حسين المنصور: المسرح الخليجي لم يحتضر والشباب أنعشوا آماله

وصف الفنان الكويتي حسين المنصور واقع المسرح الخليجي بأنه لم يحتضر كما قيل سابقاً، موضحاً أنه على الرغم من أن الفنانين الكبار يواجهون صعوبات في عملهم هذه الأيام، لكن جيل الشباب قد أنعش آمال المسرح الخليجي، ما يجدد التفاؤل بمستقبل المسرح الخليجي على أكتاف الشباب، لكن الأمر يتطلب دعم المواهب الجديدة والوقوف معها، ليتوافر لها الاحتكاك والتجربة.

 

 

رنا سرحان (بيروت) – لايهتم الفنان حسين المنصور بمساحة الدور ولا ترتيب الأسماء بقدر ما يهمه تأثير الدور والرسالة التي يحملها. وفي الآونة الأخيرة انتقد المنصور بعض الأفلام العربية والمسلسلات التي تتعمد تشويه صورة المواطن الخليجي وتقديمه على أنه يصرف الأموال الباهظة على اللهو، وقال إنها هي صورة مشوّهة تماما للشخص الخليجي الذي يسافر إلى الخارج للاستمتاع مع أفراد أسرته.

حول الطرق العملية لتصحيح الصورة في ذهن المشاهد، قال الفنان محمد المنصور، علينا ألا ندافع بالكلام فقط عن صورة الانسان الخليجي، بل علينا أن نثبت ذلك من خلال أعمال جديدة ونصوص متجددة نتكلم فيها عن دول الخليج وما تكتنزه من حضارات وتاريخ، ومحافظتها على القيم والتقاليد.

وتيرة الجرأة

ويضيف، الجميع يشعر بارتفاع وتيرة الجرأة في طرح القضايا الاجتماعية التي تلامس الواقع الخليجي، لكن على أجهزة الرقابة على النصوص إفساح المجال أمام المؤلفين لسبر أغوار القضايا الحساسة، شريطة ألا تتجاوز في طرحها القيم والعادات الخليجية.

ورداً على سؤال حول المشكلة التي تعانيها الدراما، قال: في الوقت الحالي باتت الدراما الخليجية بشكل عام تحتاج إلى نصوص جديدة، وقد تعب الجمهور من القصص المتكررة، بتناول قضايا المخدرات والموت في المستشفيات، وانا كمنتج لا ارى نصوصاً تلفتني إطلاقاً، أما عن الكوميديا فيعتبر أن الكوميديا الخليجية تندر فيهما الفكاهة الراقية، وإن ما تعرضه الشاشات ويقال عنه كوميديا، ليس سوى برامج فكاهية كأنها إعلانات مضحكة.

واقع الدرام

ويتابع، لاأريد أن أكون سلبياً لكني أدعو من منطلق نقدي إلى تحسين الواقع الفني في الدراما والكوميديا وحتى السينما، حيث إن الدراما الخليجية بلغت في بعض المراحل مرتبة جيدة لكنها تراجعت هذا العام، حيث كانت المنافسة في رمضان الماضي بين الأعمال الدرامية المصرية والسورية والتركية، ولم اجد عملاً خليجياً أعطيه درجة الممتاز، وقد شاركت في ثلاثة أعمال رمضانية، منها ما هو من بطولتي لكني أصنفه بالجيد، منها عمل شاركت فيه كضيف شرف وهو «حلفت عمري» واعتبره جيد جداً لانه جمع الرومنسية بطابع انساني نبيل، وتناول الحب في مراحله المختلفة منذ الصغر تدريجياً حتى الكبر، وهي فكرة جديدة دخلت ضمن قالب درامي، مما استحق بتقديري نجاحاً يذكره الجمهور والنقاد.

ومن بين الاعمال الخليجية التي لفتت انتباه المنصور، المسلسل البحريني «نيران» الذي قال عنه إنه لقي أصداءً واسعة نظراً لتميز نصه وإخراجه، داعياً إلى العودة إلى التاريخ من خلال النصوص الجيدة ليظل يذكرها المشاهد عبر الزمن.

صناعة السينما

عن واقع السينما الخليجية، يتابع المنصور، الدراما تعاني من أزمة الحبكة النصية، كما أن الصناعة السينمائية اليوم غير متوفرة في دول الخليج، ولو عدنا إلى فيلمي «يا بحر» و»الصمت» لوجدنا ان الارادة والعزيمة في إيجاد قالب جديد من الأفلام، يمكن له أن يحقق نجاحات عالمية كهذين الفيليمين، مشيراً إلى أنه هناك فيلماً كتب حديثاً وعرض عليّه لانتاجه، لكنه يشبه الى حد كبير فيلم «يا بحر» ما جعله يتأنى في الغوص بتنفيذه، متمنياً النجاح لأي عمل خليجي أو كويتي. كما يتمنى أن يحوي بالفعل على العناصر السينمائية للفيلم، ولو بتقليد الغرب في بعض نواحي الخدع البصرية والمؤثرات الصوتية.

الشاب الوسيم

ولم يعد يبحث حسين المنصور عن دور الشاب الوسيم، موضحا أنه يكرر دوما أنه «لا يمكن أن يأخذ زمنه وزمن غيره»، ويصف أعماله القادمة بأنها ربما تحمل جديداً للمشاهد عبر مسلسل «تستمر الأيام»، من إنتاج وبطولة عبد العزيز المسلم، واخراج أحمد البيلي، بمشاركة الفنانة مريم حسين وهدى الخطيب ومجموعة من فناني الخليج. وعن العمل يقول إن المسلسل يحكي قصة حياة رجل كويتي يعمل في السلك الدبلوماسي، ويصاب بمرض السرطان وينقل للعلاج في أميركا وبعد الفحوصات، يتضح أن السرطان قد أخذ مساحات كبيرة في جسمه، مما يصعب علاجه، لكن الدبلوماسي رجل مؤمن لم ييأس من رحمة الله وقدرته على شفائه، يلجأ إلى الله ويطلب منه الشفاء، وبعد فترة من الزمن يجري فحوصات ويفاجأ الأطباء المعالجون له بشفائه بطريقة مذهلة وغامضة.

عن شخصيته في العمل، فيصفها بأنها مزيج بين الرومانسية والخبث واللعب، شبهها بالثعلب البشري، وهذه من الأدوار المحببة لديه لما فيها من تقلّب في الحالة النفسية للشخصية.

ويشير المنصور إلى أن له مشاركة في مسلسل آخر بعنوان مؤقت هو «حبيبة» مع المنتج منقذ السريّع، والمسلسل مأخوذ من اسم إحدى روايات الكاتبة علياء الكاظمي، أما المعالجة الدرامية فتصدت لها أسمهان توفيق، والإخراج لباسل الخطيب.

وعن العمل الثالث الذي لم يفصحه عنه حتى يقترب موعد التصوير ليكون في محله الصحيح، يصرح: العمل يحمل عنوان «عزيز النفس» ويشاركني فيه أخي محمد المنصور، وأتمنى أن أستطيع التوفيق بين الاعمال الثلاثة، حيث انني أقضي وقتي بين أماكن تصوير «تستمر الأيام» و«حبيبة» ريثما انتهي لأباشر بـ»عزيز النفس».

ذكرى البدايات

المنصور الذي دخل المجال الفني بنهاية سبعينيات القرن العشرين، وكانت البداية مسرحية ثم تلفزيونية، ودخل منتصف تسعينيات القرن العشرين مجال الإنتاج التلفزيوني والمسرحي، يصف واقع المسرح الخليجي بأنه لم يحتضر كما قيل سابقاً، فمن الممكن أن يكون للفنانين الكبار صعوبات في المسرح اليوم، لكن جيل الفنانين الشباب قد أحيا المسرح الخليجي مجدداً، وكانت تلك خطوة جيدة جداً في مهرجان مسرح الشباب، وهو ما شهدناه مؤخراً في أعمال الدورة الثانية عشرة لمهرجان المسرح الخليجي الذي استضافته مسقط، ولقد كانت مشاركة مسرحية «البوشية» لفرقة مسرح الخليج العربي على سبيل المثال التي اختيرت من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتمثيل الكويت في المسابقة الرسمية للمهرجان مفرحة، وهي من تأليف الكاتب الاماراتي القدير اسماعيل عبدالله واخراج الفنان عبدالله العابر وبطولة عدد من كوادر الفرقة ومنهم الفنانة المتميزة احلام حسن وعبدالمحسن العمر وعبدالله البدر وكم آخر من الأسماء الفنية».

المنصور يختم أنه متفائل بمستقبل المسرح الخليجي بهمم الشباب، مؤكداً أهمية دعم الكوادر الشابة والوقوف معها، وأهمية الاحتكاك والتجربة من أجل الارتقاء بعطاءات هذا الجيل المسرحي الشبابي.

فنانو الدولة العربية يضيفون لأعمالنا نكهة خاصة

عن استعانة المنتجين الخليجيين بفنانين من الدول العربية في الأعمال مؤخراً، يرى المنصور أنها تمنح الدراما نكهة خاصة، وتجعل الفنانين في دائرة التنافس، كما أن انفتاح الفن الخليجي على بعضه أضاف نوعاً من التميز، حيث لا يوجد مسلسل خليجي إلا وتجد أبطاله من أكثر من دولة خليجية، أما عن فكرة البطولة الجماعية في الأعمال الدرامية، فيراها أكثر أهمية من الأعمال التي تقوم على البطولة المنفردة، معتبرا أنها هابطة وليست لها قيمة، فهو يعتبر أن ثمة أعمالا مشتركة ناجحة يعتز بها، أبرزها ما قدّمه مع إخوته من أبناء المنصور.

http://www.alittihad.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *