المسرح المدرسي وسيلة تربوية ناجحة لبناء شخصية الطفل اقرأ المزيد : المقال كامل – المسرح المدرسي وسيلة تربوية ناجحة لبناء شخصية الطفل

 

أنشطة المسرح المدرسي، ليست مجرد متعة لسد فراغ الطفل، بل هو وسيلة تربوية لنقل المعلومة العلمية الصحيحة، وكل ما هو نافع وناجح لبناء شخصيته وكيانه، عبر فنون المسرح وعالمه الخاص لما، له من تأثير نفسي وسلوكي في حياة الطفل، يعتبر متمماً للعملية التربوية برمتها. والطفل يرتبط بشكل جوهري في التمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما يتخيل ويتحدث مع لعبه، عبر سيناريو يؤلفه ويخرجه ويمثله الطفل ذاته، لذلك تكون علاقته بالمسرح اندماجية منذ الصغر.

 

 

هناء الحمادي (أبوظبي) – حول دور المسرح في تنشئة الأطفال، تقول المعلمة شيخة محمد درويش، إن العمل المسرحي المدرسي يتطلب تفهماً واسعاً ودقيقاً لنفسية الطفل وظروفه وإمكاناته المختلفة، باعتباره عملية أساسية في العملية التربوية، مستشهدة بمقولة مارك توين الكاتب الانجليزي المعروف «أعتقد أن مسرح الأطفال من أعظم الاختراعات في القرن العشرين، لأنه أقوى معلم للأخلاق وخير دافع للسلوك الطيب»، وعليه فإذا أردنا كمربين تربويين وكمختصين في مجال المسرح تفعيل دوره في التربية للعملية التربوية، علينا أن نكتب له ونترجم ما نكتبه إلى واقع حي ملموس ومحسوس للوصول إلى تلك الأهداف.

تنمية العقل

وأضافت، إن مسرح الأطفال يعد واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية، وهو فناً درامياً موجه للأطفال يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات متحركة على المسرح، مما يجعله وسيلة مهمة من وسائل تربية الطفل وتنمية شخصيته خاصة، إن الطفل يرتبط ارتباطا جوهريا في التمثيل منذ سنوات عمره الأولى من خلال لعبه وحياته بين الأهل والأصدقاء، حيث ينسج من الوسط المحيط به قصصاً يتخيلها حقيقية ويتفاعل معها، الأمر الذي يؤثر على تنشئته وحياته المستقبلية.

قاموس لغوي

ولفتت مدرسة النشاط المدرسي لمياء الحجار، إلى أهمية مسرح الطفل، حيث يحقق تسلية الطفل وإمتاعه، إثراء قاموسه اللغوي، وتنمية قدرته على التعبير، واكتسابه قيما تربوية وأخلاقية، بالإضافة إلى اعتبره وسيلة لتخفيف الضغوط النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس سيما للأطفال المشاركين بالتمثيل، بجانب تنمية القدرة على الصبر والتحمل، وتنمية الذوق الفني والجمالي، التي تكسب الطفل العديد من العادات الاجتماعية والقيم السلوكية الجميلة، وتجعله أمام عالم ينبض بالحياة ويشع بنور الأضواء.

كما لفتت إلى أن المسرح المدرسي وسيلة لمعالجة الانطواء وعيوب النطق، كما يحرك مشاعر الأطفال ويهذبها على نحو سامي، وأيضا هو وسيلة مهمة في تنمية الأطفال عقليا ونفسيا واجتماعيا وعلميا ولغويا، وينمي التأمل والاستنتاج واستيعاب طاقته الحركية واستغلال نشاطه، بالإضافة إلى تنمية الروح الاجتماعية عند الأطفال، كما يوضح التواصل والتفاعل الحي والمباشر بين جماعة التمثيل على خشبة المسرح وبين جمهور المشاهدين في المجتمع المدرسي، ويشجع التلاميذ على التفاعل مع النشاط المسرحي ونقده سلباً وإيجاباً.

وتستطرد الحجار، إذا كان المسرح بمفهومه العام يخاطب كل الشرائح العمرية والاجتماعية على اختلافها المطلق من أجل إيصال رسالة مهمة، فإن المسرح المدرسي يتجاوز بأهميته أبعد من ذلك بكثير، نظرا للفئة العمرية التي يستهدفها، هذه الفئة ذات الأذهان الرطبة، التي من السهولة تأسيسها على القيم الحميدة والسلوكيات السليمة، باعتبار المسرح وسيلة فاعلة وناجحة لتوصيل الأفكار والمعلومات وترسيخها في أذهان المتلقيين، وذلك بعد وضعها بقوالب درامية وحوارات شيقة وباستخدام لغة ومفردات سليمة، ونكون بذلك قد حققنا الهدف الأساسي بإيصال المعلومات وتثبيتها في أذهان الطالب، لتصبح بعد ذلك من المعارف المكتسبة.

وحول ارتباط المسرح بالدراسة، أشارت لمياء الحجار إلى أن الأنشطة المسرحية تساهم في كسر جو الملل والرتابة وأسلوب التلقين، فيصبح الدرس أكثر حيوية من السابق، لا سيما أن الطالب سيستنفر كامل حواسه لاستقبال المعلومة، مما سيجعل التفاعل الذهني للطالب في أعلى مستوياته لاستقبال المعلومة، ومن هنا فإن المدرسة يقع على عاتقها أن تعمق دور المسرح المدرسي وتوضيح حقيقة هذه الإستراتيجية لكل من الطالب وأهله، وأن تنفي الهامشية والجانبية عن هذه الأداة التعليمية، وإلغاء النظرة القصيرة، التي تشيع بأن المسرح المدرسي نشاط لا أخلاقي قد يتسبب بتراجع أداء الطلبة الدراسي، وأنه قد يؤثر على تحصيلهم العلمي.

روح المغامرة

أما فاطمة إبراهيم البلوشي أخصائية نفسية، فقالت، هناك مجموعة أنواع مختلفة من المسرحيات المدرسية، منها الاستعراضية التي تعد أكثر ما تشد انتباه الأطفال في سن السادسة لما بها من أحداث تعتمد على الحوارات والبناء الدرامي المعقد. وتضيف ينقسم المسرح إلى مراحل حسب نمو الطفل فمن عمر 6 إلى 8 سنوات، تعتبر هذه الفترة ازدهاراً لخيال الطفل نحو آفاق عقلية جديدة، ومن 9 إلى 12 سنة، فهذه المرحلة ينتقل فيها الطفل من عالم الخيال إلى الواقع، ويتقدم من البسيط إلى المعقد ويميل إلى الأعمال التي تظهر فيها المنافسة والشجاعة وروح المغامرة والتمثيل ويزداد الاهتمام بنوع المسرحيات التي يمتزج فيها الغموض بالبطولة بعكس البنات فيبدو ميلهن إلى المسرحيات التي تدور حول العواطف، بينما الطفولة المتأخرة أو المراهقة من 12 إلى 16 عاما، فتعد مرحلة رومانسية، حيث تزداد علاقات الفرد الاجتماعية اتساعاً مع محيطه الاجتماعي، وبالتالي فإن المسرحيات المقدمة خلال هذه الفترة تخاطب العقل والوجدان ، ويفضل التركيز خلالها على الأعمال التاريخية والدينية، وتأكيد المثل العليا التي تساعد على تنمية شخصية الطفل وتوسيع مداركه وتدعيم القيم الأخلاقية لديه، وبناء العلاقة الحقيقية الصحيحة، وتعليم الأطفال المخارج الصحيحة وتهذيب لغتهم وصقلها وتمكينهم من النطق السليم، كما أنها تعد تسلية مفيدة، تهدف إلى تصحيح النظرة الخاطئة لأولياء الأمور حول المسرح، باعتباره النغمة النشاز في مجال التربية.

البلوشي تؤيد وجهة نظر الكثير من علماء النفس ورجال التربية بأن المسرح دواء شاف لأكثر أمراض الشخصية والعلل الاجتماعية، لذا تسعى كمربية إلى تطوير الجانب التعليمي والتربوي بين الطلبة، بالاعتماد على النشاط المسرحي، وتدعو إلى دعم تلك الأنشطة وإعطائها الأولوية في خطط التطوير التربوية.

http://www.alittihad.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *