موليير يعيد اكتشاف نفسه فى عرض ( محصلش ) على خشبة المسرح العائم

شهد المسرح العائم الكبير بالمنيل ليلة أمس، افتتاح العرض الأول لمسرحية “محصلش” ضمن إبداعات إدارة المسرح الكوميدى بالبيت الفنى للمسرح بوزارة الثقافة بعد توقف دام نحو عام ونصف .. والعرض مأخوذ عن النص المسرحى الكلاسيكى “سجاناريل” للكاتب الفرنسى المسرحى الأشهر موليير ..

 

 

ويشارك فى بطولة العرض كل من الفنان القدير خليل مرسي، ومنى حسين، ونورا السباعي، وعبير مكاوي، وعمر خورشيد، وفتحي سعد، ورضوى شريف، ووفاء عبده، وبهاء هاشم، وديكور محمد جابر، وأزياء دينا الهواري، وأشعار سيد الأباصيرى، وموسيقى وألحان باهر الحريري، واستعراضات بيللا، وإضاءة أبو بكر الشريف، والعرض من إعداد ياسر أبو العينين، ومن إخراج عمرو قابيل.
هذا ويعتمد موليير فى مسرحياته على ما يسمى بكوميديا الموقف المبنية على سوء الفهم حيث تتشابك الخيوط وتتعقد الحبكة المسرحية وحينما تصل للذروة يكشتف الأبطال أنه “محصلش” حيث تدورأحداث العرض حول قضية الشك وعدم الثقة بالآخرين والغيرة العمياء التى تؤدى لانهيار الأسرة والمجتمع فى إطار كوميدي موسيقي وإستعراضى.


..

وقصة العرض تدور حول رجل وسيدة لايثقان فى بعضهما البعض وشاب وفتاة تربطهما علاقة عاطفية وجدانية فتظن السيدة أن زوجها يخونها مع هذه الفتاة بعد أن رأته وهو يحتضنها فى محاولة منه لإفاقتها من الإغماء دون أن يدرى هذا الرجل .. وفى هذا المشهد تسقط صورة الشاب الذى تعشقه هذه الفتاة من يديها وهى الصورة التى ساهمت فى تشابك الأحداث حيث تلتقطها السيدة زوجة الرجل الأول وتبدى إعجابها بها فيراها زوجها ويتصور أنها على علاقة بهذا الشاب صاحب الصورة، ثم تتوالى الأحداث وتدرك الفتاة هى الآخرى أن حبيبها الشاب تربطه علاقة آثمة بالسيدة زوجة الرجل الأول كما يظن الشاب أن هذه الفتاة تزوجت من هذا الرجل .. وهكذا يساهم سوء الفهم بين الأطراف الأربعة فى خلق حالة من الصراع على خشبة المسرح وهى الحالة التى سرعان ما تنتهى عندما يكتشف الجميع أن سوء الظن هو ما تسبب فى هذا الموقف المعقد من البداية ..
ورغم أن العرض ينتمى للمسرح الكوميدى إلا أنه يغلب عليه الطابع الاستعراضى، ويعد هذا النص المسرحى “سجاناريل” واحدا من المسرحيات الكلاسيكية القديمة حيث كان العرض الأول لها فى باريس فى 28 مايو عام 1660.


..


أما موليير فهو كاتب مسرحي وممثل فرنسى كبير ويعتبر بحق واحدا من أهم أساتذة الكوميديا فى تاريخ الفن المسرحى الأوروبى ورائد الملهاه فى العالم ومؤسس ما يسمى ب” الكوميديا الراقيه “. وقد شارك فى تمثيل حوالى 95 مسرحية منها 31 مسرحية من تأليفه. وتمتاز مسرحياته بالبراعة فى تصوير الشخصيات وبالطرافة فى تكوين المواقف .  ومن مسرحياته العظيمة ” مدرسة الأزواج ” (1661) ، و” مدرسة الزوجات ” (1662) ، و ” ترتوف ” (1664) ، و ” البخيل ” (1668) ، و ” النساء العالمات ” (1672) ، و ” عدو البشر ” (1670) ، و ” المريض بالوهم ” (1673) ، و ” طبيب رغم أنفه ” (1666) ، و “أمفيتيريون”.
هذا ويتكون العرض من فصل واحد وينتمى للمسرح الكلاسيكى إلا أن محاولة إخراجه من هذا الإطار قد ساهم فى إضعاف محتوى العرض المسرحى نتيجة الخروج المتكرر لبعض الممثلين عن السياق الزمنى الكلاسيكى للعرض.. كما ساهم فى إضعاف العرض أيضا لغة النص المسرحى والتى بدت مبتذلة إلى حد كبير.  ، أما الآداء التمثيلى للفنانين فكان جيدا  .

 

محمد شعبان

http://shabab.ahram.org.eg

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *