ميسون على: “الشوارع الخلفية” خلق مساحة للفرجة فى أماكن غير تقليدية

ـــ الشارع فى سوريا أصبح هو المسرح لأننا نرى فيه ما يفوق الواقع 
ـــ الرقابة والخطوط الحمراء السياسية والاجتماعية والدينية كلها معوقات تمنع تقديم مسرح الشارع فى سوريا 

صرحت المسرحية السورية الدكتورة ميسون على الأستاذة بأكاديمية الفنون المسرحية بسوريا أنها كانت سعيدة جداً بمشاركتها فى مهرجان “الشوارع الخلفية” (نحو فن فى مساحات غير تقليدية) الذى أقيم مؤخرا بالإسكندرية.

وقالت “ميسون”: “أشكر فى البداية الدكتور محمود أبو دومة وإدارة المهرجان التى وجهت لى الدعوة، فقد أضافت لى مشاركتى هذه غنى معرفياً وثقافياً كبيراً، وذلك لأهمية الموضوع المطروح وهو “معوقات المساحة”.

وترى “ميسون” أن المهرجان مهم جداً فى الوقت الراهن لأنه استطاع – بجهود منظميه – خلق فسحة مهمة على الصعيد الثقافى والفنى، فى فترة تضيق المدن بالمسرح، كما يضمحل الاهتمام به فى الوطن العربى عموماً، لصالح فنون أخرى ذات طبيعة استهلاكية تكرّس الفردية، وتأتى أهمية المهرجان أيضاً من أنه يخلق مساحة للفرجة، وتقديم فنون وعروض أدائية فى أماكن غير تقليدية، كما أن المهرجان كان فرصة للقاء والتعارف والنقاش وتبادل الخبرات، من خلال مشاركة مسرحيين ينتمون إلى ثقافات مختلفة عربية وأجنبية. 

أما عن مشاركتها فى حلقة النقاش التى استمرت يومين فقالت: “كانت حول معوقات مسرح الشارع فى سوريا هذا المسرح الذى يذهب إلى جمهوره، وليس العكس، وتحدثت خلال الحلقة عن فترات ازدهار مسرح الشارع فى سوريا فقد ازدهر فى فترة ما قبل الاستقلال عام 1946، ثم استمر فى الفترة التى تأسس فيها المسرح القومى 1960 أثناء فترة الوحدة بين سوريا ومصر، وقد أفرز المسرح القومى عدة مسارح رديفة منها “المسرح الجوّال” الذى جابت فرقته معظم المحافظات والقرى السورية لتقدم عروضها فى الشوارع والساحات العامة، وبذلك تعززت العلاقة بين الممثل والمتفرج، حيث لا منصة ولا ديكور ولا إضاءة بالمعنى التقليدى للكلمة، وقد أغنت هذه التجربة المتفرجين على مختلف أطيافهم، كما أغنت الممثلين وأعضاء الفرقة إنسانياً وفنياً، من خلال النقاش الدائر بين الممثلين والجمهور فى العرض، ولكن للأسف لم يُكتب لهذه التجربة الاستمرار بسبب صعوبة ظروف العمل المحيطة بأعضاء الفرقة، وعدم وجود الدعم الكافى من قِبل وزارة الثقافة السورية، وعدم تطوير المشروع، لتتحول فرقة المسرح الجوال إلى فرقة تقدّم عروضها التقليدية فى المسارح المغلقة التى تفصل ما بين الممثل والمتفرج، وتبنى علاقة قائمة على الإيهام، على العكس من علاقة التواصل التى كانت تخلقها عروض الشارع.

تضيف “ميسون”: “هناك اليوم تجارب على صعيد مسرح الشارع، ولكن أصحاب هذه التجارب كالفنان أسامة حلال، اصطدموا بعدة عوائق، منعت تجربتهم من التراكم والاستمرارية، من ذلك أن النص يجب أن يمر على أكثر من جهة رقابية، ليُسمح بتقديمه، ثم هناك لجنة مراقبة العروض من قِبَل وزارة الثقافة هذه اللجنة ترى العرض ومدى مطابقته للنص الأصلى، والأهم أن لا يكون هناك تطاول على الخطوط الحمراء السياسية الإجتماعية والدينية، وإذا تم تجاوز هذه المعوقات يحصل الفنان على الموافقة.

وتؤكد “ميسون”: “ولا شك أن هذه المعوقات شكَلت حالة إحباط لدى الفنانين الذين يريدون تقديم وتطوير هذا الفن فى بلد مثل سوريا، ناهيك عن أننا ومنذ الأزمة السورية فى مارس 2011 توقف هذا النوع من العروض، بسبب أعمال القتل والقصف والترويع فى مختلف المناطق، ويُمكننى القول إنه بدل أن نقول مسرح فى الشارع، صار الشارع بحد ذاته هو المسرح الذى نرى فيه ما يفوق الواقع، إنه الخيال الأقرب إلى العبثية والسوريالية والرمزية.

 

كتب جمال عبد الناصر

http://www1.youm7.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *