مسرح دبي الشعبي تاريخ عريق يبدده الحضور الخجول

 

 

 

ذاكرة حيوية لتاريخ المكان ونبضه، نثرت في جنباته عبير الثقافة، ونسجت علاقة وثيقة بين المسرح والناس. ذاك هو التوصيف الأبلغ لطبيعة حضور وتأثير مسرح دبي الشعبي، تاريخياً، في مجتمع دبي والإمارات عموماً. إذ طالما أدى دوراً اجتماعياً وفكرياً خلاقاً، واكب معه نهضة الدولة.

إلا أن اللافت خفوت وهج هذه الأداء لـ «دبي الشعبي»، أخيراً، بوجهة يراها البعض غدت تحجب بريق تاريخه الحافل، ليتحول معها إلى طابع عمل روتيني أفرز تغيبه أو تخلفه عن جوهر مسؤولياته ورسالته الأساس، والتوقف عن كونه ميكانيزم الارتقاء بالذائقة الفنية والمستوى الثقافي، وصوت الناس وموئلهم.

فماذا عن الأسباب، وما الكامن خلف المشهد في الخصوص؟ وهل يمكن أن الإمكانات المادية العامل المؤثر الوحيد، أم أن القضية مرهونة بظروف وعوامل أخرى؟

إرث مسرحي

«لسنا بعيدين عن هاجس التفكير في إعادة الرونق للمسرح، وتوفير أنجع أساليب التواصل المجدي البناء مع جمهورنا، فبث الحياة في عروق أصالة دورنا المجتمعي. لكن عقبات عديدة تعترض طريقنا».

هكذا يجمل عبد الله صالح رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الشعبي، تصوره حول مضمون القضية وجوانبها، موضحاً أنهم يحنون إلى ذاك البريق والإرث للمسرح، ويرصدون جهوداً واستراتيجيات عمل كفيلة بتجديد تميزه.

إلا أن تلك المبادرات تصطدم بحائط أبرز المعيقات: الافتقار إلى قاعدة الإمكانات المادية التي تتيح لـ «دبي الشعبي» إنجاز أعمال ضخمة، جماهيرية الطابع. ويضيف: «إن ضعف الميزانية والدعم المحدود، يحولان دون تمكننا من التجديد والتجدد.

فنحن نمتلك تصور تطوير منهجي، ولدينا خطة عمل شاملة. لكن محدودية القدرات المادية تقيدنا. فهل يعقل مثلاً، أن الـ 170 ألف درهم (المبلغ الذي تدعمنا به وزارة الثقافة سنوياً)، تكفي لتغطية حاجاتنا ومصروفات أعمالنا واشتغالنا طوال عام كامل.

أنسب آليات العمل

لا ينكر رئيس مجلس إدارة «دبي الشعبي»، واقع أن الإشكالية متفرعة في تشابكاتها وأوجهها. ويبين أن المسرح، حالياً، بصدد إعادة قراءة وافية، تركز على ماهية دوره المجتمعي المستقبلي، وآليات العمل الأنسب لإعادة اللحمة بينه وبين جمهوره، وصولاً إلى إسهامه الخلاق في حركة التثقيف والترفيه الثقافي في الدولة، وفق توجه حديث وحرفي.

ويتابع: «ما ينقصنا لتحقيق ما نصبو إليه، هو الدعم الجيد. إذ إننا نمتلك خامات كوادر بشرية بمهارات عالية، ومن جيلي الشباب والمؤسسين. ولدينا مشروعات تطويرية كثيرة. ومن بينها: جريدة إلكترونية، برنامج ثقافي متنوع».

ثلاث مبادرات

ثلاث مبادرات واحتياجات، ضرورية وواجبة، لا يجد الفنان إبراهيم استادي، بديلاً عنها في علاج مسألة قصور الدور والحضور المجتمعي لمسرح دبي الشعبي. ويلخصها: «أولاً، هناك حاجة ملحة ليكون تابعاً إلى وزارة الثقافة، لا وزارة الشؤون الاجتماعية، بمعنى أن يصنف كمؤسسة ثقافية كاملة الصلاحيات وذات شخصية اعتبارية.. أو أن يتحول جهة إنتاجية مستقلة.

وثانياً، لا بد من وجود استراتيجية عمل مدعومة بقدرات مادية جيدة ومبنية على أرضية الاشتغال وفق منظور عصري. وثالثاً، توفير كادر وظيفي متفرغ (ليس كبيراً)، يحوز مهارات اتصال وتواصل نوعية».

جزئيات

يجد الفنان عادل إبراهيم، أحد الأعضاء المؤسسين، أن الخلل، مرده ومنبعه، شح التمويل وقيوده، فالخامات والخطط موجودة، بناء على قوله، إلا أنهم، دائماً، يصطدمون بحاجز القدرات المادية الضعيفة التي لا تهيئ الفرصة لتحقيق الرؤى والأهداف المرصودة.

ويتحدث إبراهيم عن جزئيات عديدة في هذا الشأن: «إن ما يقدم لنا من دعم مالي، لا يؤهلنا إلا لإنجاز 5 % من مشروعاتنا.

كذلك، فإن حرصنا على المشاركة في جميع المهرجانات والبرامج المسرحية العديدة في الدولة، ربما يأخذ الكثير من وقتنا وجهودنا».

 

المصدر:

  • دبي- رفعت أبو عساف
  • http://www.albayan.ae/f

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *