ألكسندر أوستروفسكي وكوميديات المسرح الروسي

 

الكاتب المسرحي الكسندر أوستروفسكي لقد كانت السخرية تلازم الشاعرية دوما لدى ألكسندر أوستروفسكي. فهو اذ يطلق على كثير

من مسرحياته تسمية “كوميديات” فانما يقصد بهذا لا الضحك المتواصل بل شيء اهم وهو الوصف الصادق للاخلاق والكشف الجريء لمأساوية وهزل الحياة. ومن اشهر مسرحيات أوستروفسكي “العاصفة الرعدية” (1859). وقد كرست لها مقالة رائعة لم تفقد حتى الآن قيمتها كتبها الناقد نيقولاي دوبروليوبوف بعنوان “بصيص نور في مملكة الظلام”. ولا يبحث اوستروفسكي من اجل بطلة المسرحية كاترينا عن مخرج من مأزقها ، فلا وجود له. واصبح المغزى الرئيسي للدراما هو حقيقة الطبع القوي للمرأة الروسية التي تفضل الموت على الحياة الذليلة.. وفي مسرحية “اميرة الثلج” (1873) استلهم الحكايات الشعبية والاغاني والالعاب والخرافات الروسية وكان بوسعه سماعها في اطراف شيلكوفا بالذات. وفي عام 1881 كتب الملحن الروسي المعروف نيقولاي ريمسكي – كورساكوف موسيقى أوبرا “اميرة الثلج” اعتمادا على نص مسرحية اوستروفسكي. بعد إلغاء نظام القنانة كان أوستروفسكي من اوائل الكتاب الروس الذين أبدعوا نماذج شخصيات أرباب الأعمال البرجوازيين. ومن مؤلفاته الهامة في أعوام السبعينات “قلب الثائر” (1868) و”الغابة” (1870) و”حملان وذئاب” (1875 وغيرها. وفي العقدين الأخيرين لحياته كرس مجموعة كبيرة من مسرحياته الى المرأة. ومن أشهرها “عروس بلا بائنة” (1878). كان أوستروفسكي في أعوام الشيخوخة غالبا ما يفكر بضرورة التجديد الجذري لخشبة المسرح الدرامية وقد ناضل من اجل ذلك في مسرحياته مثل “مواهب ومعجبون” (1883) و” مذنبون بلا ذنب”. واعتبر المسرح منذ أيام شبابه بمثابة بيته وارتبط كل شي في حياته الشخصية بخشبة المسرح. عاجلت المنية أوستروفسكي في عام 1886 وسط الأعمال الجديدة عن الإصلاح الجذري لخشبة المسرح الإمبراطوري في موسكو. يذكر أنه ولد في موسكو في عام 1823 وترعرع في منطقة زاموسكفوريتشيه. وهي منطقة موسكو الواقعة وراء نهر موسكفا، حيث كان يقطن منذ زمن بعيد التجار ومختلف أصناف بسطاء الناس من الكسبة والحرفيين والموظفين الصغار . وكان والد الكاتب موظفا يحلم في أن يغدو ابنه محاميا. وفي عام 1840 التحق ألكسندر أوستروفسكي بكلية الحقوق في جامعة موسكو. وفي الوقت ذاته سعى إلى عدم تفويت أي عرض مسرحي شيق. وحاول نفسه نظم الشعر وكتابة القصص. وبعد ان ترك الجامعة عمل لمدة عدة أعوام موظفا صغيرا في المحكمة. وحصل هناك على مادة جديدة لم يعرفها الادب وخشبة المسرح. وشاهد المهازل والمآسي البشرية الحقيقية. وجلبت أولى مسرحياته “المفلس” او “سنتفاهم فيما بيننا” (عام 1849) له الشهرة ونعت الكاتب بلقب “كولومبوس زاموسكفوريتشيه” ووصفت مسرحيته الأولى بأنها “الأنفس الميتة” لفئة التجار.‏

 

 

http://wehda.alwehda.gov.sy

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *