«مسرح الشنطة» في مصر… تحايل فني لإخراج العروض

 

قرّرت المخرجة المسرحية ميسون حسين التغلب على نقص الإمكانات المادية في مصر من ناحية الإنفاق على المسرح من جانب الدولة، واستلهمت من أفكار ورشة عمل شاركت فيها مع مسرحيين أجانب، لتبدأ في مصر فكرة «مسرح الحقيبة».

تشير ميسون إلى أنها عانت منذ دخولها كلية الآداب (قسم المسرح في جامعة حلوان) من نقص الإمكانات الفادح والموازنة القليلة التي تضعها إدارة الجامعة ومن ثم مسارح الدولة للإنفاق على أي عرض، كما أنها سئمت من الشكاوى المتكررة من الممثلين الشباب والمخضرمين من نقص الإمكانات المادية.

لكن بعدما حضرت ورشة عمل عن المسرح على يد آلن راتب عن إدارة المسرح وإريك جيتبو عن الفيديو آرت، وورشة إضاءة على يد شارلي آرسغم، قررت دمج كل ما تعلمته في الورش وما درسته في الجامعة عن المسرح الفقير الذي يعتمد على الإضاءة بشكل أكبر لتخرج مفهومها عن مسرح «الشنطة» وهي كلمة عامية مصرية تعني «الحقيبة».

«مسرح الشنطة» هو عبارة عن عرض مسرحي توجد كل أدواته داخل شنطة واحدة فيها كل ما يحتاجه العمل الذي سيعرض سواء كان في مهرجان أو عرض خاص. وحصلت ميسون عن عرضها «بيضة مسلوقة» تأليف يوجين يونسكو وتمثيل زينب غريب وإخراجها، على جائزة أفضل ممثلة أواخر 2013 في مهرجان الضمة الأول للمونودراما الذي أقيم في مسرح الضمة التابع لمركز المصطبة للموسيقى الشعبية تحت رعاية الفنان زكريا إبراهيم.

واعتمدت ميسون على شنطتها في المسرحية التي كانت تحوي ملاعق وشوك وسكاكين ومفرش قماش، وهي كلها مكونات ليست غالية الثمن. وتتناول المسرحية الزيف الذي نعيشه في مجتمعاتنا حيث تقوم بطلة العمل وهي مذيعة بالتحدث في برنامجها عن «البيضة المسلوقة».

وتقول: «لها رائحة سيئة ومكوناتها لزجة كما أنها قد تكون فاسدة وتضر بحياتك لو أكلتها، ومن ثم تنهي برنامجها لتعود وتتحدث عن فوائد البيض وكيف يحتوي على نسب عالية من البروتين والزلال الذي يقوي مناعة الجسم ضد الأمراض».

وتختتم المذيعة عرضها بالقول إن ما رآه الجمهور نموذج واضح لزيف الخطاب الإعلامي الموجه عموماً ضد هذا أو ذاك.

وتؤكد ميسون حسين أن ما درسته في ورشة العمل بعد دراستها الجامعية أفادها كثيراً، إذ تعرفت على وجهات نظر تختلف عن مسرح الجامعة أو مسرح الدولة حيث يعتمد الأول على النشاط الطلابي حيث المخرجون كانوا طلاباً ومن ثم تحولوا إلى مخرجين بالأقدمية وليس عبر الموهبة، في حين أن الثاني يعتمد على أفكار تقليدية لا تمت بصلة إلى المنهج الحديث في المسرح، على رغم أن هناك بوادر لعديد من مسارح الدولة التي تحاول التطوير.

وتوضح ميسون أنها استفادت من ورشة العمل وتعلم وجهات نظر جديدة، إذ أن «تناول الغرب للعمل المسرحي غير تناولنا من ناحية الشكل والأفكار والبساطة بمعنى أن فكرة بناء ديكورات لم تعد موجودة في المسرح الغربي ولكن غالبيتها باتت تقنيات حديثة».

وعلى رغم صغر عمر ميسون في مجال المسرح، إلا أنها عملت مع عديد من المخرجين كمساعد مخرج مثل أحمد العطار حيث ساعدته في إخراج «حسن X2» و «البئر المسحورة» على خشبة مسرح الفلكي في الجامعة الأميركية في القاهرة.

وأخرجت ميسون العديد من المسرحيات مثل «تشويش» و «أنا اسمي» و «برطمان النساء» التي تتحدث عن فكرة القيود التي توضع فيها البنات منذ صغرهن حتى وصولهن إلى مرحلة البلوغ.

وتعتز ميسون حسين بحصولها على جائزة خاصة من مهرجان ساقية الصاوي وهي جائزة ابتكار التي ابتدعتها لجنة التحكيم لميسون في عرضها «تشويش» الذي كانت فكرته عن بنت تقف ملتصقة بالحائط ومحاطة بالجرائد والمجلات وتحاول الخروج منها والهروب، وهي ترمز بهذا إلى فترة حكم الأنظمة السابقة التي كانوا يعتمدون فيها على كثير من الأبواق الإعلامية.

 

 

القاهرة – وليد الرمالي

http://alhayat.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *