حميد سمبيج: أجواء تشجع على العمل المسرحي الجاد

يمتاز رمضان في ذاكرة الفنان المسرحي الإماراتي حميد سمبيج بالجو الروحاني والتواصلي وهو مناسبة جيدة للعمل، ويقول سمبيج: “لرمضان في نفسي ذكريات جميلة وأول ما يتبادر إلى ذهني كونه فضاء للمحبة، فكل الناس مفعمون بالفرح ومستعدون لمساعدة غيرهم وللعطاء بلا حدود، وأذكر أن جدي رحمه الله كان يبعثني وإخوتي بالإفطار إلى المسجد ويأمرنا بالبقاء هناك حتى يشاركنا الآخرون في طعامنا، وكانت لنا نحن الأطفال في ذلك الوقت ألعاب خاصة لا تحلو إلا في رمضان حيث الأضواء المبهرة منها لعبة “قليلة ما طوع” و”هوريد” وغيرها .

 

 


ويضيف سمبيج: “ما يميز رمضان في تلك الفترة هو أنه كان فرصة للقاء طيلة لياليه بين مختلف أفراد الحي، فبمجرد أن تنتهي صلاة التراويح تتألف بشكل تلقائي مجموعات في عدة مجالس فيلتقي الأطفال في ألعابهم، وتتجمع النساء في دوائر لأحاديثهن وحكاياتهن، ويلتف الرجال في مسامرات ثقافية، وكان لهذا التواصل الدور الكبير في جعل أهل الحي يعرفون شؤون بعضهم بعضاً والحاجات الضرورية لكل واحد، فيهرعون إلى مساعدة من يحتاج” .


وعن ذكريات العمل في رمضان يقول سمبيج: اشتركت في أول بروفة مسرحية في رمضان وكان ذلك في عام ،1982 وقد امتازت بالجدية والحضور المكثف للمتدربين، ومن الأشياء التي لا أنساها أننا كنا أثناء ليالي البروفات بدعوة أصدقائنا ومدربينا العرب إلى إفطار إماراتي وكان ناجي الحاج يدعونا إلى إفطار سوداني وفتحي دياب إلى إفطار مصري، وقد اكتشفنا أثناء ذلك الكثير من الأطعمة العربية، وعلى مدى السنوات اللاحقة كنا نختار رمضان لإقامة بعض البروفات التي تسبق المهرجانات، وقد وجدنا جدية العمل في ليالي رمضان، فالجميع يحرصون على حضور التدريبات ولديهم نشاط كبير وحماس للعمل وكان ذلك أحد الأسباب وراء النجاحات التي حققتها أعمالنا” .


ويتابع سمبيج: “لم يكن رمضان مجرد فضاء للتدريب، بل كانت هناك أنشطة مسرحية رمضانية، حيث نظم المخرج قاسم محمد بدعم من دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أمسيات مسرحية رمضانية، كنا نقوم فيها بقراءة بعض القصص الدينية والتاريخية الإسلامية على خشبات مسارح الشارقة وخورفكان وكلباء، وكانت تلك القراءات المسرحية تلقى إقبالاً جماهيرياً، وكنا نحرص على أدائها بإتقان . لم تنقطع الأنشطة المسرحية المصاحبة لرمضان خاصة لدى فرقة مسرح الشارقة الوطني التي أتشرف بعضويتها، وقد كان لنا تقليد بأن ندعو بعض الفرق إلى لقاء في مقر الفرقة نعرض فيه تسجيلا لمسرحية سابقة لنا أو لغيرنا من الفرق ثم يدور حولها نقاش مثمر” .

 

الشارقة – محمد ولد محمد سالم:

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *