‘نون’ تحارب الدولة الاسلامية بفن المسرح

 

عرضت في العاصمة بغداد مسرحية “نون” التي تحارب التشدد الفكري والطائفي للدولة الاسلامية وتنتقد تهجير المسيحيين العراقيين على يد التنظيم المسلح والمتطرف.

ويرجع تاريخ المسيحية في العراق إلى القرن الأول الميلادي وكان العراق تقليديا موطنا لكنائس شرقية مختلفة كاثوليكية وأرثوذكسية وكان وجودها علامة على التنوع العرقي والديني في العراق.

ونزح كثير من المسيحيين داخل العراق أو اضطروا إلى الهجرة إلى الخارج نتيجة للصراعات بدءا من الحرب العراقية الإيرانية إلى الهجمات الطائفية، وخلافا للسنة والشيعة والأكراد ليس للمسيحيين ميليشيات تحميهم.

وقال رؤساء أساقفة من بغداد والموصل وكركوك إن العنف في العراق يعجل بنهاية الوجود المسيحي الممتد لما يقرب من ألفي عام حيث تفر القلة الباقية من المسيحيين هناك هربا من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

واعرب مسيحيون عراقيون فروا من مجازر الجهاديين ولجئوا الى كنائس كردستان العراق حيث تمكث عدة عائلات في غرفة واحدة، عن فقدان الامل في العيش في بلادهم وأنهم يتطلعون الى الهجرة.

في رسالة مفتوحة نشرت الاحد، اعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو “مستوى الكارثة بلغ الحدود القصوى”.

وأضاف البطريرك، الذي يرأس مجمع الاساقفة الكاثوليك في العراق، “ينبغي فعل شيء لإنقاذ هذا الشعب الذي يملك تاريخا في هذه الارض منذ البدايات”.

ونظم الفنانون العراقيون وقفة احتجاجية ضد استهداف المسيحيين في العراق من قبل دولة الخلافة، وكانت أداة احتجاجهم العمل المسرحي الذي أطلقوا عليه اسم “نون”.

وتبنى العديد من الناشطين والفاعلين في المجتمع شعار “نون” مؤخرا لرمزية الحرف.

ونون هي الحرف الأول الذي أخذت ترسمه دولة الخلافة على بيوت المسيحيين الذين هجّرتهم في الموصل والمأخوذ من كلمة “نصراني”.

وتعتبر المسرحية رسالة احتجاج صريحة للأوضاع التي حصلت في بلاد النهرين من فتنة طائفية استهدفت جميع الطوائف، وتسلط الضوء على أوضاع النازحين والمهجرين الذين تركوا بيوتهم بسبب العمليات العسكرية لدولة الخلافة، كما أنها انتقدت استهداف حضارة وادي الرافدين وتدميرها.

وتمثّل المسرحية أول عمل فني يتصدى لمعاناة النازحين، وهي فكرة وإشراف الفنان عاصم جهاد، وكتابة النص لماجد درندش، أما الإخراج فكان لصائد الجوائز كاظم نصار الذي أسند الأدوار لنخبة من نجوم المسرح العراقي.

ويقول المؤلف ماجد درندش: “إن عرض (نون) هو احتجاج على تهجير آﻻف العراقيين بسبب الهجمة الهمجية من قبل عصابات الدولة الاسلامية وما لهم ومن معهم من مؤيدين ومساندين”.

وقال المخرج كاظم النصار ان “العرض عبارة عن ترجمة لما يجري في مختلف المحافظات العراقية اليوم، واضاف ان علينا كمسرحيين أن نقف احتجاجا ضد هذا التهجير، حيث هذه هي الهجرة الخامسة الكبرى في تاريخ العراق المليء بالفواجع والنكبات والكوارث”.

وتابع: “هذا الاقتلاع القسري للعراقيين الذين يشكّل بعضهم هوية العراق الحضارية القديمة وحملة ثقافة وادي الرافدين، لابدّ أن يقاومه الإنسان بما يملك، وأشد أدوات الثقافة فاعلية هو المسرح”.

وأكد أن “العرض أقرب إلى القصائد الممسرحة، وقد تفاعل أبطال المسرحية كثيرا مع النص، وجسدوا الأدوار المسندة إليهم بتألق وإبداع، إيمانا منهم بقضية حرب العراق ضد دولة الخلافة عموما، وإعلانا لتضامنهم مع النازحين على وجه الخصوص”.

وقال اساقفة كانوا في زيارة إلى بروكسل طلبا لمساعدة الاتحاد الأوروبي إن الحرب والصراع الطائفي قلصا عدد السكان المسيحيين في العراق إلى حوالي 400 ألف بعد أن كانوا 1.5 مليون قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وحتى الذين ظلوا في العراق يغادرونه الآن إلى تركيا ولبنان وأوروبا الغربية.

وحاول زعماء المسيحيين في أنحاء العالم العربي الذين أزعجهم صعود الإسلاميين المتشددين في أعقاب انتفاضات الربيع العربي تأكيد تاريخهم الطويل في المنطقة وحثوا المسيحيين على عدم المغادرة.

 

http://www.middle-east-online.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *