سميرة محسن: المسرح العربي يتوجه إلى الواقع

 

أبدت الممثلة المصرية د . سميرة محسن تفاؤلها الكبير بأن كتَّاب المسرح والدراما العرب سيتوجهون في السنوات المقبلة إلى كتابة قصص وحكايات من واقعنا العربي .
ودعت محسن في لقاء مع “الخليج” المخرجين العرب المتخصصين في الدراما التلفزيونية وكذلك للمسرح إلى الابتعاد عن تناول المسرحيات المترجمة والتوجه إلى الحكاية العربية، وأكدت أن الدراما التركية المدبلجة أثرت سلباً في الدراما العربية وأسهمت بقتلها . وشددت على عدم ممانعتها في العمل مع الدراما العراقية، مشترطةً ألا يكون هذا العمل يتعارض مع التزاماتها في الأعمال المصرية .

* ماذا تقولين عن بغداد؟
– بغداد بالنسبة لي تاريخ وحضارة وثقافة ولديَّ فكرة عن السنين العجاف التي مرت عليها خصوصاً والعراق عموماً، لكن ثقافة العراق في قلوبنا وعقولنا، حيث درسناها تاريخياً والعراق له تاريخ عريق مثل مصر، وخلال زيارتي إلى بغداد استطعت الاحتكاك بالشعب العراقي، هذا الشعب القوي والصبور والطيب جداً والمضياف والكريم بصورة لا توصف، لأنه يتميز بالروح الشرقية التي تتمثل بالكرم والعطاء والابتسامة والرحمة . لذلك سعيدة بهذا الاحتكاك والتعرف إليه عن قرب .

* كيف تجدين المسرح العربي في الوقت الراهن؟
– للأسف أن البلدان العربية مشغولة الآن بالحروب وهي تتعرض إلى مؤامرات وإلى استعمار جديد، لذلك فإن المسرحيين العرب إذا قدموا أعمالاً مسرحية وسط هذه الظروف الصعبة يعد أمراً جيداً، لذلك أتمنى على المسرحيين العرب الابتعاد عن المسرحيات الأجنبية المترجمة والعمل على القصص والحكايات الكثيرة الموجودة في بلداننا، لأن بلداننا العربية بها كتاب يستطيعون تقديم الوضع في بلدانهم .

* ما سبب توجه الكتَّاب العرب المسرحيين نحو الأعمال الأجنبية من دون قصص بلدانهم؟
– أعتقد أن الرقابة في بعض البلدان العربية تقف ضد المؤلف، فضلاً عن ذلك ثورات الربيع العربي لم تكتمل بعد، لذلك فإن الكاتب العربي ليس قادراً على التنبؤ أو الكتابة عن الذي سيحصل بعد هذه الثورات، وعليه لو كتب سيكتب الواقع، بينما المعروف أنه يتنبأ بما يحصل لاحقاً، لذلك متفائلة بأن المسرح العربي سيشهد أعمالاً عربية بالصميم في السنوات المقبلة من تأليف كتاب يعتمدون على الحدث العربي في بلدانهم، علماً أنه مجرد كتابة وتقديم أعمال مسرحية في ظل هذه الظروف الصعبة شيء جيد، لأن الجميع مشغولون بمشاكل أوطانهم بما فيهم الفنانون، وعليه فإن الجو النفسي المتوتر في أغلب البلدان العربي أثر ويؤثر كثيراً في الكاتب العربي وأيضاً في الممثل وكذلك المتلقي، لذلك فإنه مجرد الحفاظ على ما هو موجود الآن حتى لا يسرق منا هو إنجاز كبير جداً .

 

* هل لديكِ أعمال جديدة؟
– عرض لي في شهر رمضان الماضي مسلسل “حكاية حياة” إخراج محمد سامي وبطولتي مع غادة عبد الرازق وطارق لطفي وروجينا وأحمد زاهر . وقد حصل هذا المسلسل على أصداء قوية جداً في مصر والبلدان العربية .إذ جسدت فيه شخصية الأم التي تعمل بعواطفها من دون أن تعمل بعقلها، لذلك هي قد تقوم بإلحاق ضرر بالآخرين من أجل توفير الحماية لابنها، لأن الأمومة عطاء في كل شيء وليست عطاء بفرد واحد .

* كيف ترين تأثير ثورة يناير في الدراما المصرية؟
– بعد ثورة 25 يناير حصل إحباط أدى إلى سد النفوس وعندما يحصل ذلك من نظام الحكم الجديد الجميع تأثروا سلباً بذلك حتى أن الشعب المصري بكل حلقاته وشرائحه بمن فيهم كتَّاب الدراما والمسرح والسينما كانوا انشغلوا في كيفية إزاحة هذا الحكم والحمد لله أنهم تمكنوا من ذلك في ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران ،2013 لذلك لا يزال الشعب المصري وبعد هاتين الثورتين يلتقط أنفاسه، وعليه أرى أنه بعد كتابة الدستور الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية ستستتب الأوضاع في مصر، وعندما يحصل الاستقرار يأتي الإبداع .

* هل أثرت الدراما التركية في الدراما العربية؟
– من وجهة نظري الخاصة أنه كان للدراما التركية تأثير سيئ، لأنها أسهمت بقتل الدراما العربية، علماً أن الشعب المصري قاطع الدراما التركية بعد موقف تركيا السلبي تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو، لأننا شعب الوطن يحركه أهم من أي شيء آخر .

* خلال مسيرتكِ الطويلة في الفن ما هو العمل الذي تعتزين به كثيراً؟
– هناك أعمال عدة اعتز بها ومنها مسلسل “ميرامار” للكاتب الراحل نجيب محفوظ الذي جسدت بطولته في عام 1975 وهذا المسلسل أعتز به كثيراً، كذلك لديَّ فيلمان مع المخرج الراحل عاطف الطيب وفيلم آخر اسمه “شيء من الخوف” للمخرج حسين كما حصلت فيه على جائزة بمهرجان كان الدولي . كذلك فيلم آخر من إنتاجي اسمه “ملاكي إسكندرية” وهناك مسرحيات عملتها وأنا طالبة في المعهد أعتز بها كثيراً وخصوصاً مسرحية “خيال الظل” ومسرحية “مساء الليل . . الأميرة تنتظر” وهناك مسرحية مونودراما قدمتها قبل سنتين وتم عرضها لمدة ثلاثة أشهر بدلاً من شهر واحد بناءً على طلب الجمهور .

* وماذا عن الممثلين الذين أسهمتِ بتقديمهم إلى الجمهور من بوابة التدريس؟
– هناك أسماء كثيرة أسهمت بتقديمها إلى الجمهور أمثال أحمد السقا، خالد النبوي، رامز جلال، مجدي كامل، أحمد حلمي وهؤلاء كلهم تلامذتي، فأنا أثريت الحركة الفنية في مصر بطلاب أصبحوا نجوماً كباراً الآن .

* ماذا تمثل لكِ جائزة مهرجان “كان”؟
– إن الجائزة المذكورة لا تمثل لي أي شيء، لأن الذي يهمني هو الوطن العربي أكثر من جائزة كان، لأن جوائز المهرجان المذكور كلها مسيَّسة، لكن البلدان العربية وبحكم مشاعر ناسها وتذوقها للفن تمنح جوائز جميلة وحقيقية وهي تمنح للفن الحقيقي وأيضاً للفنان الحقيقي .

* لو عرض عليكِ العمل في مسلسل عراقي أو مسرحية عراقية هل توافقين؟
– إذا لم يكن لديَّ التزام في عمل فني في مصر سأوافق بكل تأكيد، لأننا بحاجة إلى عملية تنسيق في الوقت حتى يمكن للممثل أن يعمل في بلده وخارجه من دون أن تحصل له أية مشكلات في التوقيتات .

بغداد – زيدان الربيعي:

http://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *