الشارقة تستنهض موروث “مسرح الدمى”

 

بين ذكريات الموروث الشعبي “خيال الظل” ومسيرة “مسرح الدمى” وما واكب هذا الفن المسرحي من تطورات، تستنهض “الهيئة العربية للمسرح” ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية ذكريات مسرح الدمى التي تجمع فيها صناع هذا الفن المسرحي و”مخايليه” وأدواته من مختلف أرجاء الوطن العربي.
في ذات المكان وبتلك الزاوية بين بيتوتات الشارقة القديمة يطلق الحكواتي بغدادي عون بصوت لم يهده تعب السنين ندائه الذي يجمع حشودا بشرية يروي لها حكاية “القدس” بينما تحرك يديه أعمدة أسطوانية اعتلت طرفي “صندوق العجب” الذي يشكل أحد معالم التراث العربي…
وبينما ينشغل سيل بشري تنوع بين الكبار والصغار بالنظر إلى فتحات دائرية اصطفت على واجهة الصندوق تعرض فيها صور ورسوم توضيحية لحكاية البغدادي، يتجمهر حشد آخر من الأطفال حول طاولة خشبية تحمل قطعا قماشية وأدوات مطبخية وعناصر مختلفة يشكلون من خلالها دميتهم المفضلة.
شخوص مسرحية مختلفة ترامت على تلك المنضدة الخشبية وتدلت معظمها على الجدران شكلها الأطفال بمساعدة صانع الدمى المسرحية عبد السلام عبده ليجسدوا فيها حكاياهم وشخوصهم وتحلل من خلالها الإخصائية النفسية حكمت القواسمي التي تساعدهم في تشكيل شخوصهم مكنونات داخلية ترجمتها تلك الدمية.
في أيام الشارقة التراثية منظومة ثقافية متكاملة لمسرح الدمى بوجود كركوز وعواض وصندوق العجب وورش خصصت لصناعة الدمى وتجسيد شخوصها في أعمال مسرحية.
ووفقًا لأصحاب الاختصاص يؤكد تقرير “مركز الشارقة الإعلامي” أهمية مسرح الدمى في البناء النفسي والوجداني داعيًا إلى ضرورة إعادة الاعتبار لهذا الفن الذي يهدده شبح الانقراض.
و يجد غنام غنام مسئول النشر والإعلام في الهيئة العربية للمسرح أهمية إحياء مسرح الدمى لتفعيل المشهد المسرحي كونه موروثا شعبيا يحمل ذاكرة المسرح العربي والعالمي.
وصرح غنام عن اعتزام الهيئة العربية للمسرح عنى إطلاق سوق دولي لفنون الدمى الذي يعد الأول من نوعه في العالم ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي خلال دورته المقبلة المقرر انعقادها في يناير من العام المقبل في العاصمة المغربية الرباط.
وأكد صانع الدمى المسرحية الفلسطيني عبد السلام عبده، أهمية هذه المهنة التي يقل أعداد أصحابها مشيرًا إلى مساعي ممتهني الدمى المسرحية في نشر ثقافة هذا الفن لا سيما في المناطق التي تفتقر لهذا النوع من الفنون وبناء نواة لهذا الفن العريق.
وتطرق عبده إلى تاريخ فن مسرح الدمى الذي يعود إلى مئات السنين لافتًا إلى مسرح خيال الظل الذي بدأ بالموصل لينتقل إلى دول العالم العربي وتصنع شخوصه من جلد الجمل وأحيانا من جلد الجاموس.
وبين عبده أن محرك الدمى المسرحية في خيال الظل يطلق عليه اسم “المخايل” والفقرة المسرحية بـ”الغرزة” مشيرًا إلى أن شخوص خيال الظل لابن دنيال كانت حيوانات برؤوس إنسان بينما تغيرت إلى شخصيات واقعية من الحياة هي “كركوز وعواظ” وتتغير تسميتهما من دولة إلى أخرى بينما الأحداث تكون من واقع الحياة وفيها الكثير من المقالب والأحداث.

 

 

http://wadymasr.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *