لعبة المسرح “1”

– كيف تشاهد عرضاً مسرحياً؟

هل هذا سؤال، بمعنى أنك ترغب وتود أن أجيبك عليه.

 

 

– سؤال سخيف، ساذج، بلا معنى، أولاً اقطع التذكرة. بعد أن اختار العرض. هذا إذا كنت موجوداً في عاصمة عربية تهتم بالمسرح. ولأن هذا الأمر غير موجود وغير متوافر. اكتفي بالجلوس في البيت.

– سؤال مهم، دعني أقل لك بصيغة أخرى. كيف تشاهد مسرحية ما.

– حدد ملامح السؤال. هل العرض تجاري، كوميدي، يضم الغيد الحسان أم أن العرض بلوشي. أي ضمن النشاط الثقافي كما نسمع وندخل العرض ولا نعرف “كوعنا من بوعنا” جمل هنا.. قفزة بلا معنى هناك، صراخ، واللعنات تنصب فوق رؤوسنا، وأيها القدر.. ولماذا يا زمان.. والجوع والعطش ومفردات لا تشكل أي معنى.

– دعنا من هذه المحاضرة. وإذا كان العرض بخلاف هذا؟

– كيف؟

– بمعنى أن العمل ذو ارتباط عضوي بالقضايا الإنسانية أو الاجتماعية.

– أضحكتني قضايانا كلها ذات ارتباط عضوي بواقعنا المعاش. وجل هذه الأعمال تطرح من أجل الإضحاك. أعرف أنك تنحو ناحية التراجيديا والمجتمع لا يتقبل هذه الأطروحات، الناس تريد أن تضحك حتى ذواتها.

– كلامك غريب.

– يا صديقي الناس. أنا وأنت وهم تعبنا من هذه القضايا. حتى ولو اعتمد الكاتب على قضايا وطني الحبيب صباح الخير، مثلاً أو حاول أن يدغدغ مواضيع لامست ذائقة المتلقي. هذا الهروب من المسرح له دوافعه.

– وهنا يحصد الآخر الموقف.

– لا.. لا وألف لا.. يا صديقي. المتلقي كره الكوميديا الساذجة مثل بعده عن تنطيط القرود التي تقدم تحت بند التجريب.

– هذه نقطة مهمة. شاهدت عملاً أكروبات بهلوانية وصراخ. وأيها القدر ارحمنا. قلت همساً ارحمونا أنتم يرحمكم الله.

– نظرتك سوداوية. المسرح قد تطور.

– عند الآخر. نعم تطور عند الآخر بوعي واندفعنا دون وعي نقلد مرة ونحاكي مرة أخرى مثل القرود والببغاء.

– أنت متشائم جداً.

– وهل أنت متفائل.

– نعم. في حلقات المسرح العربي هناك نماذج وأعمال مسرحية متميزة وأيضاً أعمال دون المستوى. ولكن دعنا من كل هذا. نسينا السؤال المهم.

– أي سؤال؟

– كيف نشاهد مسرحية.

– سيكون موعدنا لاحقاً إن شاء الله

http://www.al-sharq.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *