بيار شمعون:المسرح الكوميدي يفتقد لروّاده

الممثل المبدع الذي بلغ رصيده التمثيلي في الأعمال المسرحية أكثر من 24 عملا، منها 15 دورا رئيسيا، قال لمحبّيه، في حديث عبر “الجمهورية”، إنه سيكون قريباً في عمل مسرحي للأستاذ أنطوان غندور تحت عنوان “وطن”، وهو من بطولة انطوان كرباج، عبير نعمة، جيلبير جلخ، فضلاً عن عدد من الممثلين. وسيتمّ عرضه على خشبة مسرح “كازينو لبنان”.

ماذا عن بسمات وطن؟

ولفت شمعون الى أنه ضائع وسط هذه المعمعة الفنية: “أشعر انّ كل فنان يمتلك القليل من المال يؤسس شركة، وينتج لنفسه أفلاما ومسلسلات، على نحو لم يعد هناك من شركات ضخمة تُعنى بالفن و”تغربل” الفنان الحقيقي”.

وتابع شمعون مُبدياً استياءه: “لست راض أبدا ولا أشعر أن هناك من فنانين في لبنان أو مِن فن. لا شك أن بعضاً من الأشخاص يناضلون من أجل الفن الاصيل، ولكن لا أدري إذا كان باستطاعتهم الصمود وسط هذه المعمعة”.

وعن الموعد المحدد لعودة برنامج “بس مات الوطن” الى الشاشة الصغيرة، علّق: “انشالله خير، موعودون أن يعود البرنامج ولكن ليس لديّ من جواب واضح، تجري المفاوضات بين شربل خليل والـ”lbc”. في حال عاد البرنامج من المؤكد انني سأشارك فيه، فهو أفضل البرامج السياسية اللاذعة، وذات هدف ورسالة، وهو لا يقول الا الحقيقة الجارحة”.

وعن طلّاته الخجولة، أوضح شمعون: “لكلّ واحد زمرته وشركته بالفن، حتى في المسرح، لم يعد باستطاعتك أن تأتي بأحد الى شبّاك التذاكر لمشاهدة المسرحية من دون إجراء اتصالات مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات والنوادي لكي تستطيعي إحضار الناس. لم يعد هناك من شباك تذاكر، بل مساومات على حفلات”.

“شو بدكن فينا حاجي تبَرّمونا”

وأوضح بيار شمعون الذي نادراً ما نراه مشاركاً في البرامج الترفيهية: “هذه البرامج لا تهتم لما يجري في البلد إنما بـ”هَضامة” المقدم والمقدمة، إذ يُحاور الضيف لمدة 5 دقائق فقط، وبعدها “بيزِتّوه على جنب”. أما بعض الـ”talk show” فقد أصبحت قائمة على الممثلين والفنانين”.

وفي هذا الإطار سأل شمعون: “لماذا هي قائمة علينا؟ ليحضروا أشخاصا عاديين، شو بدكن فينا حاجي تبَرّمونا من “حديث البلد”، لـ”رابعة”، لـ”طوني بارود”… هل الحضور قائم علينا؟ نحن ممثلو دراما”. وأضاف: “يتصلون بك ويقولون “حابّينَك تكون معنا”، وأتساءل “لماذا الأجنبي والسوري والمصري تدفعون لهم المال ليشاركوا معكم أمّا الممثل اللبناني بَدّو يجي ببَلاش؟”.

وتابع: “هناك بعض الممثلين الذين ينقصهم الظهور تجدهم يركضون الى هكذا برامج. أما أنا فلست من الأشخاص الذين يتهافتون الى هكذا برامج اذا لم يكن لديّ أيّ شيء أقوله”.

لماذا ينتفض؟

وعن الدراما اللبنانية، لفت الى أنها جيدة وقد بدأت ترسم طريقها ولكن ينقصها فقط الإنتاج الغني الذي من خلاله تستطيع أن تظهر بالثوب اللائق. فهي قد بدأت تظهر نفسها ولكنّ جسدها عار. هي خجولة، ليس لديها ما ترتديه.

وطلب النجدة من التلفزيونات لكي يتركوا الدراما اللبنانية تشقّ طريقها. وقال: “خلصنا بقا، عَيب علينا ان نترك انتاجنا الدرامي ونشتري حلقة مسلسل من الخارج بأسعار مرتفعة تفوق 25000 دولار، أمّا إنتاجنا فهو لن يتعدّى 13000 دولار للحلقة الواحدة، بيكَفّي بَقا”.

الممثل المبدع الذي يؤدي دورا في مسرحية “ع أرض الغجر”، أشار الى أنّ “هذه المسرحية هي من أروع المسرحيات التي أدّيتُ فيها دورا تمثيليا في حياتي.

وقد تم عرضها على كازينو لبنان لأنه المسرح الوحيد القادر أن يحوي هكذا عمل ضخم”. وأضاف: “فرقة الرحابنة وما تمثّل من الفن اللبناني العريق والعميق لم يسمحوا لها سوى بأربعة اشهر عرض على خشبة مسرح “كازينو لبنان”، ولا اتصوّر أن يكون هناك من تجديد بسبب الوضاع الأمنية”.

من تغلّب على المسرح؟

وأكد بيار أن المسرح الكوميدي يفتقد حالياً لروّاده، إذ إن الانترنت والنرجيلة والوجبات السريعة تغلبت على الثقافة التي لا تملك سوى الكلمة سلاحاً تدافع فيه. واعتبر أنه لم يعد هناك من مسارح لتأدية الكوميديا، نحن في فترة ركود وانحطاط ثقافي على أعلى صعيد. أندم وأحزن ولكنني أقول هذه هي الحياة، وفي كل العصور تكون هناك فترات انحطاط.

وأخيرا، وجّه نداء للدولة، تمنّى عليها المحافظة على الأماكن الأثرية والثقافية، ومن ضمنها المسرح الذي يستحق المساعدة.

http://www.tayyar.org

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *