زوّان تجمع الشتيتين في عين واحدة

 

زوّان تجمع الشتيتين في عين واحدة

في ليلة مبهجة من ليالي نشاط الجنادرية المسرحي قدمت فرقة ” نورس ” من القطيف مسرحية ” زوّان ” هذه المسرحية التي تتحدث عن أسطورة شعبية محلية , و هي راعية العين التي تحرس عين زوّان , حيث ارتبط اسم زوّان بغرق فتاة اسمها زينة و سميت هذه العين باسمها , حيث أُرجع سبب الغرق على أن راعية العين سحبت زوّان إلى جوفها , و بعد مضي سنوات جفت العيون و لم يتبقَ إلا عين زوّان و حل الطمع في نفوس الأهالي على من يمتلك المكان , حيث وضعت الراعية حجة لما اقترفته أيديهم , ليستطيع بعد ذلك أن يسيطر الغريب على أرضهم و ممتلكاتهم , و بالرغم من ذلك حاول المخرج أن يجمع الشتيتين على عين واحدة , اعتمد مخرج العرض ياسر الحسن على دائرة اريك ابسن , و بدأ العرض و ختمه في نفس النقطة , و جعله على هيئة حلم شفاف , و هذا ما شاهده المتابعين من خلال الإضاءة الباهتة التي تحملنا على أطراف الحلم الذي يتمناه الكاتب من خلال رسالته التي ترجمها عبر نص جيد على المستوى البنائي … و في الندوة التطبيقية التي تلت العرض و أدارها الفنان مساعد الزهراني و قدمها الناقد و الإعلامي الأستاذ نايف البقمي دارت عجلة النقاش , و كان نقاش مستمر على هذه العين ” زوّان ” بدأ المداخلات أحمد السروي حيث قال : قضية نقل الماء لها دلالة مختلفة و عميقة و الأمر يحتاج إلى إعادة تهيئة , النص فيه مباشرة و تقريرية واضحة للمتلقي و بسبب ذلك غابت عناصر الدهشة و المفاجأة أما الكاتب المسرحي فهد الحارثي قال : العرض جميل و به الكثير من الجهد ، و نحن نجتمع لنختلف و نتفق ، و مأزق العمل هو اختلاف المنهجيات في ” الكتابة ، الإخراج ” … و يحتاج العمل إلى وضع تصور جيد للعملية الإخراجية بدلا من الاختلاف في المنهجيات … الإضاءة تحتاج إلى الكثير من الجهد ، فتعابير الممثلين غير واضحة تمامًا ، و هذا ما سبب انخفاض خط سير العمل … محمد السحيمي في مداخلته قال : “ما لفت نظري في العمل هي الموسيقى الحية التي أدخلتنا لجو العمل بلا تكلف” ، و أشاد السحيمي بمنار الغانم و علي السبع و قال ” قدم الطفلين عملًا رائعًا فوق خشبة المسرح و هذا يدل على اشتغال المخرج على الممثلين ” أخيرًا اختتم المداخلات الفنان إبراهيم الحارثي وقال ” فرقة نورس تقدم عملا مسرحيا مميزا من خلال الخماسية التي بدأها ياسر الحسن منذ عام 2003 م بداية بمسرحية مريم و مرورا بعلامة استفهام لا أكثر ثم مريم و تعود الحكاية و الباب و أخيرا زوّان , فالمتابع لهذه الخماسية يجب عليه أن يعي بأن هذه الفرقة تنحت في تجربتها السينوغرافية و النصية , ففريق العمل يريد أن يصل إلى جهة يبني فيها له عرشا مسرحيا جيدا ” و في ختام الندوة التطبيقية وجه ياسر الحسن شكره لجميع القائمين على نشاط الجنادرية المسرحي بالطائف و شكره لأعضاء فريق عمله الذي قدم عرضا مسرحيا جيدا على مستوى الصورة البصرية و الأداء التمثيلي الجيد .. مساء الأحد سيختتم المهرجان عروضه بعرض تصريح دفن للكاتب إبراهيم الحارثي و إخراج ياسر مدخلي و إنتاج مُحترف كيف للفنون المسرحية في تمام التاسعة والنصف على مسرح قاعة فهد ردة الحارثي للفنون بجمعية الثقافة و الفنون بالطائف …

 

ابراهيم الحارثي

 

مندوب الهيئة الاعلامي


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *