«بعد الليل»..عندما يدفع الممثل ثمن إبداعه

 

 

 

فى هذا المسرح الذى يطلق عليه مركز الإبداع الفنى دائما ما نشاهد ما يطلق عليه بالفعل إبداع فنى، ذلك هو معظم ما شاهدته من عروض مسرحية مختلفة باستمرار عن كل ما هو معروض أو يعرض بالمسارح الأخرى، وذلك فى هذا المركز.

ليس معنى هذا أن ما تقدمه المسارح الأخرى سيىء أو غير جيد، ولكن ما أعنيه أن عروض مركز الإبداع مختلفة تماما عن عروض باقى المسارح.

المسرح قاعته ليست كبيرة ويصعب ألا تجدها كومبليه فى كل العروض على الأقل فى المسرحيات التى شاهدتها.

مسرحية هذا الأسبوع تحمل عنوان «بعد الليل» ومن وجهة نظرى رأيت أن بعد الليل سيأتى النهار وسيأتى الضوء الذى ننتظره جميعا.

المسرحية لا يريد مخرجها وكاتبها ورئيس المركز الفنان خالد جلال أن يقول إنه كاتبها.. يقول إنها رؤية، وانه استلهمها من الشباب.. الشباب الذى يقوم ببطولة هذا العمل.

ماذا يقول العرض؟

يتحدث ببساطة وأيضا بسخرية كوميدية بديعة عن المشكلات التى نعانيها حاليا.. بعضها مشكلات بسيطة والبعض الآخر عميق أو مشكلات كبيرة.

كيف الحل؟ الحل من خلال هذه السخرية البديعة التى جسدها هذا الشباب الذى تستشعر أنه لا يحب ولكن يذوب عشقا فى التمثيل.

وهذا الشباب هو أول دفعة يقوم مركز الإبداع بتدريبه، والغريب أنهم جميعا لم يسبق لهم التمثيل، وبل وأول دفعة تتعلم بالمصروفات.

كيف استخرج منهم المخرج خالد جلال هذا الإبداع.. هذه فعلا هى الموهبة التى يستمتع بها خالد جلال المشرف على هذا المركز.. مركز الإبداع الفنى الذى تخرج فيه حتى الآن أكثر من 10 دفعات انتشر أعضاؤها فى عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والأعمال الفنية بصورة عامة.

هذا الشباب الذى يقدم لنا «بعد الليل» والذى قدم له المخرج المشاهد المختلفة التى عبر عنها بروعة حقيقية، ولينجح بعضهم فى أعلى مناطق الجودة فى التعبير خاصة التعبير الساخر بالغ الذكاء.أعلم أن بعض هذا الشباب يصل يوميا للمركز من الأقاليم، وهذا بالطبع الحب الحقيقى للتمثيل والذى نجح المخرج فى استخراج موهبة كل منهم بالصورة التى جعلت قاعة المسرح تضج بالضحكات الحقيقية وليست تلك التقليدية التى عادة ما يرد بها الجمهور على الإفيهات التى اعتاد أن يضحك ويصفق لها. هنا الوضع مختلف والسخرية من مشكلاتنا التى نعاينها خاصة فى الفترة الحالية ويعزوها العرض إلى ذلك الشيطان الذى بداخل بعض الأفراد والذي يقدم لنا الكذب والمبالغة والسعى، بل والنصب للحصول على الأموال والادعاءات الكاذبة بالصلاح والتقوى وغيرها الكثير والكثير مما نعانيه بأسلوب أهم ما فيه هو ذلك الذكاء الذى يعالج المشكلات.

مجموعة من المشاهد القصيرة المتعددة التى تحركت فى تصميم حركى متميز وديكورات أبسط من كل ما شاهدته أنا شخصيا وملابس قدمتها إحدى خريجات هذا المركز وتميزت بمنتهى الجرأة والجمال فى تقريب العرض إلى المتلقى المتفرج.

بقى أن أقول لك إن هذا المركز يديره خالد جلال ويتبع صندوق التنمية الثقافية الذى يديره د. محمد أبوسعدة

 

تكتبها آمــــــال بكيـــــر

http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *