لاشك فيه بأن المردود سيليق بحجم المعطيات التي تم تسخيرها، فكما تحققت آمال المسرح الشبابي من خلالكم، فلاشك بأن آمالكم أيضاً ستتحقق من خلاله.
3- المسرح الشبابي: هذه فرصتك التي كنت تنتظرها طوال العام؛ كي تُشارك الجمهور إبداعاتك ويحتفي بها؛ لذا (فلتشحذ الهمة)، ولتكن خطواتك جريئة لا يُثنيها أي شيء؛ لتسير في الاتجاه الصحيح، الذي سيكشف للجميع من يستطيع فعل ماذا؟
وأخيراً
حتى يكون لنا اللقاء من جديد، أتوجه بخالص الشكر وصادق التقدير لوزارة الشباب والرياضة التي تهتم بالطاقات المسرحية الشابة بشكل عام، وإلى البيئة الحاضنة لها تلك (الطاقات)، ولكل أحلامها وطموحاتها ألا وهي (إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية وكل من ينتمي إليها) بشكل خاص، لحرصها الدائم على تقديم الأفضل للمسرح ولعشاقه من الشباب.


صالحة أحمد

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *