الهيئة العربية للمسرح
صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام؛ كتاب “الموقف الثورى فى المسرح الشعري، مسرح عبد الرحمن الشرقاوى نموذجا”، للدكتور عبد التواب محمود عبد اللطيف. الكتاب يقع فى 216 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن خمسة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة، وفى الفصل الأول تناول المؤلف الشخصية الثورية فى مسرح الشرقاوى، وأوضح أنه جعل للشخصية أهمية محورية فى البناء الدرامى، وكانت أهم سمة تميزها هى ثوريتها المطلقة، كما أفرد للمرأة دورا بطوليا ثوريا رائعا، وأبرز قدرة المرأة على تحمل أعباء الوطن، والقيام بدورها الوطنى “الاجتماعى والسياسي”، فالمرأة فى مسرح الشرقاوى قوية، جريئة، فدائية، ثائرة، واعية بحقوقها وواجباتها، تؤثر الوطن بأغلى ما تملك وتخوض المخاطر من أجل النصر والتحرير. والفصل الثانى تناول الأحداث الثورية فى مسرح الشرقاوى، حيث استطاع الشرقاوى أن يجعل من مسرحياته تجسيدا لأفكاره الثورية، وأخذ يدين القوى السياسية الحاكمة حين تنفرد بالسلطة، وتتنكر لمبادئ الثورة، وتسلب الفرد حريته، وتضيف بهذا السلب التعسفى حرية أكبر تمارس من خلالها سلطة لا تستحقها. الفصل الثالث، جاء بعنوان “الزمان والمكان ودورهما فى تنامى الأحداث الثورية”، فالشرقاوى استخدم الدلالات الزمانية والمكانية بأبعادها المختلفة والمتعددة التى تعطى للنص حيوية وثراءا، واستطاع أن يتخذ من الأحداث التاريخية مادة لحبكة درامية يطرح من خلالها تلك القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية، لتحقيق العدالة والحرية، وكان التاريخ القديم والحديث هو الإطار الفنى لأغلب الأعمال والستار الذى أخفى المضامين العصرية. أما الفصل الرابع فقد تناول حوار الموقف الثورى فى مسرح الشرقاوي، فنلاحظ أن اللغة عند الشرقاوى سهلة، وقريبة من لغة الحياة اليومية، مؤدية للمعنى وموصلة له بأقرب طريق، وذلك يرجع إلى تمرس الكاتب على الكتابة الصحفية المتميزة. وفى الفصل الخامس والأخير تحدث المؤلف عن السمات والخصائص الفنية للموقف الثورى فى مسرح الشرقاوى، من خلال عرض لبعض المواقف الثورية. وفى خاتمة الكتاب، وبعد التطواف فى المسرح الشعرى عند الشرقاوي، يؤكد المؤلف أن عبد الرحمن الشرقاوى أضاف الكثير إلى هذا الفن، كما عبر عن لسان حال الشعوب العربية، فى الفترة التى تحياها تحت وطأة الاستعمار، فكان مثالا للأديب المعبر عن روح عصره، وقضايا أمته فى تجربة تنبع بالصدق والمعايشة الحقيقية فى قالب فنى خالص.
