مسرح شيكسبير يعود إلى بولندا بعد 400 عام

 

 

 

بولندا- رفع الستار في عطلة نهاية الأسبوع عن عرض لمسرحية هاملت لشيكسبير، ليعلن بذلك افتتاح مسرح دانسك في المكان نفسه الذي كانت تقدم فيه أعمال هذا الكاتب والمسرحي  البريطاني قبل 400 عام.
ويعود الفضل في إعادة فتح هذا المسرح إلى الأكاديمي البولندي المتخصص باللغة الانجليزية جيرزي ليمون الذي وضع منذ 25 عاما نصب عينيه هدف إحياء هذا المسرح، وهو ينظم منذ العام 1993 مهرجان شيكسبير الذي يجذب كل صيف ممثلين من مختلف أنحاء العالم.
ويعد مبنى المسرح تحفة معمارية تجمع بين الهندسة القديمة العائدة لأربعة قرون، والهندسة الحديثة وتحديدا الفنون المعمارية لما بعد الحداثة.
وهو مبنى من ثلاث طبقات تطل على خشبة المسرح، وتتسع لستمئة شخص.
ويمكن أن يستضيف المسرح ثلاثة أنواع من العروض، واحد للعروض الشيكسبيرية يمكن أن يشاهدها الجمهور من ثلاث جهات، وواحد على الطريقة الإيطالية أي يكون فيها الجمهور مواجها لخشبة العرض، وواحد يمكن أن يشاهد الجمهور فيه خشبة العرض من كل الجهات.
ويمكن فتح سقف المسرح أيضا بحيث يكون العرض تحت ضوء النهار، على غرار العروض المسرحية في عصر النهضة الأوروبي الذي امتد بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر.
واستغرقت إعادة تشيد المسرح ثلاث سنوات ونصف السنة، ووصلت نفقاته إلى 22 مليون يورو جرى تمويل نصفها من الصناديق الأوروبية، بتشجيع ودعم من ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والسينمائي البولندي اندري واجدا.
وقال مدير فرقة غلوب المسرحية اللندنية نيل كونستبل، الذي يجري مع فرقته جولة  عالمية تمتد على عامين “لا يوجد مسرح مماثل لهذا..إنه فعلا أكثر مما نصبو إليه”.
وأضاف “نحن مدينون للبروفسور ليمون على هذا المسرح ذي السقف المتحرك الذي يتيح تقديم عروض في الشتاء تحت ضوء النهار”.
وكانت مدينة دانسك واحدة من الحواضر التجارية في البلطيق، إذ كانت تجذب التجار الأوروبيين ولاسيما من انجلترا واسكتلندا، وكانت تقدم لهم أيضا عروضا مسائية للترفيه.
وكذلك كان الممثلون الإنجليز يتوافدون إليها منذ العام 1611 لتقديم أعمال لشيكسبير الذي ولد في العام 1564 وتوفي في العام 1616 في مبنى كان يضم مدرسة للمبارزة ازيلت في القرن التاسع عشر.
وعندما أعيد النظام الملكي إلى بريطانيا في العام 1660، بدأ الممثلون البريطانيون بالعودة تدريجا إلى بلادهم.
وكان للمسرح البريطاني في تلك الحقبة دور ثقافي في عموم أوروبا يشبه دور موسيقى البوب البريطانية في القرن العشرين، بحسب ليمون.
وحضر حفل افتتاح المسرح الجمعة نخبة سياسية وفنية من بولندا تقدمهم دونالد تاسك رئيس الحكومة السابق والمعين حديثا رئيسا للمجلس الاوروبي، والسينمائي اندري واجدا.
وقال واجدا الحائز جائزة أوسكار عن مجمل أعماله “إنه أمر رائع أن نرى في هذا المكان الذي كان قبلة للممثلين البريطانيين، وبعد سنوات طويلة وتغيرات سياسية كبيرة، عودة للمسرح الشيكسبيري”.
وأضاف “لن أفاجأ إن رأيت ذات مساء شبحا يظهر هنا مثل هاملت”. – (أ ف ب)

http://www.alghad.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *