رحيل ‘موليير المغرب’ الفنان أحمد الطيب العلج

توفي في ساعة متأخرة من ليلة السبت الفنان المغربي أحمد الطيب العلج عن عمر يناهز 84 عاما، مخلفا وراءه رصيدا فنيا متنوعا يضم العديد من الأعمال المسرحية والقصائد الزجلية التي غناها فنانون كبار.

أحمد الطيب العلج’الذي لُقّب بـ’موليير المغرب’ بفعل احتكاكه بأعماله وافتتانه بها، كان فنانا تعددت مواهبه بين تأليف’وشعرتوتمثيل’وزجال ومسرح وثقافة شعبية. ولد عام’1928’بمدينة’فاس. اشتغل موظفا بوزارة الأنباء، كما عمل رئيسا لمصلحة الفنون الشعبية بمسرح محمد الخامس’بالرباط. شارك أحمد الطيب العلج سنة 1960 في تدريب بـ’مسرح الأمم”بباريس. انضم إلى’اتحاد كتاب المغرب سنة 1986. أحرز سنة 1973 على جائزة المغرب في الآداب، كما نال’وسام الاستحقاق الفكري’السوري سنة 1975.
ألف واقتبس مجموعة من النصوص المسرحية. وله الأعمال المسرحية المنشورة التالية:
دعاء للقدس (بالاشتراك مع مصطفى القباج) 1980، بناء الوطن (1988)، السعد (1986)، جحا وشجرة التفاح.
وصرح مصطفى القباج الأمين العام لمؤسسة أحمد الطيب لعلج للمسرح والزجل والفنون الشعبية لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الفقيد كان من العباقرة الذين أغنوا الثقافة المغربية مبرزا إسهاماته المتفردة في مجال التأليف المسرحي والزجل ودراسات الفنون الشعبية والأمثال.
وأضاف أن الراحل ‘كان إنسانا عصاميا وله عطاء كبير ويحظى بتقدير ومحبة الجميع’.
ويعتبر الراحل أحمد الطيب العلج أبرز وجوه المسرح المغربي حيث تقلد في حياته أوسمة وشهادات تقدير على إبداعه في مسيرة الحركة المسرحية وهو فنان عصامي تمكن بفضل مثابرته ومجهوده الشخصي من تسجيل اسمه في تاريخ المسرح المغربي والعالمي.
وكانت شخصية أحمد الطيب العلج موضوع ندوة نظمت خلال الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح في مكناس، أواخر حزيران (يونيو) المنصرم، حيث اعتبر الباحث المغربي مسعود بوحسين أن العلج ‘رجل بصيغة الجمع فهو الممثل البارع والشاعر الشعبي الذي لربما يملك القسط الأوفر في كل ما راكمته الأغنية المغربية من تألق.’ وأنه ‘المؤلف الدرامي الذي تشير كل القرائن المتوفرة الآن الى أنه من ‘أغزر الكتاب الدراميين المغاربة إنتاجا سواء بالمسرح الحي أو الإذاعي وسواء تعلق الأمر بأعماله التي قدمت على خشبة المسرح أو تلك التي بقيت مخطوطا في أرشيفه الخاص الذي يحفظه بعناية فائقة’. كما توقف بوحسين، المخرج المسرحي والأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي عند بعض خصوصيات التجربة ‘العلجية’ خصوصية يقتسم بعض تفاصيلها مع فنانين آخرين مجايلين له و أخرى ‘تشكل بحق ملامح خاصة له لدرجة ان المتعودين على مشاهدة أو قراءة نصوصه قد يتعرفون بسرعة على أسلوبه دونما عناء’. كما أكد أن النبش في حياة وشخصية العلج لا بد أن يمر بالحديث عن مصادر تكوين شخصيته الفنية ‘من نجار وخضار لا يعرف الكتابة و القراءة إلى متعلم لا يفارقه القلم والكتاب’.
عاش العلج طفولة أغرم فيها بالحكي الشعبي وخصوصا تلك الحكايات التي كان يسمعها من بعض النسوة اللواتي كن يترددن على منزل العائلة و اللواتي ‘لعبن دورا كبيرا في تشكيل وتطوير خياله الفتي خيال عمدته الحكايا والخرافات الشعبية وفنون القول و الدعابة و الالغاز و المأثورات الشعبية’.
وقال مسعود بوحسين أيضا إن كل ذلك شكل ‘جزءا مهما من خصوصية كتاباته سواء على مستوى الحوار أو البنى الكوميدية لمسرحياته وأغلبها حكايات جحا الشخصية التي يعترف شخصيا بأنها لا تكاد تخلو من أية مسرحية من مسرحياته مجسدة في الغالب في الضعيف الذي ينقده ذكاؤه من المواقف المحرجة الذي يستطيع أن يقلب كل معادلات الصراع من وضع الضعف الى وضع القوة من وضع العبد الى وضع السيد من وضع المظلوم الى وضع الظالم’.
هذه العوالم استقاها أحمد الطيب العلج من جلسات الحكي التي كانت تقام بمنزل اهله. وفي هذا الصدد يقول: ‘ثلاث نساء لعبن في حياتي دورا كبيرا: ‘لالة عز الناس’ شريفة ادريسية من مدينة زرهون ‘لالة سعود الادريسية’ و والدتي ‘لالة زهور اللبارية’.
هؤلاء النسوة- يضيف مسعود نقلا عن العلج- ‘ علمتني كيف أروي ما أسمع بدقة متناهية وبحرص على أن أجمع كل عناصر القص التي كنت أسمع منهن ولكن والدتي كانت تمتاز بأنها لم تكن تحكي القصة مجردة بل كانت تقدم لي نموذجا للتمثيليةالقصيرة المحبوكة و المطروزة… تعلمت منها فن الحوار وتعلمت منها ديباجة الكلام وكأنه شهد مقطر’.

 

 

الرباط ـ ‘القدس العربي’ ـ من الطاهر الطويل:http://www.alquds.co.uk/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *