الأحساء تستعيد “مغامرة السباعي” المسرحية

 

أعادت مسرحية “حدث في مكة” التي عرضت على مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي بفرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء مساء الخميس الماضي، مشروع أحمد السباعي الريادي لتأسيس مسرح سعودي سنة 1961. وبدأ العرض بذات الحماس الذي كان عليه السباعي في مشروعه حين اشترى قطعة أرض بمحلة البيبان في مكة المكرمة بنى عليها مسرحه وأسس فرقة واستقطب مخرجا من مصر العربية، إلا أنه اصطدم بواقع مغاير لا يتسق مع طموحه وأهدافه السامية،

فبدأ المغرضون ترصد خطواته والإساءة إليه من أجل إسقاط مشروعه وحاول أن يستمر بافتتاح عرضه الأول (فتح مكة) النص الذي كتبه الراحل محمد مليباري إلا أن مسرحه أغلق في ليلة الافتتاح وسقط المشروع برمته.
المسرحية من تأليف أستاذ الدراما والسرديات بجامعة الملك فيصل الدكتور سامي الجمعان، وإخراج سلطان النوه، وإنتاج فرقة المملكة للإنتاج المسرحي المرخصة من جمعية المسرحيين السعوديين ودعم وزارة الثقافة والإعلام. وأدى أدوارها كل من الممثلين خالد الخليفة في دور أحمد السباعي، وماجد النويس في دور أحمد أبو خليل القباني، وفيصل المحسن في دور المخرج، وإبراهيم الجنوبي في دور المؤلف، وعبدالرحمن المزيعل في دور السقا، وعبدالله الفهيد ومهند الذكرالله وعماد البريه.
الجمعان قال لـ”الوطن”: طرق تجربة السباعي وملابساتها لم تكن بالأمر الهين ولم تكن بالبساطة، إنما اجتهدت لأضع تجربة هذا الرائد السعودي المغامر أمام الرأي العام وأن أعيد للأذهان محاولته الرائدة على الرغم مما واجهه وواجه مشروعه من مأساة توقف وإغلاق. وأضاف أن مسرحية تبحث في الجانب الاجتماعي للمسرح وهل استطاع أن يرسخ دوره وفاعليته في ثقافة الناس ليأتي الجواب عبر ما جرى للسباعي بأن المسألة ما تزال على المحك وأن الوضعية ما تزال مربكة في النظر إلى المسرح لذا تأتي الدعوة صريحة بوجوب إعادة صياغة مفاهيم الناس للمسرح ودوره وأهميته دونما إسفاف أو ما شابه. وأبان الجمعان أن الفرقة الأولى التي أنشأها السباعي تحت مسمى دار قريش للتمثيل القصصي الإسلامي، واجهت كثيرا من المشكلات، حيث لم يكتب لها النجاح والاستمرارية، ويؤكد العرض على أن ما عاشته هذه الفرقة عام 1961 ميلادية ما يزال المسرح السعودي يعيشه الآن في عام ٢٠١٢، فما تزال النظرة للمسرح غير واضحة لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي، وما زال المسرح السعودي مجرد اجتهادات فردية لا مؤسساتية، لافتا إلى أنه لو نجح مشروع دار قريش للسباعي حينها وكرس دور المسرح بين الناس لكنا كسعوديين ننظر للمسرح نظرة أكثر توازنا ووعيا.
وبدوره، قال مخرج المسرحية سلطان النوه إن تعثر مشروع السباعي له دلالات كبيرة ومن هنا تأتي أهمية توظيفه مسرحيا وإعادة طرحه وطرح طموحاته، وأن المأساة التي عاشها رائدنا السباعي ما تزال قائمة والمسرح ما يزال يعيش على الهامش وأن الحالة بحاجة إلى إعادة وعي الناس بالمسرح الجاد والواعي والفاعل.
يشار إلى أنه سبق للكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل أن تناول القضية ذاتها في نصه (سهرة مع الشيخ أحمد) الذي نفذته فرقة مسرح فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة عام 2008 وأخرجه المخرج المسرحي صالح إمام.a

 

الهفوف: عدنان الغزال

http://alwatan.com.sa

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *