دير الزور: ناشطون يحولون المأساة والأمل إلى عمل مسرحي !

 

 

 

في مناطق الحصار داخل سوريا، ثمة أرواح تصارع الموت، وتسحب الحياة من تحت أظافره، متيقنة ألا جدوى من الاستسلام لهذا الشبح الذي رمى بظله على جسد السوريين…

النماذج كثيرة إذا أردنا استحضارها، لكننا هنا أمام تجربة فريدة من نوعها،انطلقت على ضفاف نهر الفرات، روادها مجموعة شباب من أبناء مدينة دير الزور، عايشوا واقع سوريا، وعملوا على تمثيله بمسرحية، حملت عنوان “تسليط أضواء”.

–          على ماذا سلط أبناء الدير أضوائهم؟

سؤال يجيب عليه عمار عبيد، كاتب ومخرج العمل ومؤسس المسرح، فيؤكد أن المسرحية تناولت جوانب عدة، مثل المال السياسي والتفرقة التي نجمت عنه، وعن المثقفين ودورهم في الثورة السورية، وتخاذل المجتمع الدولي تجاه ثورة الشعب السوري. ويؤكد عبيد أن الحديث تعدى السلبيات إلى الجوانب المشرقة التي تكمن في الجيل الجديد المتسلح بالعلم والمعرفة، القادر على ردم الهوة التي سببتها حرب الأسد على السوريين.

–          معوقات في سبيل النجاح

لعل أبرز الصعوبات ما يتعرض له الناشطون المشتركون في تأدية العمل المسرحي، حيث يضطرون لاجتياز عدد من قناصة النظام في سبيل الوصول إلى مكان إجراء بروفات المسرحية، فضلا عن عدم توافر الإضاءة اللازمة بشكل مستمر بسبب انقطاع الكهرباء وقلة الوقود.

–          مبدعون هواة

لم يحتج العمل لأكثر من 15 شابا وفتاة بينهم أطفال من أجل انجازه، الممثلون كانوا من أبناء المدينة،عايشوا الواقع وحفظوه فكان سهلا عليهم تمثيله على خشبة المسرح و إيصاله للناس بأبسط طريقة ممكنة بعد تدريبات بسيطة أشرف عليها كاتب ومخرج العمل عمار عبيد.

كان الهدف الأساسي من العمل الذي دعمته حركة “نشطاء” العاملة كمنظمة مجتمع مدني في دير الزور،الخروج بمن تبقى من أبناء المدينة عن نمطية الحرب والقتال المستمر، وبث مفردات الوعي داخل المجتمع الديري، وإحداث فواصل ثقافية حقيقية في المدينة التي اكتوت بنار الحرب على مدى عامين.

–          فقرات من العرض

بدأ العرض مع الطفلة “هديل” التي ألقت قصيدة للشاعر (عمر ياسمينة) تحاور من خلاله القصيدة الدمشقية المشهورة للشاعر السوري نزار قباني، التي مطلعها (هذي دمشق وهذي الكأس و الراح) فتقول:هذي دمشق فأين الكاس والراح … شامي تموت وبال العرب مرتاح/ يا ياسمين الشام عذرا فلتسماحني/ فليس في الدار بعد اليوم أفراح.

أما الفقرات التالية فعنيت بمشكلات المجتمع السوري داخليا وخارجيا  في ظل الثورة،وقدمتها فرقة “بهجة”.

–          شاركوا في إنجاح العمل

لم يدعم العمل ماديا من أحد كما يقول عمار عبيد، أما المشاركين فيه، فهم حركة نشطاء، وهي منظمة مجتمع مدني في مدينة دير الزور، و منظمة “حياة ” المعنية بشؤون المرآة والطفل، والتي اختارت يوم المرآة العالمي من أجل عرض العمل، تأكيدا للدور الذي لعبته الأم في الثورة السورية خصوصا في مدينة دير الزور وبسوريا عموما، وعملا على طرد الظلامية المتمثلة في عدم الاعتراف بجهود المرآة السورية.

العرض مستمر في دير الزور، ليس للمسرحية في طبيعة الحال، لكن لهذا النوع من الأعمال الكاسرة لمفهوم الحرب، وما ينتج عنه من يأس بالحياة، والتي تقدم السوريين كـ شعب يسعى للسلام و بناء دولة أساسها الوعي والانطلاق في فضاء الابداع المنبعث من الألم.


عبد السلام الشبلي شديد

http://akhbar.alaan.tv/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *