عرض «#صمت» يتوج ورشة «المسرح ما بعد الحداثة»

 

اختتمت مساء السبت الأخير، على خشبة مسرح قطر الوطني ورشة التمثيل الموسومة بـ «المسرح ما بعد الحداثة» بالعرض المسرحي «#صمت».
وجاءت هذه الفعالية برعاية وحضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة للفنون والتراث.
وقام بتأطير الورشة المدرب والمخرج أزل يحيى إدريس من ألمانيا، فيما أدار الورشة السيد سعد بورشيد بإشراف سالم ماجد.
وتأتي هذه الورشة انطلاقاً من التوصيات التي خرج بها مهرجان الدوحة المسرحي في دورته الأخيرة وضرورة العناية بالممثل باعتباره اللبنة الأولى في نجاح أي عمل مسرحي.
فوسط ظلام دامس يكاد المشاهد إمساكه بيده، وبعض البقع المضيئة المنتشرة على خشبة المسرح، ينطلق العمل بصمت مطبق، لتدبّ الحياة على خشبة تشي بأن هناك أرواحاً بشرية فوقها، تهتزّ في رعشة تارة، وتخمد أخرى، وبعدها مباشرة يقف الممثلون الذين تضيء وجوههم هواتفهم النقالة، ويعلو ضجيجهم، إذ رغم أن فضاء واحداً يجمعهم، إلا أن أصواتهم شتّى كل واحد منهم في شأن، ويطبق بعدها صمت رهيب، ثم يصطفون في مواجهة الجمهور، وكل واحد يطالب الآخر بالصمت بهمسه «شششت» التي تعني الأمر بالسكوت. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كسر الممثلون الحاجز الرابع وانتشروا وسط الجمهور يحملقون في هذا وذاك وهم يأمرونهم بالسكوت «شششت».
ومثلما أخبر المدرب أزل يحيى إدريس «العرب» في تصريح سابق، فإنه حاول مع الشباب أن يتم بناء العمل انطلاقاً مما يعايشونه يومياً والمفردات التي تستخدم يومياً، إذ إنه عندما كان يمنح الممثلين فترات للراحة فإنهم لم يستغلوا الوقت للراحة والاسترخاء، بل الكل يمم وجهه شطر الهاتف الذكي والواتس أب والفيس بوك والأنستجرام، وتم اشتقاق الموضوع مما كانوا هم فيه، لافتاً إلى أننا نواجه الآن معركة كبيرة مع التكنولوجيا واستخدامها بطريقة غير سليمة، وأصبحت هي كل حياتنا تملأ السمع والبصر.
وبدت الإشعاعات التي تنبعث من الهواتف وكأنها قناع يسقط على الوجه وتحس كأنه إنسان آلي مسير. فرغم الليل الذي جعله الله لنا سباتاً، فإن هذه الأجهزة لا تفارق الممثلين، وكلما انبعثت رنّة هاتف، أو صدر عنه اهتزاز، يهتز الممثل ويطير فؤاده قاطعاً نومه وكأنه استيقظ على كابوس مزعج.
ويبدو من خلال العمل، أن المدرب اعتنى بحضور الممثل وجسده على خشبة المسرح، لأن منطقة الارتكاز لأي إنسان خصوصاً الممثل حسب تعبيره، إذا لم يمتلكها ويوظفها التوظيف الأمثل، فإنه يكون ضعيف الحضور على الخشبة ولا ينفع في هذه الورشة.
وأعرب أزل عن سعادته لوجود شباب طموح لهم حضور جميل على المسرح.
وأكد أزل يحيى إدريس أنه لم يستعِن بالأمور النظرية نهائياً خلال الورشة، وإنما استخدم مخيلته وأرشيفه الخاص والورش التي أشرف عليها، وأنه في البداية اعترضته بعض الصعوبات التي سرعان ما تم التغلب عليها من قبل الجميع، خصوصاً التعامل مع مسرح ما بعد الحداثة والذي يتمرد على كل المدارس المسرحية. وتقدم أزل يحيى إدريس بشكره لوزارة الثقافة والفنون والتراث في شخص سعادة الوزير الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وسعد بورشيد رئيس قسم المسرح بالوزارة والناقد المسرحي سالم الماجد، واصفاً إياهم بـ «الجيش المتكاتف» من أجل تطوير المسرح القطري وهو النفس الذي وجده عند القائمين على الشأن المسرحي في الوزارة وما لمسه من حب للتعلم وتطوير المسرح القطري وحب السماع والتلقي.
وقالت الفنانة أمينة الوكيلي: إنها تشارك لأول مرة في ورشة تنظمها وزارة الثقافة والفنون والتراث، مبدية إعجابها بالفكرة والورشة، وإنها تحقق خلالها استفادة جمة. وذكرت أمينة الوكيلي، أنه تم التركيز خلال الورشة، على التحرك فوق الخشبة والتعبير بالجسد والارتجال، وكيف يكون التواصل فقط بلغة العيون بعنوان «هاشتاق# صمت» من دون حوارات.
وذكر الفنان علي الشرشني أن هذه الورشة تم خلالها تعلم بعض التقنيات الجديدة الموجودة من خلال عرض مسرحي، متقدماً بشكره للقائمين على الشأن المسرحي في وزارة الثقافة والفنون والتراث.
وباعتباره مخرجاً فإن الشرشني يقرّ أن هذه الورشة أضافت له بعض الأمور الإخراجية، فضلا عن أن الشباب حققوا استفادة عن طريق اعتمادهم على أنفسهم داخلياً من خلال أي شيء، والتغلب على ما يطرأ لهم خلال العرض المسرحي ويكون في صالح العمل، وحتى استخدام بعض الأجهزة في المسرح.
وذكر الممثل محمد علي العمادي، أن هذه الورشة مختلفة تماماً عما سبقها من ورشات، وهي تعني بنوع معين من المسارح وهي «السريالية»، وأنه تعلم تقنية تجسيد الجسد والوقوف على الخشبة بطريقة صحيحة كممثل، فضلا عن تعلم الصبر وابتكار مشهد وارتجاله بطريقة معينة في المسرح وإن كان فيها خطأ. وتمنى محمد علي العمادي بدوره تكثيف هذه الورش وأن تجري أطوارها على خشبة مسرح قطر الوطني بالذات بدل أماكن أخرى.
يشار أن الورشة/المسرحية شارك فيها الممثلون: علي الشرشني، حسن صقر، محمد السياري عيسى مطر، إسماعيل القصاص، يوسف الحداد، إبراهيم أحمد، محمد علي العمادي، مشعل عبدالله، أمينة الوكيلي، هبة لطفي، سماح السيد، نشوى أحمد، ندى أحمد، سوار الزيتوني، فاطمة الشروقي وخديجة نايتسي ثم لينا الأنصاري.

 

 

عبدالغني بوضرة

 

http://www.alarab.qa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *