«عشق الهوانم» مسرحية بلا رجال!

 

 

 

هذا الأسبوع شاهدت لك مسرحية يحمل عنوانها ما يمكن أن يشير إلى أنها خفيفة ومرحة يمكن أن نقضى معها فترة بعد سواد معظم العروض فى الفترة الماضية.

الواقع أنها بالفعل تحمل روائح الهوانم ولكن هناك ما نستنتجه فى النهاية كموعظة حقيقية لمن يسمح للغريب.. أى غريب أن سواء من الخارج أو حتى من بنى وطنك.

بداية اتحدث عن الديكور لأنه كان بديعا وهو للفنانة دينا زهير وليست هى وحدها العنصر النسائى فى الأعمال الفنية لهذا العمل فكلهن من النساء.. من تصميم الأزياء وتنفيذها والإضاءة وكل ما يختص بالعمل الفنى للعرض.

و هذا بالضبط أيضا بالنسبة لأبطال العمل فكلهن من العنصر النسائي.

ربما بدأت بالديكور لأنه كان عبارة عن حديقة أمامها ما يشبه الفراندة والممثلات يتحركن بين الفراندة وبين الحديقة التى نحن كمتفرجين نجلس أيضا على أطرافها.

المخرج لدينا هو جلال عثمان الذى يقدم هذا العرض فى حدود الساعة الواحدة ركز خلالها على مضمون ما كتبه المؤلف على أبوسالم فى تحذير واقعى من خطورة أن يندس بينك وبين أهلك أى غريب قد يقضى فى النهاية على المستقبل الذى نتمناه والحياة الآمنة التى نطلبها.

استعان المخرج أيضا بموسيقى مع أغنيتين لعيد الميلاد حيث تحتفل الأم بعيد ميلاد ابنتها وقبل بداية الاحتفال تأتى الغريبة فتاة تطلب مأوى بأى ثمن ولكن خلال العرض تتحرك بسرعة من فتاة بريئة إلى شيطان تدعى قراءة الفنجان لتوهم الأم بأن ثمة عريس يريد الزواج منها فهى لازالت صغيرة فى السن بعد ترملها.. هنا تبدأ الأم فى الحلم ـ الحلم الجميل بأن تكمل حياتها مع زوج يحبها ويرعاها.

نفس القصة تقوم بها الغريبة مع الابنة التى بلغت الواحدة والعشرين وتحلم بالزواج معلنة رغبتها بعنف أمام أمها.

تنتهى الأسرة البسيطة إلى خلاف حاد بين الأم والابنة ليعيدا الغريبة التى ادعت أنها خادمة تقوم بأعمال المنزل وينتهى النص بتحذير غير مباشر وهو أهم ما فى العمل بالحرص على الا يدخل إلى الوطن أى غريب سواء كمحتل من الخارج أو خسيس من الداخل.

الأبطال لدينا أو البطلات هن ناهد رشدى فى دور الأم مع ريم أحمد وسامية عاطف ونهاد فتحي.

ناهد بالطبع خبرة مسرحية قدمت دور الأم بصورة أكثر من جيدة.. تستشعر بالتزام الفنان المخضرم فى العمل من خلال آدائها.

أمامها ريم أحمد فى دور الابنة وكانت فى ادائها التمثيلى جيدة وفى ادائها الراقص والحركى رائعة.

سامية عاطف الخادمة أو الغريبة قدم لها دورها مساحة كبيرة أجادت استخدامها تماما.

وكالعادة فى مثل هذه الظروف أتوجه بالشكر الحقيقى والتحية الواجبة لكل من أنار مسرحا.. تحية للمخرج جلال عثمان وتحية للكاتب على أبوسالم وتحية لمدير المسرح سامح مجاهد وأخيرا تحية لرئيس البيت الفنى فتوح أحمد.

 

 

تكتبها: آمــــــال بكيـــــر

http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *