«التعامل مع المسرح كنص أدبي حال دون تطوير آليات البحث المسرحي»: باحثون: المسرح المغربي رهين التفاعل الإيجابي بين البحث العلمي والممارسة الميدانية

 

 

 

عُقدت في مدينة طنجة المغربية ندوة بعنوان «البحث الجامعي في مجال المسرح، إلى أين»، في إطار الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، الذي اختتم مؤخرا، وشهد مشاركة أكثر من 17 فرقة مسرحية عربية وغربية.
وقد أعد الورقة الفكرية لهذه الندوة خالد أمين، الذي أشار إلى حيوية مجال البحث العلمي الجامعي المرتبط بالمسرح ورحابة أفقه، مشيرا إلى أنه يمكن اعتباره «بنية للتفكير بصيغة الجمع في أوضاع الممارسة المسرحية، تتجاوز الشرح والتحليل والتوثيق إلى التوجيه والتفاعل الإيجابي».
وأضاف منذ «أبحاث في المسرح المغربي» لأستاذ الأجيال الدكتور حسن المنيعي اتجه النقد الجامعي الجاد صوب نقد أوضاع الممارسة المسرحية في المغرب، في ارتباطها بـإشكالية التأصيل، انطلاقا من مسرحة السلوكات الفرجوية المتجذرة في الوجدان الشعبي للمغاربة، من دون إغفال حضور مسرح الآخر الغربي في متخيلنا المسرحي». 
وتساءل أمين «إلى أي حد ما تزال الممارسة المسرحية المغربية تتفاعل مع درس حسن المنيعي ومحمد الكغاط وبقية الباحثين الجامعيين؟ فمن المؤكد أن مجال البحث العلمي له ارتباط عضوي بالجامعة ومراكز البحث ومجموعات البحث، والمختبرات لذلك بات من الضروري تمييز النقد المسرحي الصحافي». 
وسجل الباحث حالة التوتر الناتجة عن عدم التواصل بين المؤسسة النقدية برحاب الجامعة المغربية، والممارسة المسرحية بشقيها الهاوي والاحترافي، مشيرا إلى وجود اعتقاد خاطئ «يرى بأن النقد الأكاديمي الجامعي لا يعير أي اهتمام للممارسة المسرحية بالمغرب، لإغراق هذا النقد في الأخذ من النظرية والممارسة المسرحيتين الغربيتين، بينما تزخر الخزانة المسرحية برحاب الجامعة المغربية بالعديد من الأطروحات والأبحاث التي اعتمدت تشريح نصوص وتجارب مسرحية مغربية انطلاقا من رؤى مختلفة». 
وأضاف «في ظل غياب مرصد وطني أو مركز وطني للأبحاث المسرحية، ستظل الجامعة المغربية (وعلى رأسها كلية الآداب ظهر المهراز بفاس)، الفضاء الأمثل لتوثيق ذاكرة المسرح المغربي. وسيكون على الجميع أن يدرك أن مستقبل المسرح المغربي رهين بالتفاعل الإيجابي بين البحث العلمي والتكوين التطبيقي المختص والممارسة الميدانية».
أما الباحث جلال أعراب، فأشار إلى أهمية الجامعة في تطور المسرح من خلال الإنتاج والبحث والمتابعة والتقييم وتطوير الممارسة و»الدليل على ذلك استحالة متابعة ما أنجز في المسرح بالجامعة منذ المنيعي، فهناك أطروحات تحولت إلى مراجع في الداخل والخارج وصدرت عن دور نشر مغربية».
وأضاف «حال مكونان دون تطوير آليات البحث المسرحي، هما التعامل مع المسرح باعتباره نصا أدبيا، ومن ثم تطبيق مناهج أدبية لمقاربة النص المسرحي كما تطبق على النص السردي أو الشعري، لكن الجامعة وعت خصوصية المسرح باعتباره ليس أدبا، بل جنسا يؤسس علاقات معقدة مع مجالات تعبيرية أخرى، من إضاءة ورقص وموسيقى. فن خاص يلتقي مع فنون أخرى لأنه عرض وليس أدبا». 
وأشار إلى أن الجامعة ساهمت في تطور المسرح المغربي، من خلال إحداث إجازة علمية متخصصة بهذا الفن، حيث كان المسرح والتنشيط الثقافي من قبل حكرا على المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، «وقد أدت أيضا الإجازات المهنية إلى تطوير آليات البحث العلمي في هذا المجال، بينما كان الجانب النظري يهيمن على التطبيقي داخل الجامعة».
واشار لحسن قناني إلى أن اهتمام الجامعة بالمسرح يكتسي بعض الخصوصية، «وهو يتشكل من بعدين: ممارسة وتنظير تشكلان مادة للتدريس، ويحفل المسرح باستخلاص قيم فنية أو جمالية وطنيا أو عالميا، وقد تبع المنجز المسرحي المغربي المنجز العالمي درسا وترجمات، وتجلى ذلك من خلال سيادة المد الماركسي في الميادين الجمالية والفنية: وتمثل في الأثر البريشتي في المسرح المغربي، ثم اهتمت الجامعة بمواضيع منها، علاقة المسرح بالضحك وبالجسد». 
وأضاف الناقد الحسين الشعبي «إن إشكالية التعلم الفني بالمغرب، تعود إلى غياب كلية للفنون بالمغرب. فهو يخرِّج فنانين بشهادات حقيقية، وقد أصاب الوهن «المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي»، ولعل حضور المسرح بالجامعة لا علاقة له بالجامعة، ولا بالدولة بل هو عمل مثقفين مناضلين».

عبد العزيز جدير

 

http://www.alquds.co.uk/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *