أحمد السلمان… المسرح لم يتراجع… والدراما إلى ازدهار

| حاوره مفرح حجاب |

«لا خلاف مع علي الحسيني بسبب خوضه الانتخابات ضدي وهو ابني، والدليل إخراجه مسرحية (القلعة) التي شاركت بها فرقة المسرح الكويتي في المهرجان المحلي الأخير»… هكذا قطع الفنان أحمد السلمان الطريق على الإشاعات التي دارت في هذا الإطار.

السلمان وصف في حواره مع «الراي» الحسيني بأنه موهوب، مؤكداً أنه حصل على العديد من الفرص المتميزة، منذ مسرحية «بقايا الثلاث» وبعدها مسرحية «الهشيم» وغيرها، «بل وعمل مع المعهد العالي للفنون المسرحية ولا نُكِن له سوى كل خير»، مُشيراً إلى أن فرقة المسرح الكويتي لم تقم بإلغاء عضويته أو عضوية غيره، لأن هذا ليس أسلوب التعامل في الفرقة.

واعتبر السلمان أن مستوى المسرح في الكويت متميّز ولم يتراجع كما يردد البعض، والدليل حصول مسرحية «صدى الصمت» على عدد من الجوائز في مهرجان الشارقة، مُنوّهاً إلى أن هذه المسرحية تحديداً تم اختيارها ضمن العروض التي تقدم في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، من خلال دورته المقبلة والتي تقام في الكويت في يناير المقبل. وأوضح السلمان أنه لا يشغل باله بالمشاركة في عدد كبير من الأعمال الدرامية، معتبراً أنه يكفيه مسلسل واحد يشاهده الجمهور، ولافتاً إلى أنه تعدى مرحلة الانتشار وسعيد بما حققه حتى الآن، وتطرق إلى قضايا أخرى منها اتحاد المسارح الأهلية الذي «انتهى ولن يعود» والتفاصيل في هذا اللقاء:

• علي الحسيني أخرج مسرحية «القلعة» التي شاركت بها فرقة المسرح الكويتي في مهرجان الكويت المحلي الأخير، هل «طاح الحطب» بينك وبينه؟ ـ لا يوجد أي خلاف مع علي الحسيني.

• لكنك كنت غاضباً عندما ترشّح ضدك في انتخابات مجلس إدارة الفرقة؟ ـ الحسيني عضو في الفرقة، شأنه في ذلك شأن بقية أعضاء الجمعية العمومية، والأهم من ذلك أنني أعتبره ابني واحتضنته منذ كان في المرحلة الثانوية، وقدمت له أول فرصة من خلال مسرحية «البقايا الثلاث» في مهرجان الخرافي المسرحي، ثم أعطيناه فرصة أخرى في «الهشيم». بعدها، اشتغل مع المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدم مع فرقة المسرح الكويتي أيضاً مسرحية «طقوس وحشية» وحصل على جوائز والأمور طيبة.

• وهل صحيح ما تردد عن أنه تم فصله من الفرقة من قبل بسبب الانتخابات؟ ـ أبداً، نحن لا نفصل أحداً من «المسرح الكويتي» وليس هذا أسلوبنا في التعامل. بالعكس، نحن نستقطب الشباب ونعطيهم الفرص، وعلي الحسيني نفسه هو أكثر من يرد على ذلك.

• أين أنت من الدراما التلفزيونية هذا الموسم؟ ـ انتهيت منذ أيام قليلة من تصوير مسلسل «حريم بوسلطان» مع جمال الردهان وفخرية خميس ومجموعة من الفنانين، وأنا كما تعلم لا أعمل في الدراما إلا إ ذا أحببت الدور.

• هل لهذا السبب كنت شبه غائب الموسم الماضي عن الشاشة؟ ـ كانت لدي مسرحية «الصيدة بلندن» مع الفنان طارق العلي، ونحن تقريباً نعرض طوال العام، لكن في الوقت نفسه قدمت مسلسلاً تم عرضه في رمضان.

• وهل مسلسل واحد يكفي خلال العام؟ ـ أعلم أن هناك الكثير من الفنانين الذين يقدمون عدداً من الأعمال خلال العام الواحد، لكن لي رؤيتي الخاصة، وهي أنه الأفضل للفنان أن يقدم عملاً يشاهده الجمهور، على أن يقدم عشرة أعمال لا يعرف عنها أحد.

• لكن النجوم الشباب يقدمون الكثير من الأعمال؟ ـ أنا عبرت مرحلة الانتشار منذ زمن، ولم يعد يشغلني تقديم مجموعة كبيرة من الأعمال والانتقال من «لوكيشن» إلى آخر. أنا أريد أن يركز الجمهور في ما أختار من أعمال، وقدمت العام الماضي مسلسل «العافور» مع عبدالحسين عبدالرضا، وفي الموسم المنصرم قدمت مسلسل «قابل للكسر»، وهذه أعمال تركت بصمة والجميع شاهدها، وهذا ما أريده بعد مشوار معقول في العمل الفني.

• كيف تقرأ الدراما التلفزيونية هذا الموسم وما هي توقعاتك لها؟ ـ هذا الموسم بدأ مبكراً، وهو ما يبشر بخير. وعموماً، فإن الدراما الكويتية والخليجية متميّزة وتزداد ألقاً عاماً بعد عام، وبالتالي فإنه لا خوف عليها.

• لكن عدد الأعمال تراجع؟ ـ نحن نصوِّر من بعد العيد، وأعتقد أن التصوير سيظل حتى قبل أيام من رمضان، وهو ما يدل على أن عدد الأعمال ليس قليلاً، ولكن علينا أن نركز على الأفضل في ظل وجود «السوشال ميديا» حتى تظل الدراما جاذبة للجمهور.

• لكن الكثير من النقاد يرون أن مستوى الدراما تراجع منذ أن خفّض تلفزيون الكويت من مستوى دعمه لها؟ ـ على العكس، فالدراما الكويتية تحديداً تلقى رواجاً شديداً والإقبال عليها كبير من الفضائيات، وغير صحيح أن تلفزيون الكويت تخلّى عن دعمها، وهو بصدد تشكيل لجنة الآن من أجل العمل طوال العام على تطوير صناعة الدراما، والتلفزيون يفتح أحضانه للجميع.

• هل هناك أمل في عودة اتحاد المسارح (الذي يضم الفرق الأهلية) من جديد؟ ـ لا أعتقد ذلك، ومن الصعب جداً عودة اتحاد المسارح لأنه تم إلغاؤه بالقانون، وقد بذلت شخصياً العديد من المساعي في هذا الإطار، وحاولت إعادة الاتحاد ولكن من دون جدوى.

• لماذا لا تقدم الفرق المسرحية الأهلية سوى عمل واحد طوال العام؟ ـ الفرق تحكمها الميزانيات التي لديها، ولو كانت لديها ميزانيات كبيرة لقدمت أعمالاً على مدار العام، ومنذ سنوات ونحن ننادي بضرورة زيادة الدعم المقدم لهذه الفرق، ولكن من دون جدوى، لأن زيادة الميزانيات المقدمة لهذه الفرق تحتاج إلى إجراءات طويلة ومعقدة من لجنة الميزانيات إلى مجلس الوزراء، ولكن هذا لا ينفي أن الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة يقوم بجهد كبير ومشكور لدعم الفرق الأهلية.

• الأعمال المسرحية التي تمثل الكويت في الخارج لم تكن جميعاً بمستوى متميّز، ما هو السبب؟ ـ بالعكس، قدمنا مسرحية «صدى الصمت» في مهرجان الشارقة وحصلنا على أربع جوائز، وستشارك المسرحية في مهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، من خلال دورته المقبلة التي تقام في الكويت يناير المقبل، لتكون بذلك أول عمل كويتي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، وتخوض المنافسة على الجوائز مع بقية أعمال الدول العربية المشاركة، وهذا دليل على أن مستوى المسرح الكويتي متميّز ولا يعاني أزمة كما يردد البعض.

• كانت هناك مبادرة لدعم الفرق الأهلية، من خلال إسناد عمل درامي لها من قبل التلفزيون بطريقة المنتج المنفذ، فلماذا توقفت هذه المبادرة؟ ـ المبادرة تم تنفيذها لمدة عام تقريباً ثم توقفت، ونحن نتمنى أن يدعم التلفزيون هذه الفرق ويسند لكل منها عمل درامي واحد على الأقل في العام، حتى تستطيع استغلال مردوده المادي في الصرف على أعمالها المسرحية. لكن في المقابل، أعتقد أن من يقدم نصاً جيداً، فلن يقصّر التلفزيون في دعمه، لأن ما يحكم عملية المنتج المنفذ هي جودة النص أولاً وأخيراً.

• حسن البلام وطارق العلي وعبدالعزيز وعادل المسلم نجحوا في الإنتاج المسرحي، أين أحمد السلمان من الإنتاج؟ ـ الإنتاج موهبة ويحتاج إلى تفرّغ وقدرة على ترتيب الأمور، وأنا شخصياً لا أحبذ العمل في الإنتاج لأنه يحتاج إلى جهد كبير، وهو في النهاية يعود إلى قناعات الفنان في ما يريد.

المصدر: http://www.alraimedia.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *