طالب كاميروني يعيد كتابة مسرحية «البخيل» لموليير بلغة الـ«ويش ويش»

في ساعة من ساعات الضجر، قرر شاب من أصل أفريقي أن يعيد كتابة مسرحية «البخيل» للكاتب الفرنسي موليير (1622 ـ 1673) بلغة شبان الضواحي. وجاءت محاولة جان عيوم، الطالب الذي يعشق المسرح ويعمل في وقت فراغه عارضا للأزياء، ناجحة ومثيرة للفضول بحيث تناولت الصحف كتابه المعنون «الجائزة الاستثنائية» بالمديح، كما حل ضيفا على عدد من برامج التلفزيون. ومن المعروف أن هناك لغة «شبابية» متغيرة وثرية تجري على ألسنة الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين المغاربة والأفارقة.

 

 

تطلق على اللغة الجديدة تسمية الـ«ويش ويش»، وهي تقوم على تحوير مفردات اللغة الفرنسية وزج الكثير من الكلمات العربية فيها، وأحيانا الإنجليزية، وإخضاعها لقواعد تصريف الفعل في «لغة موليير». ومن أشهر هذه المفردات، على سبيل المثال، لفظة «الكيف» العربية التي باتت فعلا قابلا للتصريف في اللغة الفرنسية ويستخدم للدلالة على الحب والانبساط. استغرق الأمر 4 سنوات قبل أن يعثر جان عيوم على ناشر يوافق على مغامرة، أو مخاطرة، طباعة «البخيل» بلغة الـ«ويش ويش». إن المحاذير كثيرة وأولها الثورة المحتملة لشيوخ الأكاديمية الفرنسية وأساتذة اللغة التقليديين الذين لن ينظروا بعين الرضا إلى «عبث» مهاجر أفريقي لا يزيد عمره على 21 سنة بنص خالد وشهير مكتوب ببلاغة أسلوب القرن السابع عشر. لكن عيوم لا يتورع عن القول إنه قام بهذا العمل لمجرد التسلية، عندما كان في السابعة عشرة من عمره ويدرس التجارة الخارجية ويشعر بالضجر في عطلة عيد الميلاد.

وفي غضون أسبوع، كان الشاب الذي جاء من الكاميرون وهو طفل في السابعة، قد هضم مسرحية موليير التي تتحدث عن برجوازي بخيل، ثم أعاد كتابتها بلغة معاصرة وشعبية. وهو لا يزعم أن المحاولة جاءت، في الأساس، لوضع نص فرنسي عتيق وكلاسيكي في متناول رفاقه في الحي، بحيث يفهمونه من دون مشقة، بل يؤكد أن رفاقه لا يقرأون. مع هذا فهو يشعر بالفخر لأن أحد معلميه السابقين يقترح إدراج النص الجديد في المنهج الدراسي للصف الخامس الثانوي. ويقول إنه يعتبر مجيئه إلى فرنسا فرصة طيبة، رغم أن النصوص المدرسية التي تتحدث عن «أجدادنا الغولواز»، أي قدامى الأقوام التي سكنت البلد، لا تعني له شيئا.

http://aawsat.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *