الحركة المسرحية الإماراتية قوية وفي تطور مستمر

 

 

 

حصدت مسرحية “نهارات علول” لفرقة المسرح الحديث في الشارقة أربع جوائز على رأسها “جائزة الشارقة الكبرى للإبداع المسرحي”، وذلك في ختام الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح الخليجي الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واحتضنه قصر الثقافة في الشارقة خلال الفترة من 17 إلى 24 مايو الجاري، والمسرحية من تأليف مرعي الحليان وإخراج حسن رجب، وقد فاز حسن رجب بجائزة أفضل إخراج، وفاز مرعي الحليان بجائزة الممثل الخليجي المتميز، وجاسم الخراز بطل المسرحية بجائزة أفضل ممثل دور أول، وقد اعتبرت هذه النتائج إنجازا كبيرا لفرقة المسرح الحديث في الشارقة، وللفنانين المسرحيين المشاركين في هذا العمل الذي جمع بين بساطة الفكرة وعمقها، مع قوة التمثيل، وشهد له الكثير من الفنانين الخليجيين بأنه أحد أكثر الأعمال الخليجية تميزا في السنوات الأخيرة .
المخرج الفنان حسن رجب اعتبر هذا الفوز فوزا لكل مسرحي إماراتي وللحركة المسرحية الوطنية عامة، وأهداه إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤكدا أنه هو صاحب الأيادي البيضاء والأثر البليغ في كل إبداع ينجزه المسرحيون الإماراتيون، لدعمه وحرصه الشديدين الدائمين على أن تتطور المسيرة وأن يتواصل الإبداع .
وأشاد رجب بالطاقم الفني والتمثيلي في عرضه، معتبرا أن كل واحد منهم من أصغرهم إلى أكبرهم كانوا شركاء في هذا النجاح، وقال: “كنت ألاحظ حرصهم وتفانيهم في العمل، وقد كان فريقنا متجانسا وعملنا بروح المجموعة الواحدة، وهو بالتأكيد ما ضمن لنا النجاح” .
ويضيف رجب لقد سعيت إلى جعل الممثلين يفهمون كل تفاصيل العمل، ويفهمون بشكل أساسي ما بين سطور النص، أي الدلالة التي ترمي إليها الجمل التي يلقونها، لأن الممثل إذا لم يفهم دلالة الجملة التي يتكلم بها، فلن يستطيع أن يصل بها إلى “الجمهور، وقد كانوا كلهم محترفين قادرين على الفهم والتمثّل الواعي والتمثيل الجيد للنص، خصوصاً وأن نص مرعي الحليان كان جميلاً” .
وختم رجب قائلا: “لقد تناولنا الواقع العربي الراهن في جانب مهم منه، والتمايز الطبقي والتجبر السلطوي على الطبقات الضعيفة والمهمشة، وهي ظاهرة سائدة في بعض الدول العربيةِ، وهي أساس لكثير من القلاقل والمعاناة التي تشهدها بعض بلداننا العربية” .
واعتبر رجب هذا الفوز مسؤولية مضاعفة، تحتم عليه الحفاظ على هذا المستوى، وتجعله يتأنى في اختياره للأعمال المقبلة .
أما الممثل جاسم الخراز فقال: “الفوز شرف كبير لي، فمهرجان الخليج المسرحي هو مهرجان دولي والوصول إليه والفوز بجوائزه يشكل تميزا، خصوصا وأن المنافسة كانت قوية، فالفرق قدمت أعمالا جيدة، وكان هناك ممثلون محترفون وكبار لهم تاريخهم، ولهم إبداعاتهم، هذا ما يجعل الفرحة عارمة، لقد فزت سابقا بجائزة في التأليف للمسرح المدرسي، وبجائزة أفضل ممثل في مهرجان دبي لمسرح الشباب، وهي جوائز وطنية كبيرة ومقدرة، لكن ميزة هذا الفوز أنه على مستوى خليجي وعربي، فهو يعني لي الشيء الكثير، ويحملني مسؤولية جسيمة .
ويؤكد الخراز إنه لم يفكر في الفوز بقدر ما كان يفكر في أن يرفع اسم الوطن عالياً وأن يظهر بمظهر يليق به، وبتاريخه المسرحي الرائع الذي بناه رواد كثر في هذا البلد، وشكر فرقة المسرح الحديث، والمخرج المبدع حسن رجب .
محمد جمال نائب مدير فرقة المسرح الحديث في الشارقة يقول: “هذا شرف كبير لنا أن نفوز بهذه الجائزة ونتسلمها مباشرة من صاحبها صاحب السمو حاكم الشارقة، كما أننا نتشرف أيضا بالجوائز الأخرى التي حصدناها، لقد عملت المجموعة بجد وصدق، وجودة العمل هي التي فرضت نفسها، وعلى مستوى الفرقة فإننا لم ندخر أي جهد في سبيل الفوز، لأننا اعتبرنا ترشيح الوزارة لنا للمشاركة في هذه الدورة مسؤولية كبرى توجب علينا رفع اسم دولتنا عالياً” . ويتابع: جمال: “لقد تلقينا التهنئة والاحتفاء من الفرق المشاركة، ومن كل الوفود ما يؤكد لنا أننا في الخليج أسرة واحدة، وهدفنا واحد، وأي تميز لفرقة أو فرد منا هو تميز للآخرين لأننا نعمل جميعا في سبيل رفع مستوى الفن والثقافة في منطقتنا” .
إبراهيم حيدر مصمم الإضاءة في مسرحية نهارات علول يقول: “أولا يجب أن نشكر الوزارة لأنها رشحت العمل للمشاركة، فهذه هي الخطوة الأهم في النجاح، فمجرد المشاركة في مهرجان على هذا المستوى هو نجاح، وأما الفوز فهو مستوى آخر رفيع ونحن فخورون بأن الإمارات فازت وأثبتت أن مسيرة الحركة المسرحية عندنا قوية ومتطورة باستمرار، لقد عملنا بروح فريق واحد وكان كل منا حريصا على أن يقدم أفضل ما يمكنه تقديمه” .
جمال الجسمي، مراقب النص في المسرحية قال: “المتميز في فريق مسرحية “نهارات علول” أن كل الممثلين هم نجوم على مستوى المسرح الإماراتي، فهناك مرعي الحليان، جاسم الخراز، أحمد ناصر، بدور جمال السميطي، باسل التميمي، يوسف الكعبي، حميد عبدالله، محمد جمعة، محمد بن يعروف . . إلخ، وهم جميعا ممثلون لهم تاريخهم وإبداعاتهم، يعرفون تماماً كيف يتصرفون في جميع المواقف، ولم تكن الفصحى غريبة عليهم، لذلك كان أداؤهم من ناحية الصوت وتأدية الجمل سليما وجميلا، وقد تميزوا بالاجتهاد والإصرار على الأحسن، لقد كانت تجربة “نهارات علول” جميلة وكان نجاحا مستحقا نفخر به جميعا وتفخر به دولتنا” .

 

 

محمد ولد محمد سالم

 

http://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *