سميحة أيوب: سعيدة بتكريمي في المهرجان القومي.. والمنتج المسرحي في مصر جيد

 

 

 

كرمت إدارة المهرجان القومي للمسرح الذي يعقد حالياً في دورته السابعة الفنانة القديرة سميحة أيوب، وذلك أثناء حفل افتتاحه أمس الأول بمسرح الهناجر بدار الأوبرا.
جاء التكريم متفقاً مع رغبة كثير من المسرحيين وجمهور المسرح، فسميحة أيوب من الفنانين الذين أثروا المسرح المصري بإبداعاتهم المتميزة حيث سيطرت الأعمال المسرحية على غالبية مساحة أعمالها الفنية فقد بلغ رصيدها على المسرح على مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 مسرحية، منها: رابعة العدوية، سكة السلامة، دماء على أستار الكعبة، أغاممنون، دائرة الطباشير القوقازية، بناءاً على ذلك كانت تستحق لقب سيدة المسرح العربي.

ورغم انشغالها بالمسرح إلا أنها كانت لها مشاركات عديدة في السينما والتليفزيون، ففي السينما تميزت من خلال أفلام: أرض النفاق، فجر الإسلام، مع السعادة، بين الأطلال، وفي التليفزيون قدمت العديد من الأعمال البارزة، من أهمها: الضوء الشارد، أوان الورد، أميرة في عابدين، المصراوية.

نالت سميحة أيوب العديد من التكريمات من عدة رؤساء، منهم جمال عبد الناصر وأنور السادات، والسوري حافظ الأسد، والفرنسي جيسكار ديستان.

ولم تتغافل “الدستور” عن هذه الفنانة والدور الذي لعبته في المسرح المصري ولا عن حدث تكريمها بالمهرجان القومي للمسرح فكان لنا مع سيدة المسرح العربي هذا الحوار:

في البداية نود أن نسألك عن شعورك عند استلام جائزة المهرجان لهذا العام؟
أشعر بالسعادة البالغة لهذه الجائزة وحفل الافتتاح يبشر بأن هذا المهرجان مختلف عن المهرجانات السابقة.

نشرت العديد من الصحف خبر عن دموع سميحة أيوب وهي تنهمر أثناء استلام الجائزة، فما سبب هذه الدموع؟

لم أبكي مطلقاٌ خلال حفل الافتتاح، ويبدو أن الصحف المصرية تحب البكاء (ضاحكة).

المسرح المصري الآن يعاني من قصور كبير عن الماضي، من وجهة نظرك ما هي أسباب ذلك القصور؟

الازدحام، والعشوائية، هو أهم أسباب قصور المسرح الحالي، فأنت لا تستطيع أن تصل إلى عملك في الوقت المناسب، فكيف لك أن تصل إلى المسرح بالتزامن مع بدء عرض المسرحية.

تعني بذلك، أنك تنفين أي شبهة قصور بالنسبة للمنتج الفني ذاته؟

بالطبع، فالمنتج المسرحي في مصر جيد، والعيب في الجمهور، فنحن نبذل قصارى جهدنا في تخريج أقصى ما لدينا من موهبة على خشبة المسرح، ولكن نفاجئ في النهاية أن المسرحية تعرض بدون جمهور، أو بعدد لا يذكر منهم، وأرجع سبب ذلك إلى حالة العشوائية والازدحام التي سيطرت على الشارع المصري، فمثلاً أنا لا أستطيع دخول مسرح الأزبكية بسبب انتشار الباعة الجائلين حوله.

في الماضي، كان هناك ما يسمى بمسرح الشارع، وعروض يلعبها الممثلون على المقاهي مما ساعد كثيراً في انتشار الأعمال المسرحية، لما لم نرى ذلك يحدث الآن؟

أنا لم أستطع أن أسير في الشارع، فكيف لي أن أعرض مسرحية به، بالتأكيد هذا الكلام غير منطقي، فمصر ليست على وضعها السابق.

ما رأيك في قرارات الدكتور جابر عصفور، والحركة الثقافية التي تشهدها مصر الآن؟

جابر عصفور لم يتول منصب وزير الثقافة إلا منذ أيام قليلة، فلن أكون منصفة لو تحدثت عنه الآن، ولكن على أية حال، أنا متفائلة بهذا الرجل ومتفائلة بمستقبل مصر ثقافياً.

هناك عدد من العروض المستقلة مشاركة في المهرجان، ما رأيك في الإنتاج المستقل في المسرح المصري؟

أحي كل المسرحيين المستقلين في مصر وفرقهم ومنتجيهم، فرغم هذه الظروف هم مثابرون على عملهم وينافسون بقوة في الساحة الفنية، وأتمنى علو نجمهم في المستقبل القريب.

سميحة أيوب لقبت بسيدة المسرح العربي، ما سر هذا اللقب؟

الاحترام، بدءاً من احترام عملي، واحترام جمهوري وزملائي، بالإضافة إلى احتواء الأجيال الجديدة من شباب المسرحيين، فأنا أم لهم، وأنصح جميع كبار المسرحيين بالتواصل مع الأجيال الجديدة من شباب المسرحيين واحتوائهم، فهم مبدعون حقاً.

أنت بعيدة عن التليفزيون منذ فترة كبيرة، ما سر هذا البعد؟

في الحقيقة، عرضت عليا مؤخراً العديد من النصوص المقدمة للتليفزيون، ولكني رفضتها في الوقت الحالي نظراً لانشغالي بالمسرح، فلا أستطيع بالحفاظ على النجاح الذي حققته على خشبة المسرح، إلا إذا تفرغت له.

ولكنك هل ستظلين منقطعة عن التليفزيون؟

بالطبع لا، ولكني أنتظر النص المناسب والوقت المناسب.

وماذا عن المشاريع الفنية التي ستخوضينها الفترة المقبلة؟

في الوقت الحالية ليست لدي أية تجارب فنية لأخوضها، ولا يوجد ترتيبات معينة.

سميحة أيوب خاضت تجربة الإنتاج المسرحي من قبل، ولكن ما سبب عدم استمرارك في ذلك؟

السبب الأساسي هو أنني لست منتجة، وأدركت بعدها أنني ممثلة فقط، فهنالك فرق كبير بين الفنان والمنتج الفني.

هل ستحضرين عروض المهرجان؟

للأسف لا، نظرا لسفري خلال الفترة المقبلة.

بما أنك واحدة من مثقفي مصر، كيف تقيمين الوضع السياسي الحالي في مصر ومستقبل الثقافة المصرية؟

الوضع الحالي أفضل بكثير من السابق، الآن بدء يعود الأمن تدريجياً إلى الشارع، وهذا العام لم يُلغى أي مهرجان فني سواء في السينما آو المسرح أو الموسيقى، ومصر مليئة بالاحتفالات، لكن علينا الصبر فأنا عندي يقين بأن مستقبل مصر سيكون مشرق، والفترة الأخيرة كانت فترة حرجة في تاريخ مصر وأثرت بالسلب على أمور كثيرة مثل انتشار حالة الفوضى والانفلات الأمني.

 

محمد نبيل

http://www.dostor.org/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *