مهرجان المسرحيات القصيرة يلامس الهموم الإنسانية

 

 

 

تستعد إدارة المسرح في دائرة الشارقة للثقافة والإعلام لتنظيم النسخة الثالثة من مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في كلباء، الذي أطلقته منذ ثلاث سنوات بهدف إحداث حراك مسرحي في المنطقة الشرقية، وفتح الباب أمام هواة المسرح للدخول في تجربة مسرحية حقيقية لا تضع شروطاً مسبقة للمشاركة سوى حب المسرح والاستعداد للعمل الجاد، ويركز المهرجان بشكل خاص على إعداد المخرجين، وقد حددت اللجنة المنظمة لهذه الدورة مجموعة من النصوص العالمية لكي تكون هي موضوعات العروض، ووضعتها بين أيدي المشاركين لكي يختار كل منهم ما يراه مناسبا له منها .
جاء توزيع الأعمال بعد الاختيار على النحو التالي: مسرحية “العطش” ليوجين أونيل سيتولى إخراجها سعيد الهرس المسماري وهي التجربة الإخراجية الثالثة له في المهرجان، وقد فاز بالجائزة الأولى في الدورة الأولى، وهو مخرج واعد تحرص إدارة المهرجان على إفساح المجال له لكي يتابع تجربته وينضجها، وتعالج المسرحية حالة إنسان تتوافر له كل مستلزمات الحياة وكل الملذات لكنه يفتقد الماء، وهي من المسرح التعبيري الذي يعتبر أونيل أحد أعظم كتابه، وهناك مسرحية “الصرير” ليوسف العاني وسيتولى إخراجها حسين الجاسم، وهو أيضاً من الشباب الواعدين الذين واكبوا المهرجان وأثبتوا جديتهم في العمل، وتطرح المسرحية موضوع الإنسان الذي يفقد كل أحبته ويفقد بالتالي الأمل في الحياة ويبقى ينتظر اللحظة التي سيلتحق بهم فيها، ويسعى الجاسم إلى أن يقدم المسرحية برؤية فيها شيء من الأمل، أما مسرحية “جان دارك” لبرتولت بريخت فقد اختارها رامي مجدي الفائز بجائزة الدورة الثانية، وهو مخرج يتمتع برؤية متميزة تؤهله إذا ما واصل اجتهاده لأن يصبح مخرجا كبيرا، وقد حرص على المشاركة في المهرجان منذ بدايته، ويعالج النص الذي اختاره موضوع الحرية وهو أحد المواضيع الإشكالية في نصوص بريخت، أما مهند كريم الذي يشارك للمرة الثانية فسيقدم مسرحية بعنوان “رجال تحت الشمس”، وهي فكرة توليفية من عدة نصوص مسرحية وشعرية وقصصية تشي بجراءة هذا الشاب الطموح المحب للمسرح .
مسرحية “نزهه في ميدان المعركة” لفرناندو أربل كانت من نصيب عائشة الشويهي في تجربتها الثانية في المهرجان، وتعالج المسرحية فداحة الحرب، وما ينشأ عنها من فجائع حيث تحول الحياة إلى جحيم، والشويهي قادمة من المسرح المدرسي مثلها مثل زميلها محمد جمعة علي الذي يقدم أولى تجاربه في المهرجان هذا العام من خلال مسرحية “من منا؟” لعزيز نيسين، الذي يصنف بأنه أحد كتاب الكوميديا السوداء، ويعالج نصه قضية البحث عن مخرج في زحمة المشاكل والمآسي التي تحاصر الإنسان، فاطمة الدرمكي بدورها تقدم تجربتها الإخراجية الأولى وهي مسرحية “تواضع” لبول هرفيو، وتنتمي إلى المسرح الواقعي، وتعالج جانباً من قضية المرأة التي كانت مطروحة بقوة في أوروبا في القرن التاسع عشر .
ويقول الرشيد أحمد عيسى المشرف الفني للمهرجان عن هذه الاختيارات والمشاركين: “مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة هو بالدرجة الأولى مهرجان لإعداد المخرجين وتكوينهم وتطويرهم، ولذلك نسعى لإكسابهم مزيداً من المعرفة، فلكي تكون مخرجاً ذا رؤية متميزة لا بد لك من أساس معرفي شمولي، ولا بد أن تطلع على المنجزات الكبرى للمسرح العالمي بمختلف توجهاته، ومن هنا أصرت إدارة المهرجان على أن يكون المسرح العالمي هو المتن الذي يختار منه المخرج المتدرب المسرحية التي سيقدمها، لكي يطلع على الظاهرة المسرحية بتاريخها ومناهجها ومختلف أزمنتها، لذلك ننتخب عدة نصوص عالمية، نراعي فيها التنوع من حيث الاتجاه المسرحي والفترة الزمنية والموضوع المطروح” .

 

محمد ولد محمد سالم

http://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *