مصطفى: المسرح يرتقي بسلوك الطفل

تستعد الفنانة والمخرجة المسرحية أسماء مصطفى للمشاركة ضمن المرحلة الثانية من ورشة “رح نرسم قصصنا بالمسرح”، والتي ستكون في مدينة عجلون، مدينة الثقافة لهذا العام، وتؤطر فيها مصطفى ورشة المسرح، فيما تقدم ورشة القصص إيمان مرزوقي، وورشة الخبر الصحفي إسلام سمحان، بإشراف عام من قبل مخلد بركات.

وتنتقل تلك الورش إلى مختلف محافظات المملكة، وفق جدول زمني سيعلن عنه بالتعاون مع وزارة الثقافة.
وتحدثت المخرجة أسماء مصطفى في تصريحات لـ”الغد” حول مسرح الأطفال، وعما يعانيه المسرح الأردني على وجه الخصوص.
و”المسرح غذاء للطفل”، وفق مصطفى التي ترى أن إغفال أهمية المسرح في المناهج المدرسية أدى إلى غياب المسرح المدرسي، موضحة أن المادة المسرحية من شأنها أن ترتقي بذهن الطفل، وتعمل على تهذيب سلوكه، وعلى تعزيز تقبله للرأي الآخر، مما يقلل حالات العنف في المدارس التعليمية بالمستقبل.
وتدرك مصطفى التي سبق وأنتجت مشروعها الخاص “ضحك ولعب ومسرح” بهدف تعريف الطفل بعالم المسرح، وما يريده هو طفل من المسرح، أهمية تدريس مادة المسرح المدرسي، وعدم اقتصاره على مدارس دون أخرى، لأن المادة المسرحية لا تخلق طفلا محترفا في التمثيل وحسب، بل تسهم في خلق جمهور مسرحي يعي “المسرح”.
ويعتبر مشروع “ضحك ولعب ومسرح” الذي تبنته مصطفى بجهود خاصة، واستطاعت أن تحظى فيه بتعاون كبير من قبل المركز الوطني لحقوق الإنسان وأمانة عمان الكبرى، من أهم الخطوات في مسرح الطفل الحديث، حيث نقلته مصطفى إلى الحدائق المنتشرة في المملكة، بعيدا عن القاعات المغلقة، لكي تتيح للطفل حرية التفكير، والمشاركة بنفسه في سرد القصص التي يريدها من خلال المسرح والقصص.
وتعتبر مصطفى أن مشروع “ضحك ولعب ومسرح” يتيح للطفل أن يفكر بخياله بما يريده من خلال الحكايات التي تعملها منذ الصغر.
وتطرقت مصطفى إلى العقبات التي تعترض طريق المسرح قائلة “بالرغم من الوضع القائم اقتصاديا، والذي رافقه انهيار في المحافل الفنية بشكل واضح، فإن قلة الدعم لا تقع على عاتق الجهات الرسمية أو الخاصة فقط، فعدم إخلاص الفنان لعمله، وعدم تطويره لأدواته من الأسباب الرئيسية في عدم استقطاب الجهات الداعمة”.
وتضيف في هذا السياق “أن الإخلاص في العمل، وإعادة الثقة للفن المسرحي، والعمل على تطوير الفنان لأدواته، لا شك سيعمل على لفت انتباه المؤسسات الداعمة، لأن استخدام بعض المسرحيين لأسلوب “السبوبة والترزيقة” أسهم كثيرا في تردي الوضع الفني المسرحي”.
وتعتبر مصطفى “أن المرحلة التي يمر بها المسرح الأردني بشكل خاص والوطن العربي عموما هي مرحلة عبث، لأن أكثر ما يتأثر به المسرح هو الفوضى السياسية الطاغية على الظروف العربية الحالية”.
إلا أن هذه الظروف في نظر مصطفى “إيجابية” إذ تخلق حالة فنية جديدة، ومسرحا جديدا ومهما، يسمح للغث بالسقوط، وللسمين بالبقاء، لتقديم الرسالة الحقيقية للفن، موضحة أن من شأن هذه المرحلة، إذا التفت إليها المسرحيون واتحدوا، أن تخلق “فوضى فنية منظمة”.
وترى مصطفى أن “المواسم المسرحية” لا تكفي لخلق تلك الحالة التي يحلم بها المسرحيون. وكحل لتلك المعضلة تقترح أن يكون هناك مؤسسات تشتري كافة العروض المطروحة، وتقيّمها، وتختار منها الأعمال الجيدة.
وتستعد مصطفى حاليا للمشاركة في مهرجانات دولية، في رام الله، والناصرة، والقدس في فلسطين، من خلال ورشات تدريبية، وعروض مسرحية، إلى جانب المشاركة في ورشة عمل في مهرجان خنشلة بالجزائر، وبعروض وورش عمل في مهرجان (أمازيغي) في مدينة تيزي ويزو بالجزائر.
وسبق لمصطفى أن شاركت في مهرجانين عربي ودولي، العام 2011 كانت حينها أصغر مؤطرة ورشة تدريبية حول تدريب المعنيين بالطفولة على فن سرد الحكاية، والاستفادة من تقنيات الممثل.
إلى جانب مشاركتها في مهرجان بجاية (الجزائر) العام 2011، وتجربتها المهمة في موريتانيا، التي استفادت منها كثيرا في اختبار أدواتها كمدربة، فكانت المعلّم والمتعلم، كما تقول.
وتجدر الإشارة إلى أن الفروقات والفجوات التي استقصتها مصطفى من خلال تجاربها الفنية في الورشات العربية، وعملها في عالم المسرح على مدى نحو عشرين عاما، جعلتها تؤمن بأن غياب حالة النقد البناء، المرافق للأعمال المسرحية أدى إلى تردي الوضع الفني، وتراجعه، على خلاف ما حدث في دول المغرب العربي التي تأثرت واستفادت كثيرا من تجارب الدول الأوروبية، فرافق مسرحَها حالةٌ نقدية أسهمت في الارتقاء بمستوى الأعمال المسرحية، وخطفها للأضواء على مستوى الوطن العربي.
“لا المخرج يحاكم ولا الكاتب، ولا الفنان”، هكذا تقول مصطفى، ولذلك تظل الحالة الفنية المسرحية على حالها غير قابلة للتطور، إذ على المخرج والمؤلف والفنان أن يعملوا على تغذية فكرههم وروحهم وأجسادهم، من خلال الأبحاث الحديثة، من أجل تطوير الأعمال المسرحية القادرة على خلق مسرح جديد متطور.
يذكر أن مصطفى من مواليد 1973. نالت دبلوم تصميم أزياء وتصاميم داخلية من كلية المجتمع العربي العام 1994. عضو نقابة الفنانين، وعضو شرف في فرقة قطر للمسرح. أنجزت أعمالا منها “ضحك ولعب ومسرح”، 2009. “وين حقوقنا وين”، تأليفا وإخراجا وتمثيلا. “العنزة العنيزية”، إعدادا وإخراجا وتمثيلا. “معروف الاسكافي”، مدرسة أكاديمية عمان الدولية، إعداد وإخراج، 2010.
حائزة على جائزة التحكيم الخاصة كأفضل ممثلة دور ثانٍ في مهرجان المسرح الأردني السادس، 1996، من خلال مسرحية “كأنك يا بو زيد”. وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان الرقة الأول، 2006، عن دورها في مسرحية “يا مسافر وحدك”. وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان المسرح الأردني السادس عشر، 2009، عن دورها في مسرحية “صباح.. ومسا”. وتم تكريمها لإبداعها المسرحي في مهرجان الرواد والمبدعون العرب الرابع (دورة القدس)، 2009، في عمان. كما كرمها “بيت تايكي” في العام 2009.

 

سوسن مكحل

http://www.alghad.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *