مسرح الشلة .. المسرح الجديد ..!!؟

 

مسرح الشلة .. المسرح الجديد ..!!؟
هايل المذابي – اليمن 
Strings1983@gmail.com
=======
عندما وصفت في مقالتي الأخيرة المعنونة بـ” مسرح الشارقة .. المسرح الجديد ” والتي نشرت على موقع الهيئة العربية للمسرح، مسرح الشارقة بالمسرح الجديد، لم يكن غريباً على الإطلاق أن يصدر بعضهم توجيهات أشبه بالبلاغات الحربية، وأوامر هي أقرب للبيانات الحزبية، كما لم أستغرب أكثر من ذلك، لا لشيء إلا لأن مسألة الذكاء والفهم لدى الناس نسبية ومتفاوتة، ولست مطالباً هنا أو في أي مكان آخر بالرد على أحد، لأنني أؤمن تماماً بمقولة فولتير ” قد أختلف معك في الرأي لكنني أدفع حياتي ثمناً من أجل أن تعبر عن رأيك .. ” فمن فهم مقالتي على أنها مديح، له العذر وله عزائي أيضاً في فهمه القاصر، لأن ما فُهم على أنه مديح لم يكن سوى تعبير عن دهشة، تشبه دهشة بني تغلب بقصيدة عمر بن كلثوم ، ودهشتي بمسرح الشارقة هي دهشة بمسرح جديد يشبه الرسام الذي يأخذ نماذجه من الطبيعة، فيضيف لها شيئاً، ويحذف آخر، ينتخب شيئاً، ثم ينفخ فيها من لهب روحهِ فإذا بها مخلوقٌ جديد، له صلةٌ بماضيه، ولكنها تُنسب من جديد إلى الرسام، تحمل هويته ..

إن التاريخ المزيف هو التاريخ الذي شيد على آلام المبدعين وأوجاعهم وإقصائهم وتهميشهم، هو التاريخ الذي صنعه زعيم الشلة وقائد العصابة، وبلا شك أن الشلليات هي ما عمل على تأخير دور المسرح في الوطن العربي، وهذه العصابات التي مازالت تمارس التكسب كغاية وتستخدم الفن وسيلة لذلك، ثم أسقطت ذلك على أي قائلٍ لكلمة حق واتهمته في نزاهته وكما يُقال ” رمتني بدائها وانسلت ” ..

لم أكُن منافقاً فيما قلته ومسرح الشارقة لا يحتاج لأن أكون منافقاً، فما يفعله يتحدث عن نفسه بكل اللغات، النفاق هو أن أكون منتمياً إلى “شلة” لنُسيطر، ونُلمِّع بعضنا بعضاً ثم نقتل أي مظهر إبداعي جديد، ونتنكر له، وهذا أهم سبب قتل الإبداع في الوطن العربي، فالنشر الصحفي معتمد على الشللية، والمشهد الثقافي في الوطن العربي تستعمره الشلليات، والمسرح حكرٌ أيضاُ على الشللية، ولا أحتاج للكثير لإثبات ذلك كسؤال أحدهم عن موقعي في الجملة المسرحية العربية،.. ولكن ورغم ذلك أقول ما قاله الجاحظ :” ما على الناس من شيءٍ أضرّ من قولهم ما ترك الأول للآخر شيئا ” وأقول لمن استنكر حديثي عن مسرح الشارقة للمؤسسات الثقافية المتكلسة التي فقدت علاقتها بالزمن قول أبو عثمان المازني :” لا ينفع المتقدم تقدمه إذا قصر، ولا يضر المتأخر تأخره إذا أجاد ..” وأقول أيضاً المسرح للجميع مثلما الهواء للجميع، وربما كان عليّ بدلاً من قول ” مسرح الشارقة.. المسرح الجديد ” أن أقول ” مسرح الشلة .. المسرح الجديد ” للتوائم مع مقتضى الحال واعترافاً بحقيقة ما آل إليه وضع المشهد المسرحي في الوطن العربي ومؤسساته الثقافية المتكلسة ..

إنني لا أستغرب أن لا يجد أي مبدع مكانًا له وسط هذا الزكام المترامية أطرافه، وإذا استطعنا أن نتجرد من الشخصنة في الرأي وفي الرؤية ونقيّم الأشياء والأحداث وفقاً لما تعنيه، وليس وفقاً لأهوائنا ومصالحنا الشخصية حينها سنجد أن العالم تغير كثيراً بداخلنا وحين يصبح العالم بداخلنا جيداً فلن نحتاج إلى نظارة لنرى بها الأشياء ومن خلالها، ولنا التساؤل لماذا ليس هناك قيمة للإنسان النظيف في عالم الحشرات ، ربما لأن ثقافتها قذرة وربما لأن النظافة تحتاج إلى معجزة ليؤمن بها الذباب..!!

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *