“نون” أول مسرحية عراقية تقاتل “داعش” فنياً

 

عادة ما تكون الوقفات الاحتجاجية لمجموعة من الأفراد الرافضين لوضع أو موقف معين ليعلنوا رفضهم له في شكل علني حضاري سلمي، وتتنوع الوقفات من وقفات صامتة الى وقفات رمزية ووقفات بهتافات ووقفات ذات حشد بوجود منصات وكلمات وبرنامج كامل طويل.
الفنانون العراقيون بدورهم نظموا وقفة احتجاجية ضد استهداف المكوّنات العراقية من قبل “داعش”، وكانت أداة احتجاهم عمل مسرحي أطلقوا عليه اسم “نون”.. ونون هي الحرف الأول الذي اخذت ترسمه “داعش” على بيوت المسيحيين الذين هجرتهم في الموصل والمأخوذ من كلمة “نصراني”.
وتمثّل المسرحية أول عمل فني يتصدى لمعاناة النازحين، وهي فكرة وأشراف الفنان عاصم جهاد، وكتابة النص لماجد درندش، أما الإخراج فكان لصائد الجوائز كاظم نصار، الذي اسند الأدوار لنخبة من نجوم المسرح العراقي.
وتبنى العديد من الناشطين والفاعلين في المجتمع شعار “نون” مؤخرا، لرمزية الحرف الذي يختم مفردات الجمع المشيرة إلى الأطياف من “المسلمين ” و”المسيحيين”، فضلا عن كونهم “عراقيين”.
اختلاط التصفيق بالدموع
طموح العمل، كما يقول صاحب الفكرة عاصم جهاد، أن ينتقل من خشبات المسارح المغلقة الى الفضاء المفتوح أمام خيام النازحين وتجمعاتهم ليروا كيف يجسّد الفنان معاناتهم وكيف أنهم في ضمير ووجدان أي انسان عراقي.
في حين أكّد الممثلون أنهم سعوا الى تقديم صرخات من مختلف الطوائف العراقية ضد ما حصل في بلادهم، فالعمل محاولة لمناجاة الضمير وليس متعة للعين أو الإذن فقط.. وربما هذا هو سرّ تعاطف الجمهور الكبير الذي اختلط تصفيقه بدموعه ووقف يصفق طويلا لمن جسّد الأدوار بحرفية وانتماء.
يشار الى أن من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، لا بدّ أن يلاحظ انتشار حرف “ن” باللغة العربية بشكل كبير، حيث أصبح رمزاً عالمياً للتضامن مع مسيحيي الموصل المهجرين ولمحاربة التمييز الطائفي والتطرف الديني بشكل عام.
العربية نت

http://fan.elfagr.org/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *