مسرح “دبا الحصن” يدخل منافسة أيام الشارقة المسرحية.. “سمرة وعسل” .. كوميدية ونهاية درامية

 

 

 

تتواصل العروض المسرحية المشاركة في التظاهرة الثقافية “أيام الشارقة المسرحية” التي تنظمها إمارة الشارقة من 17 إلى غاية 25 مارس، حيث سجل مسرح “دبا الحصن” دخوله غمار المنافسة بالعرض المسرحي “سمرة وعسل” مساء أول أمس بقاعة قصر الثقافة.

الملحمة المسرحية التي أخرجها وألف نصها “عبد الله زيد”، جمعت بين 123 ممثلا على ركح قصر الثقافة. تروي قصة انقسام سكان قرية واحدة بسبب شجرة عسل اختلف فيها الحطاب والراعي اللذين ينتميان لقبيلتين مختلفتين.

جعل المخرج المذهب الطبيعي خلفية لعرضه، حيث تدور أحداث المسرحية في قرية جبلية، وقد اختار المخرج لها ديكورا ضخما يجسد المنطقة، يتكون من عدة طوابق ليتهرب من كونه ثابتا لا يتغير، وهذا جعل الصورة جامدة بعض الشيء، إلا أن صاحب الفكرة غطى هذه النقطة عبر جعل الممثلين ينزلون من زوايا القاعة بين الجمهور، واللعب على الأضواء بين الطوابق مما نقل الحضور إلى القرية ليعيشوا جوها البدائي مع طاقم الممثلين.

كون صاحب العرض ينحدر من منطقة جبلية هو الآخر، لم يغفل أي تفصيل مرتبطة بالحياة الجبلية، بدءا من ملابس الممثلين البدائية، إلى الموسيقى المحلية والرقصات التقليدية، اللهجة المتحدثة، وعادات السكان وتقاليدهم، مجسدا الأعراف المتناقلة من جيل لآخر والمتمثلة في احترام شيوخ القبيلة، والتآخي بين أفراد المنطقة، إضافة إلى تقديس حرمة البيوت والعائلات.

اختيار المخرج لـ123 ممثلا جعل ركح القاعة يبدو مكتظا، إلا أن الأدوار الأساسية أبدعت في تقمص شخصياتها، خاصة الطفلان “عبد الله نبيل” /في دور قيس/ و«أحمد الجرن” /في دور شاهين/، اللذان تحكما في الجمهور الحاضر الذي عايش حواراتهما وضحك على سذاجتهما وبراءتهما. إضافة إلى “أحمد مال الله” الذي جسد تناقض المتدينين المزيفين عبر دور شيخ القرية، إلا أنه بالغ في شخصية المتدين المقنع لدرجة ظهوره كسفيه القرية، والمشهد الوحيد الذي كان فيه الصوت الحكيم والرزين في العرض هو خلال محاولته الإصلاح بين المتخاصمين، وقد دامت هذه الفترة لأقل من دقيقة ليعود إلى سكته الأولى. هذا وقد اتفق معظم الحاضرين أن العرض يحمل العديد من مشاهد الضرب والاساءة الجسدية، كما يقدم رسالة مخالفة للأعراف والتقاليد العربية من خلال انقلاب الطفل صاحب السنوات العشر على أمه بطريقة عنيفة محاولا التشبه “بالرجال” ونهره لها بطريقة مسيئة لتنصاع له وهو أمر بعيد عن الواقع… وقد برر المخرج مظاهر العنف في المسرحية رابطا إياها ببيئة الجبل، مؤكدا أنها الطريقة السائدة في المجتمع.

مسرحية سمرة وعسل مسرحية كوميدية في الأساس، جمعت بين الضحك، الغناء، والرقص، في قالب متناسق، ليدخل عليها “عبد الله زيد” مقطعا دراميا في النهاية لم يتماش مع بنية العرض الأولية، مما جعله يبدو حشوا في غير مكانه. وقد استنكر الحضور هذا الإلصاق بين البداية الكوميدية والنهاية الدرامية.

يجدر القول أن العرض المسرحي سمرة وعسل لمسرح دبا الحصن هو رحلة إنسانية إلى منطقة دبر، ركز فيها المخرج على فولكلور المنطقة مبرزا طريقة العيش التقليدية للمنطقة، الطابع السكني وأزياء السكان، إضافة إلى العادات التي تعرف بها والألوان الموسيقية الغنية، تفاعل معها الجمهور بصورة إيجابية حيث صفقوا وضحكوا وتأثروا بشخصياتها.

الشارقة/ سارة. ع

 

 

http://www.djazairnews.info/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *