رسائل إلى مهرجان مسرحي – 2

 

 

 

 

نشرت في مقالي أمس جزءا من الكلمة التي ألقيتها باسم لجنة التحكيم في مهرجان المسرح المونودرامي بجامعة السلطان قابوس، أستكملها اليوم..
“أيها الأصدقاء، أيها المبدعون..
اسمحوا لي أن أسألكم: لماذا غيّبتم شقيقة الرجال عن فعلكم المسرحي؟، لا يكفينا ان تتحدثوا بصوتها، لا يكفيها أن تفكروا بالنيابة عنها، لا يكفي أن تبقى فقط المعادل الآخر لفعل الحب واللقاءات المتخيلة كما شاهدنا في عملين أحسسنا قليلا بحضور نون النسوة على الخشبة، نعم، هي نصفنا الأجمل، لكنها اكتمال حوارنا الفكري إذ نحلّق كنوارس تعشق الشموخ ولا مناص لها من جناحين، لتكتمل الرؤية.. مهما بعد الهدف.. لن نعذركم مرة أخرى إذا غيبتموها، بدونها لا لون للخشبة، ولا طعم.. ولا إبداع.
أيها الأصدقاء، أيها المبدعون..
لماذا كل هذا الحرمان والبكائيات على خشبة المسرح؟ ألا تكفينا تلك السحابة السوداء العملاقة في الحائط الخلفي، كانت تريد منكم، ونحن تمنينا أيضا، ضوءا لينعكس بعض الفرح في قلوب متابعيكم، لماذا لم تحملوا قضاياكم كشباب وأحلامكم كبشر، بدلا أن تقرنوا أبا الفنون بلون مسرحي واحد غلب عليه التشنج والبكاء والحالات النفسية اللاسويّة، في إشراقة وجوهكم أنتم لستم كذلك، تحت حدّة إصراركم على تغيير حياتكم نحو الأفضل لن يكون الواقع كذلك، لا تثقلوا الخشبة بهذا الكم من الهزائم النفسية التي تابعناها على الخشبة يوميا..
انتصروا للحياة .. لا تنتصروا على الحياة، ازرعوا حقول الورد إذا كانت الحياة ملأى بحقول الألغام، انثروا بعض الفرح أمام جمهوركم ليزداد قوة ويمتلأ إيمانا ويخرج من القاعة منتصرا لا منكسرا..
بالفرح نهزم سواد الأيام، بالضحكة نتغلب على دمع الواقع، تحدثوا عن قضاياكم لا عن قضايا الآخرين، كونوا مجددين لأفكاركم لا مقلدين لأفكار مستوردة..
نحتاج إلى هويتنا المسرحية لتكون صورة من هويتنا العمانية، بجناحيها العربي والإسلامي، بعمق هدوئها، وجمال اتزانها.
أيها الأصدقاء، أيها المبدعون..ختاما، أقول لكم، وأنا واحد منكم، أنصتوا إلى صوت رؤيتكم، لا إلى صوت رأينا..واجنحوا إلى مواهبكم لا إلى تقييمنا..
شكرا جامعة السلطان قابوس على اتساع صدرك لحلم كهذا، لمسرح كهذا، لإبداع كهذا..
وإن كان هناك من شكر لا بدّ منه فإنني أهديه إليكم أنتم، الجالسون كل ليلة تعايشون هذا الحلم، أنتم طلبة وطالبات جامعة السلطان قابوس، وسائر الحضور الذي كان مبدعا آخر، احترم المسرح بكل من عمل فيه وعليه.. من فنانين أو فنيين، ويبقى الحلم ما بقيت الحياة..
لا أريد لهذه الليلة أن تنجلي..لا أريد لهذا الحلم أن ينتهي..إنما.. لا بد أن تهبط الستارة على كلمتي”.

محمد بن سيف الرحبي

http://www.shabiba.com/

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *