الكاتب محمد الغامدي: أزمة المسرح السعودي ​تتجسد​ في الممثل وليست في النص

 

 

 

كاتب وقاص من الباحة، بدأ حياته​ الأدبية منذ خمسة وثلاثين عاما، عندما أذيعت قصته الأولى عبر الإذاعة السعودية، مؤلفاته المسرحية جعلته يتعايش مع المسرح، ولهذا قدم عدة كتب متأثرا بأبي الفنون مثل رؤية فنية (الممثل)، الرقص في ديارنا، الاوركسترا الغائبة، كما صدر له (البرطأونات) عن نادي جازان الأدبي، إضافة لنص مسرحية «بائعة الورد» والتي دخلت ضمن قائمة العشرين التي أعلنت عنها الهيئة العربية للمسرح برفقة نصوص أخرى.

«الجسر الثقافي» حاور الكاتب والقاص السعودي محمد بن ربيع الغامدي الذي تحدث عن ابرز مشاكل المسرح الذي يجد التقدير من الخارج فيما مشكلته بالدرجة الاولى هي الداخل.

متي بدأت علاقتك بالفن؟

  • ليس في مقدوري تحديد تلك الـ (متى؟) فأنا لست ممارسا، أنا كائن يحلق حول الفن فحسب، هكذا تفيأت ظلاله منذ لحظات العيش الأولى، في هدهدة أمي، في ألوان الحقل، في صوت أبي يقرأ بخشوع سورة السجدة، في غناء الفلاحين، في ملابس العيد، في قوس قزح يكلل جبين فضاءاتي، في فقيه القرية يفتتح صباحنا بسورة الفاتحة ويختتمه بطرق الجبل، أما تلك العناوين فما هي الا أطر لأمنيات مخبأة ليس إلا.

متى نرى عملا مسرحيا سعوديا يجوب العالم العربي كما حدث مع العمل السينمائي «وجدة»؟

  • المسرح السعودي موجود في الخارج، لا يمكن لمنصف إلا أن يرى ذلك، مسرحيو الطائف على سبيل المثال جابوا ديارا كثيرة واعتلوا منصات التقدير بكفاءة واقتدار، وغيرهم أيضا حاز النجاح نفسه ولكني ضربت مثالا فقط لأقول إن مشكلتنا ليست في الخارج، مشكلتنا أن الداخل لا يجد مسرحا يذهب إليه في أماسيه الباردة، لدينا مهرجانات ولدينا عروض مذهلة في الداخل لكنها حتى الآن لم تنتظم في مسار الإجابة على السؤال الفُرْجَاوي الشعبي العظيم: أين تذهب هذا المساء.

هل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون تقوم بدورها في رعاية المواهب الأدبية والفنية؟

  • هي تعمل وسعها لتحقيق ذلك، لكنها تبقى مؤسسات حكومية لها موازناتها المالية ولها موظفوها، لها مسوغات صرف ولها سنة مالية، ولذلك قد يعتريها الروتين أحيانا ويضغط عليها عامل الوقت أحيانا أخرى فتغيب الكثير من الأسماء ومما يضاف الى ذلك دخول الأندية والجمعيات كجهة انتاج لصالح الأجهزة الإعلامية والسياحية التي تبحث عن فعاليات تشغل بها برامجها، والأولى أن يكون هناك جماعات وفرق فنية وثقافية تعمل بتمويل ذاتي في مراحل الإنجاز الأولى ثم تتولى الأندية والجمعيات رعاية الإنجاز في مراحله المتقدمة وتوجيهه لخدمة الحاجات الإعلامية والسياحية.

ماذا عن دور الأندية والجمعيات في إثراء الحركة الثقافية؟

  • دور واضح وملموس، هناك مخرجات ذات قيمة ثقافية عالية تضعها الأندية والجمعيات في صلب الحراك الثقافي، فالنشر مثلا لا تتوقف ماكينته منذ سنوات، وكذلك المهرجانات والملتقيات السنوية (ملتقى مكة– ملتقى الرواية في الباحة– مهرجان جواثى في الأحساء– مهرجان قس بن ساعدة في نجران وغيرها كثير) والجوائز (الثبيتي في الطائف، والعواد في جدة، وحائل للرواية، والباحة للشعر، والرباعي للتشكيل) ومهرجانات الفرق الشعبية والتصوير الضوئي والعروض المسرحية (الباحة للعرضة– الأحساء والطائف للتمثيل) وغير هذا كثير فأنا أكتب الان من الذاكرة.

ماذا عن «بائعة الورد» التي اختيرت ضمن المرتبة العشرين للهيئة العربية للمسرح؟، وهل كنت تتوقع الاختيار؟

  • «بائعة الورد» نص مسرحي جرى توزيع أحداثه في لوحات متتابعة تجري جميعها تحت البوابة العظيمة لمدينة من المدن البسيطة، ومن جهتي أنا فقد أحببت هذا العمل مثلما أحب أي عمل يعبر عني، وعندما شاركت به في المسابقة كنت أعرف أنه سيذهب إلى لجان متخصصة تنظر إليه بتجرد ضمن أعمال أخرى ولذلك لم أشغل نفسي بالتفكير في مصيره هناك وهذا شأني دائما مع كل مشاركاتي، ولقد سعدت كثيرا بما كان وأرى فيه تتويجا لمسيرة أخذت مني الكثير من سنوات العمر لا يعرفها إلا أهل بلدتي الطيبة «الباحة».

ذكرت أن أزمة المسرح السعودي في الممثل وليست النص، ألا تجد أن عدم توافر معاهد أكاديمية سبب رئيسي في ذلك، وفي اعتقادك متى سيتم انشاء المعاهد المتخصصة؟

  • نعم، النصوص متوافرة، الذي لا نجده في الجعبة المحلية سنجده في الجعبة العربية والعالمية، سنجده في التراث المسرحي، والمسرح لم يعد مجرد نص مكتوب فقط بل هو الأداء بكل ما يحيط بالأداء من رهانات وآليات والممثل هو حجر الزاوية في مهمة الأداء، ولا شك أن غياب تدريس التمثيل هو أصل المشكلة أما متى فذلك متروك لجهة الاختصاص.

ما الدعم الذي يحتاجه الادباء السعوديون من وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة؟

  • لا شيء على الإطلاق، وهذه وجهة نظري الخاصة التي لا أفرضها على غيري، الأدباء والمثقفون في المملكة وفي غيرها من أرض الله لا يحتاجون شيئا من وزارات الثقافة في بلدانهم إلا الدعاء، أتمنى من القائمين على الشأن الثقافي في المملكة وفي غيرها من البلدان أن يتحروا أوقات الدعاء المستجاب ثم ليدعوا للأدباء والمثقفين بالستر فوق الأرض ويوم العرض، أما إن كانت تلك الوزارات بحاجة للأدباء والمثقفين فعليها أن تحدد ذلك وهي أدرى بشأنها مني.

 

 

حوار – هالة ياقوت

http://www.alyaum.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *