(العربانة)..تكشف تأثيرات الربيع العربي في الإنسان العراقي

بعد تمارين طويلة وجهد مضنٍ لمسرحية ( العربانة ) تأليف حامد المالكي، وإخراج عماد محمد ، توقف العمل فيها نتيجة لتأجيل الاحتفالية المسرحية المقررة لعرض المسرحية مع أعمال أخرى.

 

 

لكن فريق العمل لم ييأس فعاد مصرا على العمل وتقديم المسرحية فعادت التمرينات مجدداً.المسرحية تتناول الواقع العراقي بعد ثورات الربيع  العربي وتأثيراته في ذلك الواقع . وهي من بطولة الفنانون عزيز خيون وعواطف السلمان ويحيى إبراهيم.

سألت المخرج عن طبيعة العمل فقال:ـ

– المسرحية من تأليف الكاتب حامد المالكي. وقد أجرينا التمارين عليها لكن تأجيل  مهرجان يوم المسرح العالمي حال دون تقديمها. وها قد عدنا إلى التمارين  بإصرار، على أمل عرض المسرحية في تشرين الثاني المقبل .

* من يجسد أدوار المسرحية؟

– الفنانون عزيز خيون وعواطف السلمان ويحيى إبراهيم، وهم من  نجوم المسرح العراقي  وإنتاج الفرقة  القومية للتمثيل .

* ماذا تتناول المسرحية ؟

– المسرحية تناقش قضية ثورات الربيع العربي التي حدثت في تونس وليبيا ومصر  واليمن وغيرها. وسنحاول ان نقرأ الأحداث قراءة ثانية تتناول ظروف ما بعد الربيع العربي وتأثيراته في الشعوب وانعكاس ذلك على العراق والإنسان العراقي .

* ما الجديد فيه؟

– الجديد أن مسرحية (العربانة) تمثل جانبا جديدا من  مشروعي  المسرحي  الذي اقوم فيه بالعمل على منظومة جديدة تعتمد على توظيف السينوغرافيا بما يعزز وجهة نظر الإخراج. وكذلك الاعتماد على الشكل من خلال مفردات العمل وتشكيل الفضاء العام . وأتمنى ان تشكل هذه المسرحية إضافة جديدة للمسرح العراقي،  وستكون هناك منطقة لعب بالنسبة للممثلين وأدائهم اكثر مما هي تجسيد  للشخصيات على منظومة العرض الأساسية . ومن إضافاتي حاولت أن أجد ضرورة لتطوير مشروعي الإخراجي من خلال توظيف خشبة المسرح والتكنولوجيا ولعب  الممثلين والاشتغال على السينوغرافيا الجديدة .

* هل هو تحد جديد؟

–  صحيح انه تحد جديد. ومسؤولية  كبيرة تقع على عاتقنا  لتقديم عمل مسرحي يليق بعراقة المسرح العراقي .  وعلى الجميع ان يدعم الأعمال المسرحية العراقية  لخدمة العراق وفنه الجميل . كما  أتمنى  ان تقدم  المسرحية في المحافل العربية  والدولية .

*ما هي محاور العمل؟

– بطل المسرحية الفنان عزيز خيون، وهو يمثل الإنسان العراقي في العديد من المراحل . منها فترة تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي ، ثم مرحلة الاحتراف السياسي والمرحلة الثالثة  ردود أفعال ذلك الإنسان لاسيما بعد عام 2003  ومواقفه تجاه ما حدث من الربيع العربي .

والعمل يعطي رؤية منحازة لموضوع معين  بقدر ما يكون محايدا في قراءة الواقع  العربي  الجديد. وكذلك المستقبل القريب والبعيد للأحداث وكذلك محور المعلم  الذي يجسده الفنان يحيى إبراهيم الذي تحدث عن دوره فقال :

نقرأ النص أنا والمخرج عماد محمد. وهو يناقش الثورات العربية الأخيرة أو (الربيع العربي ) . ونتساءل بعد نتائجها .. هل أننا نعيش ربيعا عربيا أم  خريفاً؟ من حيث تداعياتها التي لم تلتئم لحد الآن. وتحيط بها الصراعات الإقليمية والعالمية وفق أجندات مختلفة.

العمل ليس وجهة نظر السياسية إنما وجهة نظر الإنسانية. وأنا امثل في مسرحية  شخصية واحدة لكنها بعدة أشكال مثلا المعلم وهو معلم في كل الأزمان .. معلم الحروب ومعلم ألف باء ومعلم السياسات ومعلم الثقافات ومعلم الإعلام والأفكار  التي  تملى على الشعوب هو ما سأقدمه وأتمنى أن أقدمها على نحو يرضي الجمهور.

وعاد المخرج عماد  ليتحدث لنا عن  تجربته الأخيرة بتأسيس  فرقة  مسرحية في  قطر بتمويل بريطاني من مؤسسة رادا .

فقال عماد :ـ  تمت دعوتي  من قبل المركز الثقافي البريطاني في قطر وجامعة  رادا  بالتعاون  مع وزارة  ثقافة قطر . أنا الوحيد من العراق للمشاركة  في تأسيس فرقة مسرحية  فيها مخرجون من أقطار الخليج العربي  بالإضافة إلى العراق.

وأقيمت ورشة عمل لمدة أسبوع لتقديم آليات  محددة لتأسيس فرقة مسرحية. تضمنت الورشة مراحل عدة. وقد بحثنا عن آلية  تشكيل الفرقة. وإقامة تجربة  أكاديمية لهذا  الغرض.

وهذه المرحلة الأولى من المشروع تتبعه بمراحل أخرى مستقبلاً، في نهاية الورشة قدمنا كيفية خلق ارتجال الممثل مع المخرج لتقديم عمل مسرحي .

وقام المركز الثقافي  بتكريم المشاركين في نهاية الورشة وتقديم شهادة تقدير .

وهي تجربة مهمة لي وللمسرح العراقي. واختياري بشكل خاص وفردي هو فخر  للمسرح العراقي . وقامت الجامعة البريطانية ووزارة الثقافة القطرية بدعم  كبير للورشة والمشاركين .

وأقمت حوارات كثيرة مع المسرحيين المشاركين في الورشة

وقد وجدت أن هناك دعما كبيرا من دولة قطر للمسرح وورشه الإبداعية. أتمنى الاستفادة من ذلك في العراق لدعم المسرح العراقي وهو الأعرق والأقدم في المنطقة . أتمنى أن تقام ورش عندنا مثل تلك الورش. وهي خط من خطوط المشروع الثقافي في كل بلد يهتم بالثقافة والفن.

http://www.almadapaper.net

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *