أخبار عاجلة

عرض مسرحية العدو على خشبات مسرح الحرية في مخيم جنين

 

بتطور تقني ملموس في الإضاءة والصوت تحولت تلك الخشبات الصغيرة والكراسي المتلاصقة لمكان فني عالمي، فتاتان بملابس بيضاء وسبع شبان بملابس بيضاء ومن خلفهم الوحش والضحية ميدوسا “عالية الروسان” ومن أمامهم جميعاً وقف المخرجان
الزوجان الفنانان ميكاتيلا ميراندا ونبيل الراعي ليعلنا عن انطلق عن عملهما الفني من مجموعة مؤلفة من عشر متدربين في اول عرض مسرحي يقدمونه في إطار جهود مسرح الحرية في مخيم جنين لتأسيس جيل من الفنانين الملتزمين الناقدين في قالب يلامس حاجاتنا الفلسطينية ويحاكي قصص وحكايات وأساطير عالمية، فكانت مسرحية (العدو) والتي تتناول ما ابتكره اليونان من وسائل للحديث عن حالة الانسان وظروفه بكافة عناصره.

ركزت مسرحية العدو على تلك الكاهنة الجميلة التي تخدم في معبد اثينا آلهة الحرب، فاحب اله البحر “بوسيدون” الكاهنة “ميدوسا” واغتصبها كرهاً، فغضبت اثينا لعدم احترام قداسة المعبد، وقررت معاقبة الكاهنة وحولتها الى وحش جلدها ميت وشعرها مليء بالثعابين وأي شخص ينظر الى عيون ميدوسا سيتحول الى حجر، فيما لم يعاقب الآله بوسيدون، ليكون الخلل في قانون العقوبات فالجانب فوق مستوى العقوبة، والضحية تعاقب وتشوه وتتحول من جميلة الى وحش، وأجبرت ميدوسا على العيش وحيدة وهي تقاوم الرجال الذين حاولوا قطع رأسها كونها وحش مخيف جداً، ومن يملك شرف قطع رأس هذا الوحش سيكون المحارب الأقوى القادر على تحويل أعدائه
لتماثيل حجرية، وكان ذلك المحارب هو “فرساوس” الذي ارسله الملك ارغوس، حيث تقول الأسطورة الى انه فرساوس ما ان قطع رأس ميدوسا حتى ظهرت بيغاسوس من جسد الوحش الضحية تعبير عن ولادة الجمال.

مسرح الحرية احتفى اليوم السبت بإطلاق هذه المسرحية باستخدام أسطورة ميدوسا الإغريقية، حيث يقوم طلاب المسرح في البحث والتقصي في رحلة ذاتية كاشفين النقاب عن ابعاد سياسية واجتماعية وفردية في محاولة إظهار التشابه بين وقوع
ميدوسا كضحية وقصص الفلسطينيين وما يقوم به الصهاينة في تقاطع غريب مع الفعل المشين لبوسيدون، ويبين ذلك حجم الاضطهاد والظلم الواقع على الفلسطينيين في مسرح العالم الشبيه بمعبد اثينا.

بلال السعدي من مسرح الحرية يرى ان هذه المسرحية خطوة مهمة في تطوير طلاب مدرسة المسرح من الناحية الفنية، ويظهر مدى التقدم في عملية التعلم بتوفير تطبيق عملي للمفاهيم والعناصر المتصلة بابتكار مسرحية العدو، ووجه السعدي شكره
لمخرجي العمل (ميكاتيلا ونبيل) والى الممثلين طلاب مدرسة المسرح في مسرح الحرية بدأ من علياء الروسان، وسماح محمود ورنين عودة وأمير ابو الرب وإسماعيل الصالول وإيهاب التلاحمة وأسامة العزة وإبراهيم مقبل وعبادة خلف، وختاماً احمد
الروسان.

يشار الى العرض سيتواصل بعد افتتاحه اليوم على مدار الأسبوع الحالي على خشبات مسرح الحرية في مخيم جنين، وهو بدعم من بوست كود لوتاري، وسيدا، والمفوضية الأوروبية ضمن برنامج شبكة الفنون الأدائية.

 

 

http://www.alwatanvoice.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *