«طرارة».. مسرحية!

 

 

 

المسرح نشاط إبداعي فكري وهو يسمى أيضا «أبو الفنون»حيث كانت خشباته في العصور القديمة تشهد مناقشة قضايا حساسة سواء كانت سياسية أو اجتماعية تعاني منها الشعوب لعل وعسى ان تكون لها حلول، حيث كان يحظى باحترام كبير لدى الغرب الذين كانوا يحضرون إليه وهم يرتدون أرقى الملابس لمتابعة ما يعرض في خشباته، ولكن للأسف المسرح في الدول العربية لا يحظى بتلك الأهمية الموجودة عند الغرب لأن قضاياه المطروحة فوق خشباته مستهلكة إلا ما ندر من الفنانين المخلصين لهذا الفن الجميل.

المسرح في الدول العربية للأسف فقد هيبته واصبح «منبوذا» لعدم اهتمام واحترام القائمين عليه رغم محاولات بعض الفنانين إعادة هيبته إلا أن تلك المحاولات لا تجد الدعم الكافي خصوصا بعد ظهور فئة من الفنانين «المتمسرحين» كمنتجين همهم الأول والأخير الربح المادي من خلال مسرحياتهم الموجهة للكبار أو الأطفال بعيدا عن القيمة الفكرية التي تحملها مسرحياتهم «النص كم» حيث وصل الأمر فيهم للإعلان عن مسرحياتهم بتذييلها بعبارة «يوجد توصيل تذاكر للمنازل مجاناً»، وذلك بحجة توفير الجهد للجماهير كما يقولون وهو بالأصل إساءة مبطنة لفن المسرح الذي تحول من خلال تلك العبارة لنوع من «الاسترزاق» أو «طرارة» خصوصا ان مثل هذه الإعلانات التي تشبه إعلان مطاعم الوجبات السريعة لا تجد لها أصلا في الدول الغربية التي دخلها هذا الفن الجميل منذ عصور قديمة لأنهم يحترمون هذا الفن ويقدرونه، وهذا الأمر غير موجود في بعض الدول العربية التي تسمح لمن يرتدي «شورت» بدخول المسرح بل وجلوسه في الصفوف الأولى!

مثل هذه الإعلانات المستفزة نجدها حاليا في بعض إعلانات المسرحيات لدينا في الديرة وانتشرت بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، لذا يجب على المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب متابعتها لمحاسبة من وراءها ولإعادة هيبة «أبو الفنون» لمكانته الطبيعية حتى لا تضيع جهود الفنانين المخلصين على خشباته!

 

مفرح الشمري

http://www.alanba.com.kw/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *