أحمد العطار: “العشاء الأخير” يتناول اللامعقول والمسرحية كوميدية شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية – أحمد العطار: “العشاء الأخير” يتناول اللامعقول والمسرحية كوميدية

 

 

 

أحمد العطار، مؤلف ومخرج مسرحى، أخرج العديد من المسرحيات التى أخذت الطابع الاجتماعى، كما أنه أخذ أسماء مسرحياته من أعمال اخرى، وذلك من وجهة نظره يحقق للعمل ترويجا اكبر ومكسب تجارى افضل، فأسماء فالمسرحيات المصرية التجارية دائمًا ما تكون ساذجة وبالتالي جذابة، ولذا يحاول أن يحاكي الأسماء التجارية فدائماً ما يأتى المشاهد متوقعاُ أن يشاهد عرضاً تجارياً، ولكن ينتهي به المطاف بمشاهدة شيء مختلف تماماً.

 

يعد هذا إنتاجك الأول منذ عامين، أخبرنا عن أعمالك وكيف تنتهج مشاريعك الفنية؟

إن إتمام العمل المسرحي يتطلب مني الكثير من الوقت نظراً لاختلاف منهجي الإبداعي، فأنا آخذ الكثير من الوقت لأطور فكرة ما في ذهني، والتي تبدأ غالبًا بشكل ما وتتحول في النهاية إلى شيء مختلف تمامًا.

بالنسبة للعشاء الأخير، فقد جاءت فكرته كانعكاس للتغيرات التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، فقد بات من المهم أن نلقي نظرة على بعض القيم ونقيّم بعض السلوكيات، خاصة بعد الثورة والتغيير الذي كان من المفترض أن تجلبه، فقبل الثورة كانت تلك التصرفات جزء من كل ما يدور حولنا، ولكن التغيرات الجديدة تجعلهم أكثر بروزًا، فنتعجب أن المجتمع لايزال بهذا الشكل.

 

العشاء الأخير يتناول اللامعقول بشكل كوميدي.. فما السر وراء ذلك؟

لا أهدف أن أصنع عملاً ساخراً أو أن أسخر من أي شيء، هذه ببساطة وجهة نظري للحالة، عندما تضعني الظروف في مواقف أرى فيها الناس يتكلمون عن اللا شيء لساعات ، فإننى أرى الوضع بهذا الشكل العبثى، فالأمر أكثر من كونى أحاول أن أجعل الأمر مضحكاً، فببساطة أنا أرى الأمر لا معقول وبلا معنى.

 

في الغالب تميل أعمالك إلى الموضوعات الاجتماعية والعائلية، فلماذا؟

كانت دائما المؤسسة الأسرية مركزًا لأعمالي، سواء في كتاباتي أو إبداعاتي، دائماً ما تكون الأسرة مشاركة بشكل ما، فأحياناً تكون رئيسية كما في أعمال: العشاء الأخير، الحياة حلوة، يلعن أبو داروين وحتى عطيل، وأحياناً أخرى تكون أقل وضوحاً كما في عرض أهمية أن تكون عربياً. إن ديناميكية الأسرة مهمة للغاية بالنسبة لي، وكان ذلك من دون قصد، ولكن بمشاهدة أعمالي تتطور عبر السنين، بدأت ألاحظ بعض الصفات والموضوعات المحددة التي أهتم بها، مثل العلاقة بين السيد والخادم، الأب والأسرة.

 

إن العائلة هى شكل مصغر للمجتمع، أياً كانت المشكلات التي تواجهها الأسرة، يشعر بها المجتمع أيضاً. فعلاقة الأب داخل الأسرة تجعل له قداسة شبه إلاهية حيث تكون له الكلمة العليا ودائماً ما يكون رأيه هو الصواب ولا يمكن مجادلته. وأنا أرى أن هذا الأسلوب الذي يُنظر به للأب هو نفس الأسلوب الذي ينظر به الشخص لمديره ورؤسائه ورئيس مجلس إدارة الشركة، إنها علاقة من النوع الذي ينمو داخل الأسرة ومن ثم تنتقل خارجها.

 

وما الرسالة التى تود أن توصلها؟

أنا لست شخصاً يبحث عن إيصال الرسائل، لذا فإن أعمالي لا تحاول أن تقول شيئاً ما، أنا لا أحاول أن أكشف حقيقة كبرى أو أن أنظّر على كيفية سير الأمور، أنا لا أريد إجابات ولا أود طرح الحلول، ما أحاول فعله هو أن أسلط الضوء على أجزاء بعينها من المجتمع، أحياناً أحيد عن الواقع بعض الشيء، ولكن في النهاية هذا هو مجرد تمثيل لما يحدث حقاً. أنا أؤمن بأن ترك الناس تستنتج الأمور بأنفسهم أهم من يقوم شخص بتوجيههم. الهدف هو التفكير، وبهذا الشكل أكون قد عرضت عليهم كيف أرى الأمر، وبعدها لهم الحرية أن يفعلوا ما يريدون.

 

تميل دائماً إلى التلاعب بأسماء أعمال مشهورة، لماذا؟

أنا دائماً ما أسرق العناوين وأتلاعب بها، على سبيل المثال، الحياة حلوة أو في انتظار عمي من أمريكا، الجزء الأول إشارة إلى فيلم أمريكي أبيض وأسود، وأيضًا إلى أغنية مصرية لفريد الأطرش، بينما الجزء الثاني تلاعب على في انتظار جودوت وفيلم فرنسي من الثمانينيات للمخرج المشهور آلين رينيه. عن أهمية أن تكون عربيًا هي تلاعب على رائعة أوسكار وايلد:عن أهمية أن تكون إيرنست، وهناك أيضاً عن عطيل أو من يخاف من ويليام شكسبير، وهو عنوان مسرحية من يخاف من فيرجينيا وولف، وكلها على هذه الشاكلة. إن هذا التلاعب ليس بغرض السرقة فقط، فأسماء المسرحيات المصرية التجارية دائمًا ما تكون ساذجة وبالتالي جذابة، ولذا فأنا أحاول أن أحاكي الأسماء التجارية دائماً ما يأتى المشاهد متوقعاُ أن يشاهد عرضاً تجارياً، ولكن ينتهي به المطاف بمشاهدة شيء مختلف تماماً.

 

ما هي فرقة المعبد المسرحية؟

هي الفرقة التي أنتجت “العشاء الأخير” وأسست فرقة المعبد المسرحية بعد تخرجي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في 1993 مع على بليل ومايا القليوبي. كانت فرقة مستقلة منذ بدايتها، لذا كنت أقوم بإنتاج مسرحياتي من دون أي دعم مادي من أحد، لم يحصل أحد بالفرقة على أي أجر، كانت فرقة هواة تضم أشخاص يحبون المسرح ويريدون أن يقوموا بالعروض. ولكن في النهاية تفككت الفرقة وانصرف الأعضاء، ولكني ثابرت مع الفرقة وأعدت تكوينها وقدمت أول نصوصي: اللجنة، وهو عنوان آخر قمت بسرقته. كانت هذه المرة الأولى التي أكتب فيها نص مسرحي، حيث كنت أستخدم نصوصاً لآخرين وأصنع منها تشكيلات، وأيضاً بدأت أعمل مع حسن خان وبدأت بالتركيز على بناء فريق إبداعي إلى جانب الممثلين، وكانت تلك هي نقطة التحول.

 

عرضت اللجنة في القاهرة وعمّان ولاقت استحسان النقاد، وكانت تلك أول مرة أعرض فيها عملاً خارج مصر. الحياة حلوة كانت أول مسرحية ننتجها بشكل إحترافي للفرقة، ومنذ العام 1998 قامت الفرقة بإنتاج ثمانية مسرحيات على مدار خمسة عشر عاماً. ويبدو أن هذا هو إيقاعي فى العمل .

 

دائماً ما تكرر العمل من نفس الممثلين مرة تلو الأخرى مثل سيد رجب ورمزي لينر، ما الذي تبحث عنه في الممثلين؟

 

أنا أبحث عن ممثلين قادرين على التجريب و المخاطرة، فإن عمليتي الإبداعية تعتمد على الاستكشاف، فأنا أكتب بالموازاة للبروفات، هناك مقاطع أكتبها من الصفر، وهناك أفكار وتطورات مستمرة، فهي مغامرة ومخاطرة كبيرة، والنتيجة لا تكون بالضرورة واضحة أو حتى جيدة، ولكنها تكون ممتعة ومليئة بالتحديات، وأنا أحتاج إلى ممثلين قادرين على استيعاب ذلك ومستعدين أن يخوضوا معى تلك الرحلة، فمثل رمزي وسيد، أقوم بتدريبات قبل البروفات بشهر أو اثنين لا علاقة لها بالمسرحية أو الشخصيات، وبعد تلك التدريبات أمنح الممثلين نصوصًا أو أخبرهم عما تتحدث عنه المسرحية. ففي النهاية، أنا أبحث عن ممثلين قادرين على خوض تلك العملية ويتقبلون المخاطرة والوثوق التام بي، وهذا أمر لا يعجب الكثيرين.

 

هل واجهت أي عقبات أثناء عملية الإنتاج؟

عندما تعمل بذلك الأسلوب الذي قمت بشرحه، فأنت لا تعرف متى ستنتهى من العمل، لذا لابد أن تعرف متى تضع حدًا لنفسك. فحتى اللحظة الأخيرة سيظل العمل تحت الإعداد، وهذا بالطبع يشكل ضغطًا علىّ لأنني أظل قلقًا على المنتج النهائي لأنه لا يزال مجهولاً، ولكن لهذا الأسلوب أيضاً مميزاته، ففي النهاية أنا أقوم بإبداع شيء، وحضور الممثلين على المسرح سيكون مختلفاً للغاية إذا أعطيتهم نصاً وقاموا بالتدرب عليه قبل العرض بفترة، فالعرض يكون أكثر حيوية بهذه الطريقة، كوجبة يتم طبخها على نار هادئة.

 

ما هي خططك “للعشاء الأخير” بعد الافتتاح؟

سيتم عرضها لخمسة أيام بالقاهرة، أول يومان عروضًا خاصة للإعلام والأصدقاء، والأيام الثلاثة التالية ستكون للجمهور. وستعرض المسرحية أيضاً في28 – 29 نوفمبر 2014 بمهرجان مارسيليا بفرنسا، وذلك مترتب على ردود الفعل، أتمنى أن يستمر عرضها بعد ذلك لفترات أطول مرة كل شهرين هنا في القاهرة وكذلك ان تتجول دولياً. وأنا أشعر أن المسرحية قادرة على لتحقيق ذلك، ولكن لابد أن ننتظر ونرى.

 

أماني ابوعيسى

fan.elfagr.or

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *