المسرح أول وسيلة ترفيهية وتثقيفية للمصريين.. بدأ في عهد نابليون بونابرت.. تطور مع الخديوي إسماعيل وظهرت فيه روح التمدن الفني.. إنشاء مسرح وطني 1921.. ويوسف إدريس ونعمان عاشور أبرز المؤثرين في مسيرته

 

 

 

للمسرح المصري مسيرة دامت سنوات، فكان أول الفنون الترفيهية والتثقيفية التي عرفها الشعب المصري، واستطاع أن يغير ويطور من فكر الشعب المصري بدرجة تجعلنا نقف للمسرح ونرفع له القبعة إجلالا وتكريما لدوره الجليل.

“بداية المسرح”
يعود تاريخ دخول المسرح مصر إلى عهد نابليون بونابرت عندما احتل مصر في أواخر القرن الثامن عشر، وكانت جريدة (كورييه دى ليجيبت) أول جريدة حاولت الترفيه عن جنود الحملة الفرنسية في مصر وذلك بنشرها إعلانات عن نوادي وملاهي اجتماعية، ولم تقتصر الجريدة عن نشر هذا الإعلان فقط بل اتبعته بإعلانات كثيرة، فنشرت إعلانا عن جمعية للتمثيل في القاهرة في 20 ديسمبر سنة 1800 بتمثيل مسرحيتين إحداهما لـ”فولتير”.

“أول الأعمال المسرحية”
تعتبر أقوال الرحالة من البدايات المسرحية في مصر أيضا وأهمهم على الإطلاق وكان “إدوارد وليم لين”، هو من رصد أول مسرحية، بصورة تفصيلية لفرقة “المحبظاتية”.

وأهمية هذه الإشارة ترجع إلى أنها أول نص لمضمون مسرحية منشور من قبل لين في كتابه “عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم”.

“مرحلة التطوير”
دخل المسرح مرحلة التطوير في عهد الخديو إسماعيل الذي أظهر فيه روح التمدن الفني، وذلك من خلال أمثلة عديدة يأتي على رأسها افتتاحه للمسرح الكوميدي الفرنسي والذي تم افتتاحه يوم 4 يناير سنة 1868 بعد أن وضع أساسه في 22 نوفمبر سنة 1867 وقد قرر الخديوي إسماعيل أن يجعل المسرح تحت إدارة الخواجة منسي ويتخذ من الأزبكية مكانا للمسرح وشهد هذا المسرح عام 1885 أول موسم مسرحي لفرقة أبو خليل القباني بالقاهرة، كما قدمت فرقة إسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي أشهر أعمالها من عام 1891 إلى 1905. وكان عام 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازي.

“مسرح وطنى”
وشهدت الساحة المصرية ما بين عام 1905 إلى عام 1920 دعوة للتزايد في إنشاء مسرح وطنى مع مطالبات بخروج قوات الاحتلال الإنجليزي عن مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وبالفعل يتأسس “المسرح الوطني” عام 1921 في مبنى “تياترو” الخديوي بحديقة الأزبكية حيث بدأ في عرض أربع مسرحيات يومية، وفي عام 1935 أنشئت الفرقة القومية المصرية بقيادة الشاعر خليل مطران لتقديم عروضها على خشبة المسرح الوطني، إلا أنه تم حلها في عام 1942 لتقديمها أعمالا ضد الاحتلال.

“ثورة 23 يوليو”
وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 التي طردت الاستعمار، وأنهت الحكم الملكي في البلاد، تحوَّل اسم المسرح الوطنى إلى “المسرح القومي”، وتأسست به فرقتان مسرحيتان هما “الفرقة القومية المصرية”، و”فرقة المسرح المصري الحديث”.

“تأثير الكتاب على المسرح”
في وقت شهد فيه المسرح رواجا غير مسبوق بفضل كوكبة من الكتاب المسرحيين والمبدعين الذين دشنوا مرحلة جادة وجديدة في تاريخ المسرح المصري أبدعها زخم الخمسينيات والحلم الثوري، وكان من بينهم: يوسف إدريس، ونعمان عاشور، وسعد الدين وهبة، وألفريد فرج، ولطفي الخولي، ومن المخرجين عبد الرحيم الزرقاني، وسعد أردش، ونبيل الألفي، وكرم مطاوع، وتألق عمالقة تمثيل المسرح على خشبته وفي مقدمتهم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، وعبد الله غيث، وحمدي غيث، وشفيق نور الدين، وحمدي أحمد، وغيرهم، وفي السنوات الأخيرة شهدت عروض المسرح القومي إقبالا جماهيريا عبر مشاركة فنانين كبار في عروضه التي يبرز منها مسرحية “أهلا يا بكوات” بطولة حسين فهمي وعزت العلايلي، ومسرحية “الملك لير” بطولة الفنان يحيى الفخراني التي عرضها المسرح منذ ما يقرب من 6 أعوام.

“تراجع المسرح”
ووصل المسرح في تلك الأيام ليشهد حالة من الرقود والإهمال الشديد من قبل المسؤلين والجمهور العاشق له الذي اتجه إلى السينمات والفضائيات لمشاهدت كل ما هو حديث من أفلام عربية وأجنبية مما عاد بالسلب على المسرح المصرى إلى درجة لم يشهدها من قبل منذ نشأتها ودخوله مصر ووقف بعض الأعمال.

 

جمال عاشور

http://www.vetogate.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *