بدأ المسرح عندي لعباً ليتحول باباً للإنسان

 

 

 

اولا اسمحوا لي .. ان اقدم لكم نفسي خارج ما هو مكتوب في الهوية الشخصية، وفي دفتر النفوس والاحوال المدنية.. وجواز السفر وكتاب التقاعد من الوظيفة والبطاقة التموينية، وخارج كل الاضابير التي لا يصلها الا حاملو الاختام بدون كلام او سلام.!

 

هاكم هويتي في مسرح الحياة التجريبي.. شعرا لا نثراً:

 

(انا المدعو يوسف.. ولدت بلا تاريخ معروف في الصيف، على سطح عال مكشوف.. بالقرب من نخلة تمر (البربن) في الفلوجة .. يقولون اني مكثت شهرين في بطن امي اكثر من الحمل المألوف..!

 

جربت عناد الدنيا كي لا اتي كاطفال الناس

 

صرخت قابلتي (الجدة فطم).. صرخت.. سيموت هذا الطفل، فقدماه قد خرجتا من رحم الام قبل  خروج الراس.

 

وراحت تتعوذ من شر الوساس الخناس..!

 

لكني وحين لامسني الماء الدافئ بكيت  بكيت بكيت..

 

حتى خافوا مني..  فضحكت ضحكت على من خاف مني.. وبعد الضحك.. اعلنت قبولي فردا.. في هذي الدنيا مضطرا لا مختارا.. قلقا شكاكا محتارا.. ولكي يجملوا كل عذابات (الاتي) اختاروا لي اسم  نبي الحسن (يوسف)..

 

فصرت.. يوسف اسماعيل عبد العاني..! صرت طفلا احبو، مات ابي وانا  طفل احبو.. الصورة تملأ ذاكرتي  حين مات ابي..

 

فارقت امي، كانت شهادة نجاحي بيدي.. وثيقة فوز عندي الثاني في الصف الثاني.. كنت في الثامنة .. بدات  احب واهوى وحدي فالعالم متسع حولي، واخي صار ابي .. وزوجته  صارت امي.. تحمل همي.. تمنح كل (شطاراتي) الحق لكي تكبر.. حتى نزواتي، كل صباباتي صارت تكبر.. وذات يوم.

 

وثبت على كرسي عال اصرخ بالصوت العالي:

 

(يا مطحنتي يا مطحنتي هاكم اسمي، اسمي يوسف.. اسمي الطحان يوسف.. يا مطحنتي يا مطحنتي).

 

قالوا: اعقل

 

سكنت امي..

 

قالوا: زد علما زد درسا واعقل.

 

(صفنت) امي..

 

قالوا: اثكل

 

ضحكت امي..

 

قالوا: اهو؟

 

قالت امي: العب.. العب..

 

لكن لا تتعب..

 

انت الشاطر، انجح  وتفوق

 

اعلم ان الماء بلا لون

 

ولون البحر ازرق

 

إعشق لعبك وإعشق حبك

 

لك مثل..!

 

ورحت امثل..!

 

{{

 

كان الخان هو المسرح وصارت  دكة بيت في خضر الياس دكة مسرح كنا نمرح، نفرح.. .. نسرح..

 

لا ندري ان كان التمثيل على المسرح.

 

ان نمرح ان نسرح ان نفرح..

 

لكن الدنيا.. كل الدنيا كانت مسرح..!

 

ومضت ايام العمر تركض تلهث

 

كانت دنيانا تجهد تعبث..

 

وكنا معها نسعى نلهو..

 

نضحك نبكي نسهو..

 

احيانا كنا عمدا نسهو..

 

نسهو عما كانوا يدعون اليه لكي نحيا..

 

ان ننتفع من (دبق) الدنيا..

 

امالا تلمع كالبرق، ثم تموت ولا تحيا..

 

صرخنا. فلتسقط كل حكايات المجد الزائف

 

ولنمحو امالا  تخبو وتموت.. بلا تابوت

 

المجد  المنشود مجد يتألق يخلد

 

رغم عذابات القهر المتواصل، رغم مرارات الهم، القاتل..

 

المجــــــــــد الخالد انسان مبدع..

 

المجد الخالد ان نحفر بئرا في الصحراء

 

ان نبعث خيرا.. ضوء  في كل مدينة

 

ان ناخذ منها الجوهر والزينة

 

ان نرسم ضحكة.. ان نزرع فكرة

 

ان نفتح بابا للانسان.. من اجل الانسان..

 

هذا ما كان وكان وكان

 

home

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *