مسرحيون: النقد مهم لدفع العجلة.. وتقبُّله ضروري للارتقاء

 

 

شدد مسرحيون سعوديون على أهمية النقد في الساحة المسرحــية، وضـــرورة تقبله من قبل المنتَقَدين، موضحين أن من شأن ذلك أن يرتقي بالمسرح السعودي، خاصة إن كان النقد بناء.

سامي الجمعان

وكان الباحث والكاتب المسرحي الدكتور سامي الجمعان، قد قدم ورقة مهرجان المسرح الأكاديمي، الذي أقيم مؤخراً في الكويت، عن «أنماط ما بعد الحداثة في النص المسرحي الخليجي»، قال فيها إن الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي «سارد»، أي أنه دخل المسرح من باب القصة، إلا أن الحارثي رد عليه بقوله إن ما يقدم من أوراق في الندوات والملتقيات أقرب إلى «هرطــقات الحواة».
ورأى المسرحــيون أن الجمعان والحارثي اسمان مهمان في تجربة المسرح الســعودي، وشــددوا عــلى أهمية تجاوز الاخــتلاف في وجهات النظر، وتحــمل النــقد.

عينان في رأس

عبدالرحمن الرقراق

وقال الفنان عبدالرحمن الرقراق: «سامي الجمعان وفهد ردة، الاثنان أعطيا الساحة الفنية عطاء جميلاً، الاثنان رافدان يصبان في مصب واحد في إثراء الحركة المسرحية وفي العطاء المسرحي»، واصفاً إياهما بأنهما «عينان في رأس واحد».
وأضاف: يجب «أن نحافظ عـلى العيــنين ونــظرنا كي تكون الـرؤية لـدينا واضــحة».
وأوضح أن عدد المســرحيين في المملكة قليل، لذا ينبغي عليهم أن يتحمل كل منــهم الآخر، وقال: «كم عدد المسرحيين كي يجلس كل واحد منا يمسك للآخر هفواته أو مزح يؤخذ بمحمل الجد».
وأضاف: «يمكن أن يكون قصد الدكتور سامي أن فهد ردة بدأ ككــاتب قــصة.. هذا ليس عيباً في فــهد، لأنه حــتى كاتب القــصة عندمـا يكتــب يتــخيل الشخوص ويكتب عنهم، وحينما يكتب للمسرح يتحول البناء القصصي إلى بناء درامي».

فهد ردة الحارثي

وتابع حديثه عن تعلـيق الحارثي على ما قاله الجمعان في ورقته: «قد يــكون فهد الحارثي فــهم كــلام الدكتــور سامي خطــأ، فــهو لا يقلــل مــن قيمة فـهد، لكــنه قد يكون قصد أن فهد بدأ تجربته ككاتب قصة».
ولفت الرقراق في ختام حديثه إلى أن كاتب القصة وكاتب المسرح كلاهما مبدعان، «الإبداع موجود.. كلاهما مبدع، كاتب القصة، وكاتـب المسرح»، كــما بــيّن أن الجــمعان والحــارثي اسـمان مهمان في الســاحة المســرحية السعودية وقدما لها كثــيراً، متمنياً على المسرحييــن أن يــتركوا عنهم «الكلــمات الرنانة».

المشكلة.. الاحتقان

أحمد الأحمري

وأكد الممثل والمخرج المسرحي أحمد الأحمري، وجود الخــلافات بين المســرحيين، خاصة من يشتــغلون فـي تخــصـص واحــد في المسرح، إلا أنــه أوضــح أن بعضها يمــهــد طــريقــاً لــلإبــداع، غـــير أن بعضــها يــكــون له مــردود سيء على دفــع العـجلــة الفــنية، بسبب الاحتــقان بيـن المبــدعين، الذي يفتـرض أن لا يـكون موجوداً، حســب قــوله.وعــن ما حـدث بين الجــمعان والحارثـي، قال الأحــمري: «إن كان هنـاك شــيء بيــن الدكــتور سامي وفهد، فربــما اخــلاف في الآراء وليس خلافاً، لأنهم حبايب كما أعرف».

آراء تخدم المسرح

عبدالرحمن الحمد

في حــين، قــال الكـاتب والمــخـــرج المــســرحي عبدالرحـمن الــحمد: «رغــم عدم اطلاعي على الموضـوع إلا منك.. إلا أنه يفترض على الــزميل فهد ردة الحارثي ألا يتأثر بكلام الدكتور سامي، أو أي رأي قيل فيه»، لأن الكاتب أو الممثل أو أي مسرحي أو مبدع معرض للنقد، ولا يمكن للجميع أن يأتي رأيه موافقاً لرأي الآخر.
وأوضح أن النقد لا يحط من قدر المبدع، لأنه لو لم يكن مؤثراً، فلن يتحدث عنه أحد، «وفهد مؤثر، ولذلك الآخرون اهتموا بما قدمه، ولو أنه غير ذلك لم يتكلم أحد عنه».
ووجه الحمد رسالة إلى الحارثي: «لا تزعل، وللآخرين الحق في أن يقولوا رأيهم فيك، ويجب أن ننبذ عنا العصبية، ونتقبل الرأي الآخر وتكون لدينا روح ريــاضية».واختتم الحمــد حديثه بقوله إن مثل هذه الآراء تــخدم الساحة الفــنية، إن كــان النقد بناء، أما النقد الشخــصي أو «غير الشريف» فلا ينــبغي أن يوجه.

 

 

الدمامإبراهيم جبر

http://www.alsharq.net.sa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *