الندوة الفكرية لأيام المسرح الحرّ لعبد الوهاب الجملي: بعض من الأفكار عن جيل مسرحي مهمّش

 

وجوه مسرحية كثيرة حضرت الندوة الفكرية التي أقيمت على هامش فعاليات أيام المسرح الحر لعبد الوهاب الجملي يوم الجمعة 18 أفريل 2014 بفضاء الفصول الأربعة المحاذي لقاعة الفن الرابع والتي عُنونت بـ»المسرح التونسي والجيل الجديد آفاق وعوائق التجربة»

نذكر من بين الحضور عبد المنعم شويات، حسام الساحلي، جمال ساسي، حاتم مرعوب، سامي النصري، سليم الصنهاجي وغيرهم.
كان من المفترض أن يكون المحاضران محمد مومن ولطفي العربي السنوسي لكن تغيب السنوسي لتصبح الندوة بمثابة حلقة نقاش عن وضعية جيل الراحل عبد الوهاب الجملي ولطرح سبب عدم بروز أعمال هذا الجيل.

في البداية عرّف الشاذلي العرفاوي القائم على توزيع الكلمة لحلقة النقاش هذه الناقد محمد مومن على أنه الأب الروحي لأجيال مختلفة من المسرحيين من خلال مرافقته لهم بكتاباته النقدية التي ساهمت بشكل ما في النهوض بالفن الرابع ودفع المخرجين على التغيير وتحسين أعمالهم.

القاطرة التي تثمن الفعل المسرحي
العنصر الثقافي بشكل عام يكون «ضمن وساطات أو la médiologie لإيصال تلك الآثار الفنية» حسب رأي روجيس دوبري هكذا قال مومن وأضاف أنه اجتمعت العديد من الظروف التي جعلت من العمل المسرحي معروفا إما سلبا أو ايجابا وبالنسبة لفرقة المسرح الجديد فالاعلام كان القاطرة التي حملت أعضاء المسرح الجديد وهو أمر لم يقع بالنسبة لجيل الجملي.

أسباب فشل الجيل الجديد
كذلك أضاف مومن أنه في السبعينات تمت مناقشة العروض وإقامة ندوات على عكس ما نراه اليوم إذ لا يسعى القائمون على التظاهرات إلى معرفة صدى أعمالهم لدى المتلقي.
كما أن نظام العولمة قد ساهم في تبويب الثقافة الاستهلاكية وجعلها واجهة ثقافة البلاد وأصبح المثقف «سبّة» على حدّ توصيف مومن.

هناك أيضا مشاكل منهجية حالت دون بروز الجيل الجديد من المسرحيين إذ لا يوجد مدارس مسرحية في تونس ولا حتى مجرد التواصل بين الأجيال فكبار المسرحيين لا يواكبون أعمال الشبان، وحتى بعد جيل المسرح الجديد برزت مثلا صباح بوزيتة ونبيل ميهوب وعلاء الدين أيوب الذين أسسوا لمسيرة فنية فردية مما لم يسمح لإمكانية التواصل.

كما لمّح مومن إلى أن جيل الجملي ومن تلاه لا يعير إهتماما كافيا بالاطلاع على المدارس المسرحية في العالم بالاضافة إلى أنه لا نجد كتبا قيمة في هذا المجال، كما أنه لم يعد هناك ما يسمى بفرق مسرحية إنما طغى الجانب التجاري ببعث شركات (300 شركة مسرحية) على عكس الأجيال السابقة التي آمنت بجدوى الفرق والعمل الجماعي وتآلف القلوب والأفكار.
هذا على مستوى الفنان المسرحي في حدّ ذاته أما الظروف الخارجة عن نطاقه فهي مثلا السياسة الثقافية للبلاد في العهد السابق التي أغلقت الأبواب في وجوه المسرحيين وتفقيرهم (بغياب الدعم ومنع التوزيع) وسنحت الفرصة أكثر نحو التلفزة.

ليكمل كلامه بقوله أن «شبح الجيل الجديد» هو وجه لم يكتمل بعد لمسارح تقترح جماليا وفكريا رؤية أخرى لكن كل الاشكال تكمن في كونها بقيت مجرد مسرحيات وليس مشروعا متكامل التوجه.

آراء المسرحيين..
تفاعل الكثيرون مع ماجاء في كلمة الناقد محمد مومن سنذكر عددا منهم فقد قال الممثل جمال مداني أن الجيل الذي يتذمر كل يرى نفسه مخرجا وقائدا للعملية الفنية لذلك تفرقوا ففي عدم إيمانهم بجدوى الفرق المسرحية وجمع شملهم هو الذي منع تأسيس تيار مسرحي أو فرقة يستمر عملها.

أما من جهة حاتم مرعوب فقد تحدث عن تهميش المثقف في العهد السابق الذي واجه النظام مما أدى إلى تدهور حالته المادية وتأجيل أحلامه.

من جهته، قال سليم الصنهاجي أن التشريعات في حدّ ذاتها كانت في خدمة جيل معيّن والتي أصبحت تجعلنا خارج السرب ثم كان أملنا في مراكز الفنون الدرامية ثم المسرح الوطني الذين انخرطوا في المنظومة الفردانية.

أما سامي النصري فقد قال إن سياسة بن علي هي التي جعلت قطيعة بين المثقف والنظام ففي السبعينات كان هناك فعلا مسرح سياسي أما هذا الجيل فله رغبة في الانفتاح وإعادة الانتاج المسرحي خارج هيمنة السياسي واستقلاليته لذلك على هذا الجيل أن يفكر في إعادة تعرّف المجتمع على المسرح. ليقع في آخر هذه الحلقة تكريم محمد مومن.

 

 

: راضية عوني

http://www.lemaghreb.tn/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *