رحيل تراجيدي للممثل الكوميدي محمد أبو الحسن

 

 

 

عن عمر يناهز 77 عاماً رحل فجر اليوم الفنان الكوميدي المصري محمد أبو الحسن، بعد أزمة صحّية لم يتحمّلها قلبه المرهق بالتجاهل والنسيان من رفاق دربه في الوسط الفنّي.

فليست الأزمة القلبية وحدها سبب رحيل أبو الحسن، بل لعلها الوحدة والتجاهل والظلم. الكوميدي الملقب بـ “محمد أبو العسل”، مات بغصّة المرارة، بعد إقصائه عن الساحة الفنية، المصير الذي جمعه بزملاء لاقوا المصير نفسه منهم يونس شلبي وسناء يونس شريكته في دوره اللامع في مسرحية “سكّ على بناتك”.

ناداه الكثيرون “محمد أبو العسل”، نسبة لخفّة دمه، وحلاوة روحه، وهو كان فناناً استثنائياً، بزغت شهرته منذ العمل الأوّل له في عام 1971، من خلال العرض المسرحي “حاجة تلخبط”، ولمع في العديد من الأعمال الأخرى تحديداً المسرحية، لعلّ أبرزها دوره في مسرحية “سكّ على بناتك” مع الراحل فؤاد المهندس، وهو الدور الذي رسّخه في ذاكرة الجمهور، وجعله يشتهر بصفته “حنفي” الصهر الطريف الساذج، كما اشتهر ببرامج الأطفال. ورغم ذلك لم يتذوّق أبو الحسن البطولة سوى في مرّات نادرة كما في مسرحية “أسعد سعيد في العالم”.

انتقل محمد أبو الحسن من عمله كمهندس زراعي إلى التمثيل، حيث كان قد دخل كلية الزراعة تلبية لرغبة والده، ولكن عالم التمثيل خطفه وجذبه إليه.

في السنوات الأخيرة خرج أبو الحسن عن صمته وتحدّث لوسائل الإعلام عن حزنه على نفسه، ولم يخجل أن يقول إنه يعاني التجاهل وبات متسولاً للفنّ، وقال إنّه طالما اتصل بالكثير من أصدقائه ليرشّحوه في أي من الأعمال ولكن: “لا حياة لمن تنادي”، وفق تعبيره.

من أصعب المواقف التي مرّت في حياة هذا الضاحك الباكي أنّه قام بعمل وقفة احتجاجية أمام مبني الإذاعة والتليفزيون ممسكاً بلافتة مكتوب عليها: أين العدل يا مصر؟ كذلك اعترافه في إحدى لقاءاته التليفزيونية، أنّه لم يأكل سوى وجبة واحدة في اليوم بعد توقّفه عن التمثيل، ولم يطلب المال من أحد حتى أولاده أربعة.

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

 

http://www.alaraby.co.uk/m

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *