’’دكاكين‘‘ أول عرض مسرحي بدون رقابة الأسد.. وفي أخطر مدينة بالعالم!

 

 

 

قدمت فرقة “طريق الخبز” أولى عروضها المسرحية  بعنوان “دكاكين” في صالة أفراح مهجورة على إحدى جبهات القتال مع قوات النظام في حلب المحررة، كعرض مسرحي أول يقدم على خشبة مسرح في سوريا دون المرور على مكتب الرقابة منذ أكثر من 50 عاماً مضت.

وتدور فكرة “دكاكين” حول متسلّقي الثورة الذين بدّلوا اتجاهاتهم مع مصالحهم على حساب الثوار من نشطاء، ومقاتلين، ويسلّط العمل الضوء على خمسة نماذج من “تاجر، وأستاذ، وعسكري، وإعلامي، وسياسي” وكيف تبدّلت إيديولوجية الشخصيات خلال الثورة بحسب ما يتطلّب التمويل، أما ضمير الثورة، والشعب فيجسّده مجموعة من “متظاهر، وملثم، وموظف، وشيخ، وشيطان”.

وفي تصريح خاص لمراسل “أخبار الآن” قال كاتب ومخرج العمل سلمان محمد: “ساد فريق العمل حماس دفعهم لتقديم عمل يمثل الثورة في وقت سريع، حيث وضعت شروط للمشاركة أهمها غياب الشخصية المطلقة  للابتعاد عن أنانية النجومية، وأن يكون المشارك أحد شباب الثورة، ورفض الفريق الدعم المادي من كل جهات الدعم رغم كثرة العروض التي انهالت من مؤسسات خارج سوريا، وأنجز العمل بدعم فردي من فريق العمل وبعض نشطاء الثورة”.

وعن سبب رفض فريق “طريق الخبز” للدعم قال سلمان السوري من أصل فلسطيني: “أي جهة ستقدم دعم سوف تشترط وضع شعارها، وترفع من قيمتها، وتستفيد مالياً من خارج سوريا ، وبالتالي التسلق على الثورة، ونحن بمسرحية (دكاكين) ننتقد المتسلقين، وعليه نرفض أي دعم مادي من المؤسسات والمنظمات مهام كان المبلغ كبيراً”.

وعن سبب تقديم العمل في أخطر مدينة في العالم حلب أكد المخرج: “مازال هنا مدنيون رغم الموت، والحرب، ولهم الحق بالتعرّف على مختلف الفنون، وأغلب عائلات حلب المحررة لم تحضر عمل مسرحي في حياتها، وحقها، وواجبنا كنشطاء أن نقدّم لها ذلك”.

وعن الجانب الفني أكد المخرج: “لم يتم الاعتماد على مدرسة مسرحية واحدة في -دكاكين- حيث تم الدمج بين أكثر من شكل فني مسرحي مثل الكوميديا السوداء، والتراجيديا، والفنتازيا، وتم تجهيز الإضاءة من قبل ناشط مختص، وتدرب فريق العمل على أجهزة الصوت لتناسب العرض، لإرضاء الجماهير التي تفاعلت مع العرض، وكانت ردة فعلها رائعة، حيث صفقت وضحكت وبكت لدرجة أن الجماهير التي زاد عددها عن الـ150 خرجت بمظاهرة بعد العرض كردة فعل على المتسلقين”.

ونوه المخرج: “كل ثورات العالم، وكل حركات التغيير كان لها معبر فكري، واجتماعي، والثورة السورية تفتقد لهذا الشيء، خاصة على الأرض، ومن الصعب تقديم شيء نابع من فكر، ولكن الثورة السورية بحاجة للبداية، ويشرفنا أن نكون أول من وضع حجر الأساس في الجانب الفكري، حيث سنواصل في فريق -طريق الخبز- بعد عرض مسرحية دكاكين، تقديم الأعمال  الفكرية من فن تشكيلي، ومعارض رسوم، وعروض غنائية وشعرية، وندوات، وحوارات فكرية لرفع مستوى الأدب في الشارع السوري”.

أما الأشقر صلاح الذي لعب دور المدرس في مسرحية “دكاكين” قال لمراسل “أخبار الآن”: “الهدف من المسرحية تسليط الضوء على متسلقي الثورة من خلال تحويل المؤسسات الثورية لدكاكين تهدف لجمع المال، وبناء الأمجاد الشخصية، وإبعاد الثوار عن تحقيق أهداف الثورة، من خلال دكان توجيهي، وتعليمي، ودكان إغاثة، ودكان إعلامي، ودكان سياسي، ودكان عسكري”.

وأشار الأشقر أن فرقة “طريق الخبز” تعمل بكل الفنون الثقافية، ولا تعمل وفق توجه ايدلوجي معّين، وما تقدّمه من أعمال يتوجّه لمختلف الاتجاهات، كما تهدف لرفع القيمة الجمالية في المجمتع السوري، والهدف وطني ثوري، وأعضاء الفريق يؤمنون بأن بالوطن هو أساس انتصار الثورة.

وعن المعوقات أكد الأشقر صلاح: “كان هناك صعوبة بالصوت بتقديم العمل في صالة واسعة، ونفذنا العمل دون (مايكروفونات)، وواجهتنا صعوبات في التدريب على العرض، لكن الحماس، والرغبة في إعادة الثورة لمسارها الصحيح عبر النقد البناء كان دافعاً لنا للتجاوب مع المخرج الذي بذل مع الفريق جهداً كبيراً”.

يشارك في العمل المسرحي 22 ناشطاً بينهم 14 ممثل بين شخصية رئيسية، وثانوية، ويقدم الفريق 3 عروض أمام جمهور متنوّع من النشطاء المدنيين والعسكريين، وهناك عرض مفتوح للراغبين بالحضور، ولم يحدد مراسل “أخبار الآن”، مكان العرض بالتحديد بناءً على طلب فريق العمل خشية استهداف خشبة المسرح بالقصف الجوي.

تشكل الفريق من مجموعة ثوار من خلفيات مختلفة (أطباء، عسكريين، إعلاميون٫ نشطاء في المجال الإغاثي)،ومناطق متعدّدة من حلب، وطرطوس، وحماه، واللاذقية، وإدلب أما مخرج العمل فهو فلسطيني سوري.. وتوقع الفريق أن تعطي العروض دفعاً معنوياً لسكّان مدينة حلب المنهكين من القصف الجوي.

حسب فريق العمل، سمّي الفريق بـ “طريق الخبز” لأن المسرح غذاء روحي، وفكري وكما يقول السيد المسيح (ليس بالخبز وحده يحيي الإنسان)، وبالخبز ترسم الفرقة طريق الفن المسرحي في سوريا الجديدة.. تم اختيار الاسم بناءً على اسم شارع المسارح في نيويورك (Broadway)، المدينة الأكثر أمناً في العالم.

 

 

(عمار البكور)

http://www.alaan.tv/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *