أبطال مسرحية «ماراصاد» لمحيط : ثورة فرنسا .. ليست بعيدة عن مصر

 

 

 

مستشفى للأمراض العقلية يعج بالمرضى، وبينهم “مارا” مفجر الثورة الفرنسية ونده اللدود “صاد” .. بهذا المشهد استهلت مسرحية “ماراصاد” عرضها الذي افتتحه منذ يومين الفنان فتوح أحمد، رئيس بيت المسرح، بقاعة زكي طليمات بمسرح الطليعة.

”ماراصاد” تأليف بيتر فايس واخراج سعيد سليمان، آداء تمثيلى ولاء فريد ، معتز السويفى، حمادة شوشة ، ياسر عزت ، فاطمة محمد على ، جيهان سرور، ناجح نعيم، دعاء طارق، صلاح الخطيب، حسام حمدى، ومجموعة كبيرة من الكورال والراقصين ، موسيقى محمد الوريث ، اشعار د. مصطفى سليم ، ديكور وملابس صبحى عبد الجواد ، مخرج منفذ عصام صبحى ، رأفت سمير .

يدور العرض حول الثورة الفرنسية وأسبابها، ويربطها بالواقع المصري وبالتحديد الأربع سنوات التي عشناها بعد ثورة يناير، حيث الأحلام العريضة يتم إجهاضها على صخرة التناحر بين رفقاء الثورة ورجال النظام القديم .

يقول الكاتب أحمد خالد توفيق : الاسم الحقيقي للمسرحية هو(اضطهاد واغتيال جان بول مارا كما قدمته فرقة تمثيل مصحة شارنتون تحت اشراف السيد دي صاد)، وهوبالطبع عنوان مرعب، لهذا يفضل الجميع تسميتها مارا- صاد.

تدور الأحداث بالضبط في 13 يوليو1800 نحن في عصر دكتاتورية نابليون بونابرت. دي صاد يخرج مسرحية عن الثورة الفرنسية تنتهي باغتيال جان بول مارا. والممثلون هم نزلاء المستشفي. دي صاد يراقب الأمور في سخرية مريرة ولا يهتم كثيرًا بالسياسة وحقوق الناس. إنه يشعر أن كل هذا تهريج لا يقارن بالثورة الحقيقية علي قيود النفس من أجل المزيد من الشهوات، لاحظ أنه يتكلم بحرية تامة بينما مدير المصحة الأحمق يعتقد أنها مسرحية صحيحة سياسيًا تتملق نظام بونابرت القمعي. نري المواجهة بين الثائر وبين المفكر المخبول. إن مارا يمثل شيئًا مهمًا. يمثل أحلام الثورة التي أحبطت والثورة التي تتعثر، مع شعور الناس بخيبة أمل حقيقية. وفي ذات الوقت بدأ الثوار يمارسون ذات الممارسات التي ثاروا بسببها.

يقول أحد الأبطال :

عاوز أفهم مين اللي خدعنا؟ مين بدد دمنا ودموعنا؟ أنا فلاح وسليم النية. كل الناس دول ضحكوا عليا. قالوا وقالوا مليون مرة احنا خلاص حققنا الثورة. الخنازير البرجوازية. تشرب خمرة في الفسقية. واحنا نطاطي نبوس الطين!

المسرحية حملت طابعا فانتازيا ساخرا ، كما تخللتها الفقرات الموسيقية المعبرة ، وبدا تأثر الجمهور واضحا حيث تعددت نوبات التصفيق الحادة والتأمل، وهي كما يقول عميد الأدب طه حسين ، من أهم اللحظات الإنسانية لفهم الحياة .

ومن الكواليس ، التقى “محيط” بالفنانة ولاء فريد بطلة العرض، والتي لعبت دور الراوي المنادي الذي عرف شخصيات  العرض كلها ، وهو أحد مجانين المشفى ، وهو يجسد دور الإعلام حاليا ، كما تعبر الفنانة.

وفي سياق متصل صرح لنا الفنان “ياسر عزت”  الذي يقوم بدور (مارا) ان مارا هو الثوري الحق او الذي يبحث عن هدف او مباديء ويحمل في جعبته قضيه يدافع عنها ليس من يبحث عن مطامع وبريق زائف .

أما الفنان معتز السيوفي الذي لعب دور (صاد ) فقال لمحيط أن دوره هو الرجل الذي يبحث ويدافع عن الحرية المطلقة في كلي شي ؛ حرية فكرية، اجتماعية، بل وجنسية، ولا يؤمن بقيم ، وهو ماركسي، يعتقد أن الدنيا ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع!!

الفنان حمادة شوشة الذي لعب دور (دوبرين ) أخبرنا انه كان يجسد دور الرجل المهووس بالنساء والجنس والبحث عنه ، فيما أكدت الفنانة فاطمة محمد التي تقوم بدور (كوردي ) والتي سوف تقتل (مارا) في نهاية المسرحية أنها كانت خائفة ولكن أبهرها تفاعل الجمهور مع المسرحية.

المخرج سعيد سليمان أكد لمحيط أن العرض يمزج الثورة الفرنسية بالثورة المصرية ، فقد كان العرض الأول لتلك المسرحية بلغتها الأصلية بعد أربع سنوات – للمفارقة – من اندلاع الثورة هناك، وأكد أنهم استغرقوا نحو 7 أشهر من البروفات وتأخر العرض لعدم توفر الميزانية المطلوبة .

 

 

http://www.almo5tasr.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *