نحو ألق ثقافي / مع المسرح المبطن بالوقار!

ليس من قبيل الغوص في الغياهب، القول بأن الكويت تلألأت بكبرياء كالضوء، واكتسبت جلالاً وقيمة في أماسيها غير البعيدة، فيما كانت الكثير من الدول تجيش بالصخب!
كان الإنسان الكويتي الرافل بالحرية، مثله كمثل متفرج يندفع إلى بهو مسرح مبطن بالوقار!

 

 

 


فيما هذا الإنسان اليوم… أميل ما يكون إلى كائن منفجر، يجنح إلى الرفض والغضب، مثله كمثل متفرج يندفع إلى الصالة ثم خشبتها، في محاولة منه لإيقاف العرض!
كل التقاليد المعمرة في الكويت بدأت بالتساقط، وصار الإنسان مطالبا بعبور الصخب في أي طريق يسلكه لتحقيق أمانيه.
حقيقة…. الأسئلة تتدافع بشدة في ذهني… وبات المرء يتساءل أسئلة… من قبيل… هل كانت المسألة كل هذه السنين، عبارة عن أقنعة ومساحيق على وجه متجعد؟! أم أن الخواء أخذ مع الأسف بالانكشاف؟!
هل كنا نتابع عرضاً مسرحياً يفصلنا عنه جدار رابع، حان الوقت لتهشيمه، كما فعل بريخت؟!
إن عبثنا، غدا كعبث سيزيف في الميثولوجيا الإغريقية، حينما حكمت عليه آلهة اليونان، بأن يبقى مدى الحياة، يحمل صخرة ضخمة إلى قمة جبل، وما أن يقترب من ذروة سنام الجبل، حتى تتدحرج الصخرة إلى الوادي!
ولقد أخذت الثقافة الكويتية تتفتت، وأخذت الشكوك تنبثق في أنفس المجتمع كالأنصال… وبدت الأوضاع، وكأننا بمواجهة مع طريق مسدود.
الكل مصعوق، وإن لم يعترف أحد بالأزمة… والجرح الغائر، بات اندماله صعبا مهما نيست الأضواء.
وفي مثل هذه الأجواء، فلابد من أن نتساءل… هل نحن في مرحلة بحث عن ثقافة جديدة؟ وهل نحن بالفعل أمام ولادة مجتمع كويتي جديد؟ لست أدري؟!
ما أعرفه تماماً… هو أنه ما من زمن ملموس في الحياة سوى الحاضر… وكل ما هو حقيقي هو ما يحدث في هذه اللحظة!
وفي هذه اللحظة… لا مفر أمام الجميع من رتق الأزمات، وتخطي العواصف، واستعادة الاستقرار والاستمرار، والأحلام الجميلة…
ولابد لنا تأسيساً على ذلك من إجلاء الأحلام الرديئة… والتفطن، لأهمية إعمال الفكر والخيال، لننتشل أنفسنا من الدائرة التي آلت إليها الأمور.

*أستاذ النقد والأدب
@Dr_criticism

 

د. علي العنزي

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *