لا مسـرح في الإسـلام

 

المطّلعـون على التراث العربي الإسـلامي، يقطعون بلا شك بعـدم وجود (مسرح إسـلامي) يخضع بمحمولاته ومفاهيمه الى الفكر الإسلامي، بمعناه الفقهي – العقائدي، فكتب التأريخ والأدب في الحضارة العربية – الإسـلامية، وكذلك الصحاح السـتّة لم تذكر لنا ذلك، لكنّـها بالمقابل أوضحت وجود الغناء والموسيقا والشعر وفنون الخط والزخرفـة بشكل ساطع، في كل مراحل تطورات التاريخ العربي الإسلامي، ومن هـنا نفهم أن الدعـوات الى (مسرح اسلامي) ما هـي إلاّ أدلجة مقصودة لخنق المسرح العربي، ومن ثم ستلغيه عن فعله ومهامه التي انوجـد من أجلها.
فقـد تعالت بعض الدعـوات في هـذا البلد أو ذاك لإيجاد (مسرح اسلامي) يستجيب الى نظرة قاصرة عن آداب ومضمون المسرح، ويُجيّـر الى فكرٍ ظـلامي، وفق معايير (وهابية أو داعشية) تقتل والى الأبـد أي نشاط عقلي مبـدع في الثقافة العربية المعاصرة. *1
يستند المسرح إلى الفعل الدرامي والصراع والحوار ووجود الممثل والمتفرج بالإضافة إلى فنون الغناء والإنشاد والرقص. وفي الثقافة الغربية، أضيف إليه المخرج والبناية والخشبة أو ما يسمى بالعلبة الإيطالية والديكور والسينوغرافيا والفنون البصرية والإيقاعية الأخرى. وأصبح المسرح اليوم أب الفنون ومسرحا شاملا يضم كل اللغات والخطابات التواصلية. *2 بينما تتقاطع هذه الفعاليات مع نظرة الإسلام.
هذا وقد ظهر المسرح في اليونان مع سوفوكليس الذي كتب أول تراجيدية عالمية هي:
الضارعات، ويوربيديس وأسخيلوس وأريستوفان. وكان المسرح مرتبطا بإله الخمر ديونيسوس والابتهالات والقرابين الدينية. ويرى الفيلسوف الألماني نيتشه أن ولادة المسرح اليوناني ارتكزت على المزج بين الغريزة والعقل من خلال إله ديونيسوس رمز اللذة والخمر وإله أبولون إله العقل والحضارة. ويعد أرسطو أول منظر لفن المسرح ولاسيما في كتابه “فن الشعر” الذي حدد فيه عناصر التراجيديا الإغريقية وحصرها في ستة مقومات وهي: الخرافة، والأخلاق، والمقولة، والفكر، والمنظر المسرحي، والنشيد. وتشكل كل من الخرافة والفكر والأخلاق موضوع التراجيديا، بينما منظر المسرحي يبرز الطريقة الفنية، أما الوسائل الدرامية فهي: اللغة والنشيد. ويذهب الدكتور محمد الكغاط إلى أن المسرح الإنساني مر بثلاث مراحل أساسية: *3
1- مرحلة التمثيل الفردي عن طريق اللعب والرقص والغناء والإنشاد، إذ ولد المسرح مع الإنسان كغريزة فطرية وشعور داخلي وانجذاب سحري إلى اللعب والتمثيل، وهذا ما تؤكده الدراسات الأنتروبولوجية والإثنولوجية والاجتماعية؛
2- مرحلة الظواهر الاجتماعية، ويعني هذا أن الفعل المسرحي انتقل من ظاهرة فردية إلى ظاهرة جماعية تتكون من شخصين فأكثر، كما تتشكل هذه الظاهرة الاجتماعية من الممثلين واللّاعبين لأداء مجموعة من الطقوس الدينية والفنية. ويسمى هذا النوع من التشكيل الدرامي الاجتماعي بالظواهر المسرحية أو الأشكال ما قبل المسرحية أو الطقوس الاحتفالية؛
3- مرحلة المسرح التي ظهرت مع المسرح الإغريقي والبناية المفتوحة في أثينا ووجود النصوص الدرامية سواء أكانت تراجيديات(سوفكلوس- أسخيلوس- يوربيديس) أو كوميديات (أريستوفان).
وتطور المسرح الغربي بعد عصر النهضة، وانتقل إلى إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وأصبح الحديث عن أعلام كبار في مجال المسرح كشكسبير في انجلترا وموليير وراسين و كورناي في فرنسا و كولدوني في إيطاليا ولوبي دي فيكا في إسبانيا. وقد ظهرت كذلك مجموعة من المدارس المسرحية الغربية كالمدرسة الكلاسيكية والمدرسة الرومانسية والمدرسة الواقعية، والرمزية، والبرناسية، والدادائية، والسريالية، والوجودية، ومسرح اللامعقول، ومسرح القسوة، ومسرح الشارع، ومسرح العمال، والمسرح النفسي مع مورينو. *4، فهل سنرى في الدعوات الإسلامية للمسرح، المسرح الشيعي والمسرح السني والمسرح الوهابي والمسرح الداعشي وغيرها ؟
هذا، وقد أفرز تطور المسرح الغربي وتشكل مدارسه ظهور فن الإخراج المسرحي في أواخر القرن التاسع عشر، فأصبحنا نتحدث عن مخرجين كبار من أمثال: الدوق ساكس مينينج MeiningenSaxe وبريخت Brecht وستانسلافسكي Stanislavski وجروتوفسكيGrotowski و كولدون كريـج ;G.Craig وماكس رينهاردتM.Reinhardt وأندريه أنطوانA.Antoine وجان فيلارJ.Vilar وأدولف أبياA.Appia. *5
وإذا انتقلنا إلى المسرح العربي، فإنه يثير عدة تساؤلات وإشكاليات يمكن صياغتها على الشكل التالي: متى عرف العرب المسرح؟ هل يمكن التأرخـة له بسنة 1848م مع صدمة الحداثة وفترة الاستنبات الماروني أم بالرجوع إلى التراث العربي لاستقراء ظواهره الفنية الاجتماعية للبحث عن الأشكال الدرامية والطقوس الاحتفالية واللعبية؟ وبتعبير آخر ماهي أسباب غياب المسرح العربي أو أسباب حضوره؟ وماهي المراحل التي مر بها المسرح العربي؟ وماهي تجلياته التجريبية والتأصيلية؟ حتى نصل بدعوانا الى (المسرح الإسلامي *6) ؟
يذهب كثير من الدارسين إلى أن العرب عرفوا المسرح في الشام منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبالضبط في سنة 1848م عندما عاد مارون النقاش من أوربا(إيطاليا- فرنسا) إلى بيروت فأسس مسرحا في منزله فعرض أول نص درامي في تاريخ المسرح العربي الحديث هو” البخيل” لموليير، وبذلك كان أول من استنبت فنا غربيا جديدا في التربة العربية. ومن ثم، بدأ المسرح العربي يعتمد على عدة طرائق في استنبات المسرح الغربي كالترجمة والاقتباس والتعريب والتمصير والتأليف والتجريب وشرح نظريات المسرح الغربي ولاسيما نظريات الإخراج المسرحي وعرض المدارس المسرحية الأوربية. وكان هذا الظهور المسرحي في البلاد العربية نتيجة للاحتكاك الثقافي مع الغرب عبر حملة نابليون بونابرت إلى #مصر والشام وعن طريق الاطلاع والتعلم والرحلات العلمية والسياحية والسفارية.*7
يرى كثير من الباحثين أن العرب لم يعرفوا المسرح بشكله الغربي وذلك لعدة عوائق: دينية وحضارية وتاريخية وعرقية ولغوية. وللتوضيح أكثر فالعرب لم يتعرفوا المسرح للأسباب التالية، وفق رؤيـة الأستاذ جميل حمداوي عمرو : *8
1- (تخلف العقلية العربية المرتبطة بالبداوة والجزئيات والفكر البسيط والفكر المحسوس وانعدام الإبداع والتخييل المجرد ؛
2- لا تصلح اللغة العربية الكلاسيكية بجزالتها وفخامتها للحوار الدرامي ولا تنسجم مع مستويات التواصل في الخطاب المسرحي(جاك بيرك)؛
3- لم ير العرب في المآسي اليونانية إلا نصوصا بسيطة موزونة وأشعارا حوارية غريبة.(محمد عزيزة)؛
4- عدم فهم المصطلحات الدرامية اليونانية من قبل شراح أرسطو مما وقعوا في الترجمة الخاطئة لألفاظ” فن الشعر” من قبل المترجمين والفلاسفة العرب (بشر بن متى بن يونس،و ابن رشد…)، حيث ترجموا التراجيديا بالمديح والرثاء والكوميديا بالهجاء والدراما بالشعر(شكري عياد وعبد الرحمن بدوي…)؛
5- بداوة الحياة قبل الإسلام وارتحال الإنسان من مكان إلى آخر وعدم استقراره منعه ذلك من معرفة المسرح الذي يتطلب الاستقرار والاستيطان والتمدن الحضاري(زكي طليمات)؛
6- يمنع الدين الإسلامي التصوير والتشخيص والتمثيل، ويعد النص الديني الإسلامي كل من قام بذلك بالعقاب الشديد(أحمد أمين)؛
7- انعدام الصراع في المسرح العربي على غرار المسرح اليوناني الذي كان يعرف أنماطا من الصراعات الدرامية كالصراع العمودي” البشر في صراع مع الآلهة”، والصراع الأفقي” صراع الأفراد والجماعات فيما بينها”، والصراع الديناميكي” انهزام القدر” كما في مسرحية الفرس عند أسخيلوس، والصراع الداخلي كما في مسرحية أوديب(محمد عزيزة)؛
8- صعوبة تنظيم العروض المسرحية في مجتمع يحارب فيه رجال الأخلاق والمحافظين تمثيل الأدوار النسوية ويعود أكثر من ذلك إلى المعنى الأليم للقدر الإنساني(لويس غارديه)؛
9- يمنع الإسلام وقوع أي صراع درامي(فون جرونبوم)؛
10- إن الحضارة العربية لم تكن في حاجة إلى التعبير المسرحي(أحمد شمس الدين حجازي)؛
11- إن العرب لم يترجموا أدب اليونان وشعرهم، في الوقت الذي نقلت فلسفتهم، لإحساسهم بأن إبداعهم في الشعر والأدب يفوق كل إبداع؛
12- انعدام الحرية والديمقراطية في الدولة العربية القديمة القائمة على الاستبداد والقهر وإسكات الأصوات المنتقدة لسياسة الدولة، وهذا لا ينسجم مع الإبداع المسرحي القائم على النقد والتوجيه؛
13- انعدام الفكر الموضوعي وذلك بافتقاد الشاعر العربي لعنصر الإدراك المأساوي للحياة. فالشاعر وإن عبر عن عواطفه وأحاسيسه، فإنه لم يتطور من الموقف الفردي الذاتي إلى الموقف الجماعي العام الذي ينشأ عنه المسرح (عز الدين إسماعيل)؛
14- غياب الفكر الأسطوري لدى العرب هو الذي يمنع من إبداع مسرحيات تراجيدية على غرار المسرح اليوناني.)
* وقـد شكّل (التراث الإسلامي الشيعي) في مأساة الحسين بن علي في كربلاء (بعض مظاهر المسرح) بحكم (التمثيل للواقعـة الكربلائية، والتي نطلق عليها في العراق بـ (التشابيـه) أي إعادة تمثيل الواقعة وتكون عادة في العاشر من شهر المحرّم من كل عام هجري.
إن التراث – حسب الدكتور محمد عابد الجابري- هو” الموروث الثقافي والفكري والديني والأدبي والفني” لذلك لا يمكن تجزئة هذا التراث واستخراج (الديني) منه وجعله في (مطبّـات المسرح) الأمر الذي يتعارض فنيّـاً وأخلاقياً وروحيّـاً مع مقومات المسرح الأساسية التي ذكرناها في بداية المقال، وعليه، إذا كان ولا بـُد من إيجاد مسرح ينطلق من عناصر الثقافة الإسلامية فلا بـد من العـودة الى كتـاب (ألف ليلة وليلة) ومسرحة الأساطير والقصص التي وردت فيه، أو العـودة الى (مسرحة مقامات بـديع الزمان الهـمداني والحريري) فهما قـد خلقا فيها (أجواء المسرح كاملة) من حيث الحوار والشخصيات والنص والرؤية، مع محمولات التأثير الآيديولوجي الديني، أو مسرحة (حكاية ابي القاسم البغـدادي) لأبي المطهـر الأزدي *9
* وكان من نصيب ابن دانيال حكيم العيون المصري أن ينقل المقامة خطوة نحو المسرح فاستبدل بالراوي الفرد ظِل الشخصيات المسجدة علي ستارة مضيئة وأصبح الراوي رئيس فرقة مسرحية والجمهور المتخيل حقيقيا لابد من الدخول معه في علاقة مباشرة فعلي إقباله يتوقف نجاح الفرقة وحظها من الكسب، وهو ما يعرف بـ (خيال الظل).
وتعـد دراسة الأستاذ د. علي عقلة عرسان (المظاهر المسرحية عند العرب) *10 واحدة من الدراسات المهمّة التي حاولت ان تجـد تاريخاً للمسرح العربي لا المسرح الإسلامي، والدعوة إلى تأصيل المسرح العربي واستلهام التراث في المسرح المعاصر، ينطوي على خصوصية عربية، ليس في المضمون والمعالجة وتناول الحوادث والشخوص وتصوير البيئة في المسرح فقط، بل وفي البنية والتقنيات المسرحية، والكتاب تتبع جاد وعرض واف لهذه (الأشكال) والظواهر المسرحية عند العرب، منذ العصر الجاهلي، وحتى مطلع العصر الحديث.‏ لكنه رفض ان يربط فيه كل تلك الظواهر بمحمولها الديني الإسلامي، ولذلك قال (المظاهر المسرحية عند العرب).
وقـد شكّلت (اللّـيالي الرمضانية) في الكثير من البلدان العربية، بحكم تجلياتها الإسلامية، شكلت عاملاً لوجود (نوع من الفرجة المباشرة) في المقاهي بظاهرة فنيّة إسمها (الحكواتي) كتجلٍ مسرحي ساذج من الناحية الفنيّة، لكنه مقبول اجتماعياً، في تلك الليـالي، وقـد عرفت (مقهى النوفرة) بدمشق، و(مقهى الفيشاوي) بمصر و(گهـوة عـزّاوي) ببغـداد، هذه المجالس الحكواتية في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي القرن التاسع عشر كان أول عمل مسرحي عربي حديث قد أفتتح في بيروت هو مسرح (مارون نقاش) عام 1847 , وعرضت فيه مسرحية ” البخيل” المستوحاة من قصة موليير ؛ لتبدأ أولى خطوات المسرح الحديث الذي كان في بداياته يعتمد على الأعمال المترجمة.
وبما ان (المسرح، هـو فن تمثيل الحياة) كما يقول أرسطو في كتابه (فن الشعر) فان هيغـل يرى أن (الجمال الفني أسمى من الجمال الطبيعي، لأنه من نتاج الروح (كتابه مدخل الى علم الجمال). وبهذا المعنى الفلسفي فإن وظيفة المسرح تدخل في ثنايا الروح المبدعة لما تراه في حياتها اليومية، وليس للآخرة فيها نصيب، وهـنا يكمن معنى التعارض والتضاد بين (الإسلام والمسرح) فالإسلام آخروي والمسرح دنيوي، فعـلام تريدون خنق هذا الإبـداع الحياتي في دياجير فكرٍ لم يستطع مجاراة من أوجد للمسرح وظيفة في الحياة! وعلام هذا الخلط في المفاهيمّ، فنرجوكم أن تـدعوا الإسلام في مكانه وقـدسيته، واتركوا رجال الفقه مشغولين بـهِ، واذا كنتم فعلاً من دعاة المسرح فلا تكبلوه بقيودٍ هـو كسرها منذ الولادة. وله عالمه الخاص، يكفينا ما عانيناه من خلط السياسة بالدين، حتى أنتج لنا الحركات الإسلامية المتطرفة مثل داعش واخواتها، التي أساءت للدين وللسياسة وللأدب وللحياة وللخلق والخالق.

الهوامش:
1- تتعالى الآن في الشارقة أصوات عالية لتجسيد هذا المفهوم (المسرح الإسلامي) فقد قامت دائرة الثقافة والفنون في حكومة الشارقة بتنظيم ندوة بعنوان (رؤىً إسلامية في المسرح العربي) بتأريخ 28-9-2014م، كما اهتمت الدوائر الإعلامية والمسرحية بهذه الفعاليات كون الشارقة اختيرت عاصمة للثقافة العربية – الإسلامية لعام 2014م،
2- جميل حمداوي عمرو- المسرح العربي بين الاستنبات والتأصيل، 
3- المرجع السابق.
4- نفس المرجـع.
5- نفس المرجع.
6- يحاول الإخـوان المسلمون- في #مصر وغيرها – من البلدان العربية إيهـام أتباعهـم ومريديهم، بأن لهــم (مسرحاً إسلامياً) فقد ذكر الكاتب عبد الحليم الكناني بمقالة له منشورة على موقع (وكيبيديا الإخوان المسلمون) بتاريخ 3- اكتوبر- 2014م ما يلي :
(بدأ عبد الرحمن البنا – شقيق مؤسس الإخوان المسلمون – يسعى نحو تأسيس فرقةٍ خاصة للإخوان المسلمين، وبدأت الفرقة بدايةً متواضعةً وبذل أفرادها جهدًا كبيرًا، ويقول عن ذلك: “لقد رحلنا بفريقنا عدة رحلات في عواصم الجمهورية، وكنا أحيانًا نبيت بالمساجد” ثم تطورت الفرقة، وعُرضت مسرحياتُها التي بلغت ثماني مسرحيات على أكبر المسارح المصرية كـ”دار الأوبرا” و “مسرح الأزبكية”، ونقلتها الإذاعة على الهواء مباشرةً، ومن أمثلة العروض التي قدمها الفريق:
## مسرحية عامان في شعب: عن اضطهاد المسلمين الأوائل في شعب مكة.
## مسرحية المعز لدين الله الفاطمى: وهي مسرحية تاريخية من فصل واحد تُصوِّر دخول المعز لمصر بعد أن فتحها جوهر الصقلي (مُثِّلت على مسرح حديقة الأزبكية يوم الخميس 6 نوفمبر 1952).
## مسرحية بنت الإخشيد: التي أُلِّفت عام 1939م، ودعا فيها إلى التقريب بين طوائف المسلمين، وحذَّر من استغلال الخلافات المذهبية في إضعاف شوكة الأمة وتفريق كلمتها”، وعنها يقول البنا: “وفي رحلة من رحلات الأستاذ سعد أردش إلى الجزائر تفضَّل باصطحاب بعض مسرحياتي معه، وأخرَج منها للجزائر مسرحية (بنت الإخشيد) في 15 حلقةً مذاعةً واستُقبلت بحماس شديد وأحدثت أثرًا مدويًا”.
## المسرحية النثرية (أبطال المنصورية).
## مسرحية غزوة بدر: وقد مثلت على مسرح حديقة الأزبكية يوم الجمعة 19 رمضان سنة 1365 الموافق 16 أغسطس سنة 1946، وكان يمثل فيها عبد المنعم مدبولي، ويقوم بدور كوميدي هو دور “ضمضم الغفاري”.
## مسرحية الهجرة: ويقول البنا عنها في ذكرياته “وأذكر أن مسرحية (الهجرة) التي عُرضت على مسرح الأزبكية يوم الأربعاء 26 نوفمبر 1947 وأذاعتها محطة الإذاعة المصرية قد توافد علينا كثيرٌ من رجال السينما للتفاوض في إخراجها سينمائيًّا”.
## مسرحية صلاح الدين الأيوبي)
ومن هنا ندرك سعي (الإخوان المسلمون) جعل تاريخ المسرح المصري تحت عبائتم، بشكل أو بآخر.
7- جميل حمداوي عمرو- المسرح العربي بين الاستنبات والتأصيل .
8- المرجع السابق.
9- لقد نسب المستشرق آدم ميتز هذه الحكاية الى أبي المطهر الأزدي، ونشرها عام 1902م- طبعة هايدلبرغ، إلاّ أن المحقّـق العراقي الأسـتاذ عبود الشالݘي أشــار الى ان (هـذه الحكاية) ما هـي إلاّ (الرسالة البغـدادية) المفقودة من كتب أبي حيّـان التوحيدي، وأعاد نشرها باسم (الرسالة البغدادية لأبي حيان التوحيدي، وصدرت عام 1997م منشورات دار الجمل في ألمانيا.
10- د. علي عقلة عرسان – الظواهر المسرحية عند العرب – منشورات اتحاد الكتّـاب العرب بدمشق 1981م، وطبع عـدّة طبعات.

khairallasaid@gmail.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *